د. بسام فرشوخ يكتب:- ارفعوا سيف السياسة عن الاقتصاد

لا زالت المشكله العالقه ما بين لبنان والسعوديه وبعض الدول الخليجية الاخرى ، عالقه بسبب بعض المواقف التي اتخذت من قبل هذه الدول اتجاه لبنان ، دون أن يكون هناك اي تبرير على المستوى الرسمي مع الدوله اللبنانية ، ذلك ان الخلاف الذي تتحدث عنه هذه الدول هو خلاف مع بعض المجموعات السياسية في لبنان ، والحال ان هذه الدول ببعض قراراتها وببعض الإجراءات التي اتخذتها قد اثرت سلبا على الشعب اللبناني برمته وعلى الدوله اللبنانيه برمتها من دون ان يكون هناك ا
ي قدرة على فهم مثل هذه الاجراءات .
الا انها تأتي في اطار تضييق الخناق على اللبنانيين الذيين لا ذنب لهم ربما ببعض المواقف السياسة التي تتخذها بعض الاطراف اللبنانية جراء الانقسام اللبناني وجراء الانقسام الحاصل في المنطقة.
ما يعننا هنا تسليط الضوء على الواقع الاقتصادي اللبناني الذي يزداد سوئا مع مثل هذه الإجراءات التي تتسبب بالمزيد من المشكلات في الواقع الحياتي اللبناني ، لا سيما في منع الواردات اللبنانية او في التضيق على اللبنانيين و تهديد بعض الدول ربما بمنع التاشيرات أو بعدم منح التأشيرات لبعض اللبنانين ، كما جاء في بعض التصريحات الكويتيه من دون أن يتبين حتى الأن صحة مثل هذه المعلومات بشكل رسمي ، وأيضاً ما قيل عن أن هناك حمله ربما تكون مبرمجه بإتجاه ترحيل بعض اللبنانين من الدول الخليجيه .
كل هذا الأمر لا يمكن فهمه إلا في إطار أن هذا الأمر يتسبب بالمزيد من المشكلات الاقتصاديه والاجتماعيه والنقديه ، في حين أن لبنان يكنّ لكل هذه الدول ولشعوبها كل الاحترام والمحبه ، وهذا ناشئ جراء العلاقات التاريخيه والعلاقات الاجتماعيه والاقتصاديه القائمه ، والتي ليس لها أي علاقه بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد ، صحيح ربما أن السياسة كما يقولون هي رأس كل المشكلات لكن عملياً ما ذنب الشعب اللبناني حتى يتحمل مثل هذه المشكلات ، وكأن الزمان وبعض الدول يعاقبون لبنان في آن واحد معاً .
في فهمنا لمثل هذا الامر وهنا اتحدث في الموضوع الاقتصادي البحت والموضوع الذي له علاقه بالاوضاع المعيشيه للبنانين ان السوق اللبناني ليس سوقًا كبيرًا وبالتالي لا يحتاجا لجهد كبير حتى يخرج اللبنانين من هذه الأزمات ، وبإعتقادي لو ان هذه الدول العربية وتحديدًا الخليجية حاولت ان تمد يدّ المساعدة الى اللبنانين بدل ان يكون هناك اجراءات عقابية ، لكان الأمر قد اختلف على كل المستويات الى جانب الشعب اللبناني ولا يمكن ان تحاسب اكثرية الشعب اللبناني او الشعب اللبناني برمته على بعض المواقف التي اتخذت هنا وهناك ، علمًا ان هذه المواقف ما كانت لتتوقف لا الان ولا في السابق ولا في المستقبل ، ربما بسبب كل الأنقسامات الحاصلة في المنطقة وهذه الأمر لا ينسحب على اللبنانين فحسب.
بالأمس سمعنا تصريحًا من احد السياسين اللبنانين يهاجم فيه دولة خليجية ، لأن وزير خارجيتها سيكون في لبنان في اليومين المقبلين ، فهل ستقوم هذه الدولة ايضا في مثل هذه الاجراءات . 
هذه الامر موجود الامريكيون يهاجمون بعض الدول الخليجية الفرسيون البرطانيون واكثر من دولة ، والاتراك فيما قاموا به في بعض التصريحات ، يعني ان هذه العلاقات ما بين الدول لا يمكن ان تنعكس فقط عندما يكون هناك تصريح سياسي من هنا وهناك ، لأن العلاقات بين الأشقاء العرب يجب أن تكون فوق كل هذه الإعتبارات السياسية  ، السياسة في مكان والإقتصاد والعلاقات ما بين الدول وشعوبها في مكان آخر تماماً.
ما نريده الآن من هذه الدول العربية أن تعود عن بعض القرارات التي اتخذت في هذا الشأن ، وأيضاً المطلوب من الدولة اللبنانية المزيد من الجهد في إطار لملمة كل الآثار السلبية لمثل هذه الأزمة التي نشأت ، ومن غير المبرر أن تستمر بهذا الإطار ، نعول على جهد تقوم به المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية ، خاصة أن رئيس الحكومة اللبناني سيكون له زيارة قريبة إلى مصر في مطلع الأسبوع المقبل ، أيضاً هناك بعض الأخبار التي تتحدث عن زيارة وزير خارجية الإمارات إلى سوريا ، ممكن أن تنعكس إيجاباً و أيضاً اللقاء الذي حصل اليوم بين رئيس المخابرات السورية و رئيس المخابرات السعودية ، أيضاً قد يكون له انعكاسات إيجابية لكن لا أريد أن أتعمق في السياسة .
أعود لأقول أن مبادرة ما تقوم بها الأردن أو مبادرة تقوم بها مصر أو جهد مصري أردني مشترك ، ممكن أن يعول عليه في المرحلة القليلة القادمة ، وبالتالي يجب أن نحفز الجميع على تجاوز هذه المشكلة لأنه إذا ما بقيت على هذا الحال فإن مزيد من المشكلات ستواجه اللبنانيين ، لا سيما أن السوق الخليجية أو التعاملات بين لبنان و الدول الخليجية يعول عليها في الجانب الاقتصادي .
ارفعو سيف السياسة عن الاقتصاد ، وليكن الاقتصاد عملا مشتركا بين الدول العربية و الشعوب العربية ، دون ان يكون هناك تاثيرات للواقع السياسي عليه ، لان السياسة ما دخلة في شيئ الا و افستده.
اما الاقتصاد هو الركيزه الاساسية لإبقاء كل سبل التعاون موجودة ، سيما بين الدول العربية والتي نتمنى و نطلب من الله ان يوفقنا جميعاً لِتجاوز هذة المشكلة ، وإعادة الامور الى ما كانت عليه مستشهدين بقوله تعالى " وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ" صدق الله العظيم.