بعد هذا النجاح، هل تغير سلطة العقبة تكتيكها؟
خالد فخيدة
بدأت الفرق الرياضية المشاركة في النسخة التجريبية لبطولة الأندية الآسيوية للسيدات بمغادرة العقبة بعد إقامة استمرت لمدة 14 يوما متواصلة.
إستضافة العقبة لهذه البطولة التي شارك فاز فيها نادي عمّان بطل الدوري الاردني بعد منافسه بونيودكور من اوزباكستان، شاهرداري من إيران سيرجان وغوكولام كيرالا من الهند، دلالة هامة على امتلاك مدينة الاردن الساحلية مقومات إنجاح هذه البطولات الدولية مستقبلا.
وهذه البطولة الأولى على مستوى قارة ٱسيا استقطبت إلى العقبة ما يزيد عن 1000 لاعبة واداري ومدربين ومشرفين وإعلاميين من الدول المشاركة.
والاجماع على نجاح الاردن في إدارة وتنظيم البطولة سببه الجهود التي قدمتها شركة إدارة المرافق، المسؤولة عن ادارة ملعب العقبة في تجهيزه فنيا ولوجستيا، والحفاظ عليه ليكون عنوانا لبطولات كرة القدم الخارجية والمحلية.
فقد جهزت إدارة المرافق الملعب بالشاشة الإلكترونية التي عززت من امكانيات العقبة لاستقطاب السياحة الرياضية الكروية.
وبالتوازي، كانت سلطة العقبة الخاصة تستنهض امكانيات شركة العقبة للنقل واللوجستيات التي أذهلت الفرق المشاركة في دقة مواعيدها وتوفير جميع الحافلات على مختلف أحجامها واستجابتها المحترفة في كافة الظروف، ومهنية سائقيها في (تبييض الوجه ) خلال التعامل مع ضيوف العقبة الرياضيين.
وفي المقام، اخذت شركة تطوير العقبة على عاتقها خدمة رؤساء الوفود وتقديم خدمة ال VIP لهم في تنقلاتهم، وإمداد البطولة بالكفاءات البشرية التي ساهمت بشكل كبير في التنظيم وإنجاح إدارة البطولة.
كل هذه الخدمات قدمت دون أن تدفع السلطة وشركاتها فلسا واحدا، باستثناء الشاشة الإلكترونية داخل الملعب والتي تم تركيبها على نفقة إدارة المرافق بنحو 100 الف دينار.
نجاح البطولة، لم يكن لولا التخطيط المسبق بين هذه الشركات بإدارة سلطة العقبة والتي كانت عند حسن ظن إتحاد كرة القدم في اختيار عروس البحر الأحمر مكانا لاستضافة فعالياتها.
انعكاسات الفعالية على السوق العقباوي، كان واضحا في تشغيل الفنادق والمطاعم والمقاهي والمحلات التجارية والتكاسي التي كانت تقل أعضاء الوفود في ساعات استجمامهم داخل العقبة.
سفراء العقبة الرياضيون يزدادون يوما بعد يوم، ومستقبل السياحة الرياضية في العقبة واضح بعد فعاليات آيلة الرياضية الماراثونية وسباق الدراجات وملعب الجولف، والاتحاد الملكي للرياضات البحرية، واتحاد كرة القدم الذي أصبحت العقبة وجهته في استضافة البطولات القارية.
ولذلك، مباشرة سلطة العقبة ببناء المدينة الرياضية الأولمبية من خلال شركة التطوير وإدارتها من قبل شركة المرافق، أجدى من انتظار مستثمر، وتفويت فرصة توسيع قاعدة السياحة الرياضية لاستقطاب معسكرات أهم الفرق والمنتخبات العالمية.
صحيح أن الإمكانيات المالية شحيحة، ولكن العقبة تملك مقومات تنفيذ وادارة هذا المشروع الذي سيزيد من عدد السياح سنويا وبالتالي توفير عدد كبير من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للاردنيين، بما فيهم العاطلين عن العمل.