جمال سلامه الرياحي يكتب:-الدكتور المحامي محمد الزبيدي... قامة وطنيّة، و رائد من روّاد القانون والفكر والثقافة
الكتابة عن شخص ما تعدُّ مسؤوليّة كبيرة، فكيف إذا كانت هذه الشخصيّة قامة علمية وفكرية كبيرة، حياتها مليئة بالعطاء، ولا زالت تبدع على مرّ السنين.
عرفت الدكتور المحامي محمد عوض الزبيدي، منذ سنوات، فليس لي مصلحة معه ولكن يجمعنا وحدة الهدف، أكنُّ له الكثير من الاحترام و التقدير، مثمناً حفيظته المعرفية وكذا استقامته النادرة، والمشرف أنَّه لم ينزاح عن إصراره قيد أنملة على مبادئه التي يؤمن بها، وعرف عنه دقته وصرامته وشجاعته في إبداء الرأي، وهو ما أكسبه احترام كل من عرفه وحتى من اختلفَ معهم .
هو شخصية فذة واعية مفعمة بالإنسانية والنبل ويملكُ فكراً عالياً، ومهني متفوق له كثير من المواقف القانونية والسياسية والاجتماعية، رجل نزيه ويتعامل بحيادية ولا مكان في قلبه للعنصرية والحقد، يبتعد عن الكلمات الجارحة والمؤثرة .
رأيت رجلاً يفشي السلام بين الناس، والمهمات في تقديره أعمالٌ يجبُ الانتهاء منها في حينها، وحين تتراكم الأعمال فنهاره يأخذ من ليله، وأُسرته تتنازل عن حقها تقديراً لطموحه وإخلاصه فإنه يعيد إلينا الأمل بأن نشاهد وجوهاً تخدم المصلحة الوطنية العليا، هؤلاء هم الرجال الذين تنهض بهم مهنة المحاماة .
الدكتور المحامي محمد عوض الزبيدي محبٌّ للعلم وللمتعلّمين، ولا يكتفي بأن يكون مثالًا يحتذى به، وإنّما يسعى لأنّ يجعل من كلّ فردٍ مثالًا، ولذا كانت له الأيادي البيضاء وراء الكثيرين من الأشخاص اللامعين، وهو يحثّ كلّ فرد على الدراسة والمتابعة والمثابرة؛ كي يصل إلى النتيجة المتوخّاة، وعندما تتراخى عزيمة أحدهم يشدّها، ويدفعها إلى الأمام، والهدف دائمًا بناء الإنسان من خلال علمه وثقافته، وصولاً إلى بناء مجتمع واعٍ ومتقدّم.
الحديث عن الدكتور الزبيدي : لا يحتمل المجاملة، بل ربّما نشعر بالتقصير أمام عطائه وإنجازاته التي لا زالت مستمرّة، فهو لا يهدأ، ولا يكلّ، ولا يملّ، في أيّ مكان، ليشكّل علامة ثقافيّة فارقة حيثما وُجد، وهو الذي شارك بالكثير من المؤتمرات محلّيًّا، وإقليميًّا، ودوليًّا، فقد سافر إلى العديد من الدول لحضور هذه المؤتمرات ، فهذا الرجل لا تثنيه عقبات، ولا توقفه العثرات، وإنّما يمضي قدمًا في تحمّل مسؤوليّة يراها واجبة عليّه.
الدكتور المحامي محمد عوض : الزبيدي قامة أردنية عظيمة مهما تحدثت عن هذه القامة القانونية الأردنية الطاهرة فلن أفيه حقه، ولكن واجب علينا أن ننطق بالحق في زمن كثر فيه المتاجرون بالكلمة النظيفة، لهذا وجب علينا أن نكون من ألسنة الخلق التي تنطق الحق بعيداً عن المدح المزيف المبتغي مصالح ضيقة.
أتمنى أن تكون حروفي قد أنصفت الأستاذ القانوني سيد العطاء،الدكتور المحامي محمد عوض الزبيدي، الذي يستحق من أطيب وأعذب الحروف والكلمات، فقد عجزت عن وصفه ووصف عطائه وإبداعه، فهو جوهره ثمينة نادرة في الأردن عامة، وفي محافظة المفرق خاصة، ومنها يجب علينا المحافظة عليه ،لأنه نبراس للعلم والمعرفة ،يحمل أصالة البداوة الشامخة التي عز نضيرها في وقتنا الحالي.