خلطة سحرية لإقتصاد أفضل … أين هي ؟

محمد علي القريوتي.
اليوم نحتاج الى منظومة متكاملة متناغمة في أعمالها لاحداث صدمة إيجابية ، مكوناتها هذه الخلطة ولكن المقادير مهمة ، توزيع الادوار يحتاج حكمة ، المواطن هو المتذوق ، فالهدف إذا الوصول الى خلطة سحرية لطعم طيب وطريق نيّر ... فوالله الوطن يستحق الافضل.
كثيرا ما نتداول هذه الكلمة وبأن الطعم الطيب سببه إضافة خلطة سحرية لا يعرفها الا من ركبها ، للتاريخ كنا دائما ولا زلنا نرى التنافس الحاد بين أكبر شركتين في العالم بيبسي وكوكا كولا وأن هناك سر في الخلطة السحرية لكل منهما ، وبالتأكيد هناك عوامل اخرى مثل الدعاية والانتشار والاسواق المستهدفة وغيرها من الادوات التنافسية ، ولكن يكمن السر في الخلطة السحرية في تركيبة المنتج ، وهذا ينطبق أيضا على شركة كي أف سي وماكدونالدز ومادة الكاتشب والعديد من المنتجات التي تصدرت العالم، فالهند مثلا إستطاعت أن تضع بصمة عالمية في توابلها . كل هذه المنتجات وغيرها غزت أسواق العالم حتى أن التعلق بها أصبح كالسحر ، مع أن المكونات مدخلاتها متقاربة ، ولكن التعامل مع مقاديرها مختلف ، والمحاكاة التي تخلق للوصول لمخرجات متميزة فيها علم وفن ، فيها ذوق وتحدي ، فيها الكثير لتحقيقالهدف وهو التعلق بها ، فما هي هذه الخلطة ؟

إقتصاديات العالم مكوناته متقاربة بغض النظر عن الوزن الترجيحي لكل مكون ، هناك دول لديها نفط واخرى لديها موارد طبيعية وغيرها لديها مصادر مياه كافية ومتعددة ومناخ مناسب ، ودول لديها مخزون بشري ضخم تصدره ، ولكن هناك دول ليس لديها كل هذا ولكن لديها الاهم وهو موقعها الاستراتيجي الذي يلعب دورا مهما في سلاسل التزويد والتوريد ، وبدونه تطول الطريق لاستكمال دورة العرض والطلب ، والاردن مثالا على ذلك . فأين هي الخلطة السحرية ؟
لو نظرناالىإقتصادنا اليوم ماذا نجد فيه من مكونات ؟

إحتياطيات من العملة الاجنبيةبلغت17 مليار $ونمتبنسبة 8% عن بداية العام ، ودائع بقيمة 38 مليار دينار نسبة نموها3%،وتسهيلات من البنوك بقيمة 30 مليار دينارونسبةنموها 4.4 %،وهذه ضخت في الاقتصاد على مدى فترة وجودها . موجودات البنوكقاربتعلى 59 مليار دينار لتشكل 189 % من الناتج المحلي الاجمالي البالغ 31 مليار دينار، صادراتنا نمت بنسبة تقارب 20% لتصل الى 3 مليار دينار ، ولكن مستورداتنا نمت بنسبة 22% لتصل الى 6.8 مليار دينار وهذا أوصلنا الى عجز في الميزان التجاري بنسبة 25%. اجمالي الدين العام زاد بنسبة 3.5% ليصل الى 34 مليار دينار ، ومعدل بطالة قاربعلى25%،ولكن معدل النمو الاقتصادي زاد بنسبة 3.2% ، وتراجع عجز الموازنة بنسبة 58 % ليكون 522 مليون دينار . واضح من كل هذا أننا بحاجة الى خلطة سحرية ولكن من نوع مختلف ، نوع يكون فيه الانجاز هوأداة القياس، حسن الاداء هوبوصلة الطريق، توزيع الادوارفيهحكمة ، لنصل الى نتيجة واحدة وهي الطعم الطيب. فأين نجده ؟

الفريق الاقتصادي بأدواته هو المكون الاساسي للخلطةبأدواره المختلفة، المالية ضابط إيقاع منظم ومراقب وحازم ، التخطيط أساس النجاح فهو من يحمل رسالة المستقبل ، الصناعة والتجارة عصب قطاعات الاعمال ، الطاقة من مسماها هيروح التشغيل ونبض الحركة، الاتصالات والتكنولوجيا بدونها لا نستطيع أن نتواصل ، العملعبادة فلا يوجد أهم ، البيئة فيها التحدي وبها الفرصة ، النقل منظومة الاصل أن تكون رشيدة . أما الاستثمار فهو بذر الحياة ، والقطاع المالي هو الماء الذي يروي هذا البذر لينبت وينمو، ولن نتحدث هنا عن الادارة فهيأساس كل شيء . إذاٍ ماذا نحتاج ؟

اليومنحتاج الى منظومة متكاملة متناغمة في أعمالها لاحداث صدمة إيجابية ، مكوناتها هذه الخلطة ولكن المقادير مهمة ، توزيع الادوار يحتاج حكمة ، المواطن هو المتذوق،فالهدف إذا الوصول الى خلطة سحرية لطعم طيبوطريق نيّر …

فوالله الوطن يستحق الافضل.

حمى الله الوطن قيادة وشعبا وأدام الله علينا نعمه .