قلب اﻷم الكبير

 

 د.محمد طالب عبيدات

 

قلب اﻷم يعتبر أكثر قلب عاطفي وحنون ومتحمّل وصبور، وربما يكون قلب اﻷم هو اﻷكثر إثراءً في تنوع الصدمات وشدتها ما بين الفرح والحزن، والأهم من ذلك كله درجة التحمّل أنّى كانت تلك الصدمات، فتباين صفات قلب الأم توجز قيمته وعاطفته:

1. قلب اﻷم يقطر فرحاً وسعادة للمولود الجديد على أمل تربيته ليكون مواطناً صالحاً للوطن واﻹنسانية، وعلى أمل أن يكبر أمام أعينها وتساهم في تربيته للحياة لترى نفسها فيه.

2. قلب اﻷم يعتصر ألماً وحزناً وينجرح أيضاً على الفراق اﻷبدي لفلذة كبدها ﻷنه قطعة منها، وكذلك الحال عند المرض أو الفراق المؤقّت لكنه يكون أقل وطأة.

3. قلب اﻷم يحزن ويشتاق لغياب إبنها أو إبنتها ولو كان ذلك لفترة قصيرة محدودة، ويبقى قلبها معلّقا معهم أنّى كانوا، ويستشعر حركاتهم وأحداثهم وفعالياتهم حتى في الغربة.

4. قلب اﻷم يتطلع لفلذات كبدها ليكونوا اﻷميز واﻷفضل واﻷكثر خلقاً وتعليماً وتحصيلاً بين الناس، فاﻷم مدرسة في التربية والتوجيه، وهي مثال يحتذى لمخرجاتها التربوية والتعليمية، فهكذا هي الفطرة.

5. قلب اﻷم كبير ومدرسة في السراء والضراء ويتحمل ﻹيمانها بسنّة الحياة، فالله تعالى خلقها وهو يعلم قدراتها وما هو مطلوب منها.

6. مطلوب تفهّم عاطفة اﻷمومة وعدم إستغلالها أو إبتزازها أو حرمانها منها، ومطلوب الشعور مع الأم في أمومتها وإحساسها وحنانها وعاطفتها.

بصراحة: قلب اﻷم بحجم بعض الورد وهو وطن اﻷبناء والأسرة وبيئتهم الحاضنة، وقلب الأم كبير يتسع للدنيا كلها، ومطلوب رد الجميل لها من اﻷبناء على جهودها وإخلاصها وحنانها وتعبها وسهرها الدائم، ومطلوب تفهّم الوضع النفسي للأمهات وفق الزمان والمكان والحدث.//