مرحلة التنازلات، وقمة سوتشي: صفقة روسية تركية إيرانية على حساب سورية

ثمن السلام السوري :-

عواصم – وكالات – رصد جهينة نيوز / مأمون العمري

 

هكذا لابد ان تقرأ الامور  بعد اجتماعات ولقاءت سوتشي بين الاسد وبوتين ، وبين بوتين وروحاني واردوغان ،   بان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدرك أنه يجب بحث مستقبل سوريا حول طاولة المفاوضات لا في ساحة المعركة، وقد تبدو الامور بأن الرئيس الروسي يرى في المفاوضات امتدادا للمعارك، والهدف واحد، وهو الإبقاء على حكم  بشار الأسد.

تحدثنا  في الانباط عن الزخم الدبلوماسي تجاه سوريا  هذه الايام  في العددين  السابقين  ، و وتناولنا لقاءات بوتين في منتجع سوتشي الروسي، مع الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني واتفاق جميع الأطراف في سوتشي على عدم السماح بأي تدخل لأي قوة أجنبية في سوريا دون موافقة الأسد، وهم بذلك يقصدون الولايات المتحدة، التي قصفت قاعدة عسكرية سورية هذه السنة كرد على استخدام سلاح كيماوي ضد المدنيين.

تمخض اللقاء في سوتشي أيضا عن تعهد من الرئيس أردوغان بأن لا ينتشر الجيش التركي في المناطق الحدودية لمهاجمة القوات الكردية إلا بتنسيق مسبق مع دمشق، إذن، فلقاء سوتشي عقد بهدف تعزيز وضع نظام الأسد وإظهار أنه يسيطر على الحدود، كما ترى الصحيفة، كان تصور الغرب هو أن تكون سوريا موحدة وديمقراطية، لكنه تغير الآن، وأصبحت الأولوية سوريا موحدة حتى ولو كان الثمن بقاء نظام الأسد فترة أطول.

وبذلك يمكن القول  كذلك أنه تشكلّت ملامح حلف تكتيكي يمتد جغرافيا من آسيا الوسطى فالقوقاز فشرق أوروبا فجنوب القارة العجوز مروراً بالبلقان فغرب آسيا ليستقر في قلب الشرق الأوسط بكل ما يملكه من مقومات اقتصادية وجيوسياسية. ولعل البعض يحتجون على تسميته حلفاً، ولكن ألم يطلق مصطلح حلف على الشراكة بين الاتحاد السوفييتي الاشتراكي وكل من أميركا وبريطانيا الرأسماليتين، عندما قررت تلك الدول رسم خريطة أوروبا في عام 1945؟   

 

كان واضحا أن توافقا على عقد حوار سوري لمختلف أطياف المعارضة  والمجتمع المدني و الحكومة السورية في سوتشي الروسية ، لكن هذه النتيجة البارزة غير مقنعة لقمة بهذه الأهمية سبقها قمة استثنائية بين الرئيسين بوتين والأسد في سوتشي

اعتبرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، أن الولايات المتحدة انسحبت تماماً من التسوية السورية، وتركت مصير البلاد لمرحلة ما بعد الحرب في أيدي موسكو وأنقرة وطهران.

وفي مقال نشرته الصحيفة الخميس، يقول المحلل إيغور سوبوتين، إن قمة سوتشي حددت بشكل واضح من سيكون المتحكم في سوريا في مرحلة ما بعد الحرب. ولفت إلى أن المكالمة التي سبقت القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، كانت مهمة بالفعل، لكنها لن تغيّر آراء العديد من المراقبين الذي يعتقدون أن واشنطن تركت حل الأزمة السورية لموسكو.

ويضيف الكاتب، أن عدم اهتمام واشنطن بما يحدث في سوريا، لا يعني أن المشكلات التي تواجه الحل في ذلك البلد قد تم الانتهاء منها. وتطرق سوبوتين إلى أن أنقرة وطهران وموسكو، خلال القمة، كرّست معظم النقاشات حول المستقبل السياسي لسوريا، وما قد يحققه مؤتمر "الحوار الوطني السوري" للمساعدة في ذلك.

برغم ذلك، هناك مجموعات كثيرة من المعارضين ما تزال مصرة على استقالة الرئيس السوري بشار الأسد، لكن هذه المرة فات أولئك أن شرطهم أصبح هزيلاً بعدما تمكّنت دمشق من استعادة السيطرة على جزء كبير من الأراضي التي احتلها تنظيم "الدولة الإسلامية" والجماعات الأخرى. كما أن واشنطن، التي كانت بمثابة محامي الدفاع عن المعارضة لم تعد تكترث لمصير الرئيس السوري.

ويختم الكاتب بالقول إن تجاهل واشنطن، وأي لاعبين إقليميين آخرين، وحصر الحل في أيدي "الاتحاد الثلاثي" الجديد بين إيران ورسيا وتركيا، قد يدفعهم إلى الرد بقوة إذا ما تم تجاهل مصالحهم. ولذلك، لا بد من التواصل معهم، وإشراكهم في قضية التسوية، شرط أن تكون تلك المشاركة "عقلانية".

