ألمانيا أول من طبّق تعديل التوقيت الصيفي والشتوي لهذا السبب

في شهرَيْ نوفمبر/تشرين الثاني ومارس/آذار من كل عام، تعدل مئات الدول ساعاتها لتناسب تعديل التوقيت الصيفي والشتوي، فمَن أدخل فكرة تعديل التوقيت بدايةً، ولماذا؟

بدايةً، هي ممارسة مصممة للاستفادة بشكل أفضل من ساعات النهار المتغيرة مع دوران الأرض حول الشمس. 

العمل بالتوقيت الشتوي هو للاستفادة بشكل أفضل من ضوء النهار، فعندما نؤخّر الساعات بمقدار ساعة في الخريف ننقل إحدى ساعات الليل إلى النهار، حيث يمكن للمزيد من الأشخاص الاستفادة من هذه الساعة، والعكس في الربيع.

وفي الخريف، نؤخر التوقيت ساعة إلى الوراء، أما في الصيف فتتم إعادتها إلى وضعها الطبيعي بتقريبها ساعة.

ويعني ميل الأرض أن نصفَي الكرة الأرضية يميلان نحو الشمس صيفاً، وبعيداً عنها في الشتاء، وذلك في نقاط مختلفة في مدار الأرض. وبالتالي فإن مواسم نصف الكرة الشمالي معاكسة لتلك في نصف الكرة الجنوبي.

الاختلافات في ساعات النهار تبلغ أقصى أشكالها في القطبين، وهذا هو السبب في أن معظم البلدان القريبة من خط الاستواء لا تراعي التوقيت الصيفي، لكن نيوزيلندا والسويد تعدلان الساعة للتمتع بأشعة الشمس الصيفية حتى منتصف الليل تقريباً في أقصى الجنوب والشمال على التوالي.

أول من اقترح تعديل التوقيت الصيفي والشتوي
كان الرئيس الأمريكي بنجامين فرانكلين أول من طرح الفكرة العام 1784، كتب مقالاً لجريدة The Journal of Paris، حيث كان سفيراً للولايات المتحدة.

في المقال، ذكر بطريقة ساخرة إلى حد ما أن تعديل الوقت سيوفر أكثر من 64 مليون شمعة يتم حرقها ليلاً لو استيقظ الناس مع سطوع الشمس، حسب ما نشر موقعLive Science.

ورغم عدم تنفيذ اقتراحه آنذاك فإنه أوجد الفكرة بطريقة أو بأخرى.

يمر أكثر من قرن على طرحها، وتحديداً حتى عام 1907، عندما طالب عامل بناء بريطاني يُدعى ويليام ويليت البرلمان بتغيير الوقت، في أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول، للاستفادة من ساعات النهار الطويلة في الصيف، ولكن بلا جدوى.

التقط الفكرة الألمانيون، فكانت أول دولة تطبق تعديل الوقت في العام 1916؛ بحثاً عن أي طريقة لتوفير الأموال على استهلاك الطاقة في الحرب العالمية الأولى، بسبب نقص إمدادات الفحم في جميع أنحاء أوروبا.

لم يطُل الوقت كثيراً حتى تبعتها الدول الأوروبية الأخرى، وصولاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1918.

ولكن بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ألغت الولايات المتحدة تطبيق هذا التعديل، حتى 9 فبراير/شباط 1948، بقرار من الرئيس فرانكلين روزفلت مع اندلاع الحرب العالمية الثانية مسمياً القرار بـ"وقت الحرب".

جدير بالذكر أن أقل من 40% من دول العالم تطبق التوقيت الشتوي والصيفي، حسب موقعTime and Date.

وتمتنع العديد من الدول العربية عن هذه الممارسة مثل الجزائر وليبيا والبحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر والسعودية والإمارات والعراق واليمن وتشاد وموريتانيا والصومال.

في الشق الشمالي من الكرة الأرضية تعدل معظم دول أمريكا الشمالية والوسطى ساعاتها، إلى جانب دول أوروبا وبعض دول آسيا وشمال إفريقيا، بينما تمتنع دولتا اليابان والصين مثلاً.

أما في الشق الجنوبي من الكرة الأرضية فتعتمدها أستراليا ونيوزيلندا ومعظم أمريكا الجنوبية وجنوب إفريقيا.

والدول التي تقع في المنتصف لا تلتحق بهذا النظام، لعدم اتساع الفارق بين ساعات الليل والنهار كثيراً في فصلي الصيف والشتاء.

مطالبات بالإلغاء
ف يالعام2018،كشفاستطلاع للرأيفي أوروبا عن رغبة أكثر من85%بإلغاء تطبيق التعديل.

عزّز هذه المطالبات دراسات كشفت أنه رغم تراجع معدل الجريمة في أمريكا على سبيل المثالم ن13إلى10لزيادة ساعات النهار، إلا أن معدلات الإصابة في العمل ارتفعت5.7%لخسارة الموظفين والعمال ساعة من النوم، بينما ارتفعت معدلات الإصابة بنوبة قلبية بنسبة24%،في يوم الإثنين الذي يلي هذا التعديل، بسبب تغيير إيقاع روتين النوم، حسب مجلةReader's Digest.

ويختبر الأشخاص في المناطق المتأثرة بهذا التعديل بعض الارتباك لبضعة أيام أثناء تأقلمهم مع ساعات ضوء الشمس الجديدة، وفي كل عام تظهرنقاشات وجدالاتحول جدوى الاستمرار في تطبيق قانون قديم رغم كل التغيّرات الاجتماعية والتكنولوجية التي تعيشها البشرية.