من هنا فإن كلاً من بوتين وروحاني وإردوغان يتعاملون مع التواجد الأميركي في سوريا على أنه ظاهرة مؤقتة بغض النظر عما يروج له الأميركيون أنفسهم. ويتوقع أن لا تبخل تركيا بأي جهد، لكي لا يطول البقاء الأميركي الداعم للأكراد في سوريا. ألا يفسر ذلك دواعي شراء أنقرة أنظمة صواريخ "أس -400" الروسية؟ يفسره بالتأكيد، لأن هذه الأنظمة صممت لاعتراض الطائرات والصواريخ الأطلسية بالدرجة الأولى.

النتيجة الأهم للقمة هو الاتفاق على عدم السماح بتفتيت سوريا وتقسيمها إلى كانتونات، والقضاء بشكل كامل على الاٍرهاب، وترجمة مبادرة بوتين حول مؤتمر الحوار الوطني السوري في أرض الواقع بأوسع مشاركة لمكونات المجتمع السوري. أما بخصوص قلق إردوغان من مشاركة الكرد في هذا المؤتمر فإن روسيا على ما يبدو ستعمل ما بوسعها لإيجاد صيغة توفيقية ترضي الأتراك والأكراد على حد سواء.

المؤتمر نفسه يراد له أن يعقد قريباً جداً، وَكما سمعنا في كواليس القمة، فإن الروس يعملون جاهدين لعقده في الثاني من كانون الثاني/ ديسمبر المقبل.

ولكن لماذا هذه المقارنة بين مؤتمر يالطا 1945 وقمة سوتشي 2017؟ لأن العالم سلّم نهائياً بتعددية الأقطاب، ولأن الصين ناهضة، ولأن تكتلات إقليمية مثل منظمة شنغهاي ومجموعة بريكس ومنظمة الأمن الجماعي والاتحاد الأوراسي وغيرها تشكلت كموازن للناتو المترهل وأميركا المتراجعة والاتحاد الأوروبي المتحلل. لذا فإن الثلاثي الروسي الإيراني التركي يغدو واقعاً ويستمد قدراته وأهميته من كل تلك المعادلات الإقليمية آنفة الذكر.

وفي المحصلة، استطاعت روسيا، عبر سلسلة محادثات الآستانة، تقزيم دور الدولتين الإقليميتين الأكثر نفوذاً في سوريا، تركيا وإيران، وبالأخص بعد اللعب بالورقة الكردية لتهديد الأمن القومي التركي، والواضح هو أنها تمضي، بصبغة الدولة المهيمنة على الملف، من خلال تنسيق جهودها مع العناصر السورية الداخلية والفواعل الإقليمية والدولية، صوب وضع الحجر الأخير من عملية التسوية.

ويبقى التحدي الأكبر أمام روسيا هو التوصل مع واشنطن إلى حلٍ يُبقي على وحدة سوريا، ويكفل لواشنطن وحلفائها حصة من النفوذ السياسي والاقتصادي، والحماية الأمنية، ويُبقي لواشنطن على السيطرة الحدودية في الجنوب الشرقي والشمال الشرقي، وفي ذات السياق، يدفع هذا التحدي روسيا إلى بذل كل جهد لتحويل جميع العناصر لقوى تابعة أو مشاركة لها، لتقوية يدها وأوراقها ضد الولايات المتحدة. وإن نجحت روسيا في إنهاء القضية السورية وفق ذلك، فإن نظرية إلكسندر دوغين "رأس بوتين" حول انتصار القوة البرية "روسيا" على القوة البحرية "الغرب" في سوريا للمرة الثالثة بعد حرب الشيشان الثانية وأوسيتيا في جورجيا تصبح واقع.

قمّة سوتشي بين أردوغان وبوتين وروحاني في الاعلام

 تنافست الصحف الغربية للاحتِفاء بنتائج قمة "سوتشي" حول الأزمة السورية، ونجاح رؤساء تركيا رجب طيب أردوغان، وروسيا فلاديمير بوتين، وإيران حسن روحاني، في التوصل إلى اتفاق يشدد على أهمية الحل السياسي في سوريا ووحدة أراضيها.

ودعت قمة سوتشي الثلاثية الخاصة بسوريا، التي عقدت الأربعاء، ممثلي النظام السوري والمعارضة، للمشاركة البناءة في "مؤتمر الحوار الوطني السوري" الذي سيعقد قريبًا.

وقال البيان الختامي إن "رؤساء الدول الثلاث يؤكدون أن إنشاء مناطق خفض التوتر وأي مبادرة سياسية لحل النزاع السوري لن تخل بأي شكل من الأشكال بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها".

وأضاف أن "الرؤساء الثلاثة اتفقوا على مساعدة السوريين في إيجاد حل سياسي للنزاع يتضمن إجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف أممي ويفضي إلى صياغة دستور يحظى بتأييد الشعب".

وأشار البيان الختامي إلى أن رؤساء تركيا وروسيا وإيران "وجهوا دعوة لممثلي الحكومة السورية (النظام) والمعارضة الملتزمة بوحدة البلاد للمشاركة البناءة في مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي سيعقد قريبًا (دون تحديد موعد له).

صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، شبّهت قمة الرؤساء أردوغان وبوتين وروحاني، بـ"مؤتمر يالطا" عام 1945، مع نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث تم توقيع اتفاقية بين الأقطاب السياسية حينها؛ الاتحاد السوفيتي بزعامة جوزيف ستالين، وبريطانيا بزعامة ونستون تشرشل، والولايات المتحدة بزعامة فرانكلين روزفلت.

وبحسب وكالة الأناضول التركية، قالت "ذا تايمز" البريطانية إن "الاتفاق الذي توصل إليه الرؤساء في سوتشي يعد لحظة فارقة كيوم عقد اتفاقية يالطا"، حين تمت مناقشة كيفية محاكمة أعضاء الحزب النازي في ألمانيا، وتقديمهم كمجرمي حرب.

أما وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، فنقلت عن الرئيس الروسي القول إن " قمة سوتشي كشفت عن فرصة حقيقية لإنهاء الحرب القائمة في سوريا، ووقف إراقة الدماء السائلة منذ نحو 6 أعوام ونصف العام".

واعتبرت الوكالة أن "الحل السياسي" بعد "سوتشي" أصبح أساسا لحل الأزمة، وذلك بناء على تأكيدات بوتين، وإعلانه الالتزام بعملية تتضمن اللجوء إلى صياغة دستور سوري جديد، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في سوريا.

وفي السياق، أشادت صحيفة "نيويورك" تايمز الأمريكية، بما توصلت إليه قمة "سوتشي" واتفاق الرؤساء الثلاث على أن يكون "الهيكل المستقبلي للدولة السورية" محور مؤتمر  للحوار الوطني السوري.

ورأت الصحيفة الأمريكية أن أسباب الاحتفاء بالقمة، نابع من ظهور مؤشرات على موافقة بشار الأسد حول فكرة المؤتمر (وهو ما يطرحه بوتين في اللقاءات الجارية)، أي ما يعزز من إمكانية تنفيذ الحلول المطروحة والمتفق عليها مع زعيمي تركيا وإيران.

وعقدت قمة "سوتشي" بعد يومين من لقاء جمع بوتين بالأسد في سوتشي، وإجراء الأول اتصالات هاتفية برؤساء كل من الولايات المتحدة، والسعودية، وقطر، ومصر، إسرائيل.

وعنونت هيئة الإذاعة الكندية الحكومية "سي بي سي" أن رؤساء تركيا وإيران وروسيا اجتمعوا في سوتشي، لبحث "سبل إعادة الاستقرار إلى سوريا".

وفي ذات الشأن، أوضحت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن المباحثات الثلاثية في سوتشي أسفرت عن "خطة جريئة لإحلال السلام في سوريا".

وأفادت بأن خطة الزعماء الثلاثة، المعنيين بشكل مباشر بالأزمة السورية تساعد في وضع "دستور جديد يضمن سوريا موحدة ".

وعن القمة في سوشتي، كتبت صحيفة "لوماتان" السويسرية أنها "محاولة من الزعماء الثلاثة لتوحيد الشعب السوري".

كما أشارت إليها صحيفة "لا ليبر" البلجيكية" الناطقة بالفرنسية، على أنها "بمثابة تحضير لمرحلة ما بعد النزاع".

التايمز: لقاء سوتشي هدف لتقسيم الغنائم والإبقاء على الأسد

أشارت صحيفة "التايمز" البريطانية إلى أن الرئيس الروسي  فلاديمير بوتين  يدرك أنه يجب بحث مستقبل سوريا حول طاولة المفاوضات لا في ساحة المعركة، لافتة إلى أن بوتين يرى في المفاوضات امتدادا للمعارك، والهدف واحد، وهو الإبقاء على حكم الرئيس  بشار الأسد .

وتحدثت الصحيفة عن لقاءات بوتين في منتجع سوتشي الروسي، مع الأسد والرئيس التركي  رجب طيب أردوغان  والإيراني  حسن روحاني ، "لاقتسام الغنائم بعد هزيمة تنظيم داعشعلى أرض سوريا"..

وأشارت إلى أن جميع القوى اتفقت في سوتشي على عدم السماح بأي تدخل لأي قوة أجنبية في سوريا دون موافقة الأسد، وهم بذلك يقصدون  الولايات المتحدة ، التي قصفت قاعدة عسكرية سورية هذه السنة كرد على استخدام سلاح كيماوي ضد المدنيين.

وتمخض اللقاء في سوتشي أيضا عن تعهد من الرئيس أردوغان بأن لا ينتشر  الجيش التركي  في المناطق الحدودية لمهاجمة  القوات الكردية  إلا بتنسيق مسبق مع دمشق.

واعتبرت أن لقاء سوتشي عقد بهدف تعزيز وضع نظام الأسد وإظهار أنه يسيطر على الحدود، متوقعة تداعي نظام الأسد في النهاية، معتبرة أن على الغرب والعالم العربي الحريص على استقرار المنطقة أن يضع نصب عينيه استبدال هذا النظام بنظام ديمقراطي منفتح على الخارج.