الأُردن المَلكي الهَاشِمي المُسْتَقر فِي عَالَمٍ مُتلاطِمٍ

يلينا نيدوغينا
 العَالم بِرمّته لم يَكن مُستَقِرًا لا في يوم من الأيام، ولا في أي عَصرٍ من العُصُورِ، ولا عَبر الأزمِنة القديمة ولا في حَدِيثها. عانت الدول والأنظمة والشعوب، الكِبار والصِغار، الكُهول والأطفال، الفقراء والأغنياء، من أَهْوَال عشرات آلاف الحروب والمَعارك والمواجهات والثورات والانتفاضات المسلحة. وللأسف، عددٌ ضخمٌ من البشر لقي حتفه جَرَّاءِ كل ذَلِكَ، غالبيتهم "لا ناقة ولا جَمَل" لهم لا في مُسبِّباتها، ولا في مَسيراتها وتناقضاتها وخَواتيمها، فوقعوا ضحايا العنف غير المُبرَّر الذي ولَّدَتْهُ عقول قادة دولٍ وجيوشٍ ومجموعاتٍ تعاملت مع جُهنم، وتسَربَلت بألوان قوس قزح النارية وحرارته اللاهِبة. 
 وفي المنطقة العربية ـ التي اصطُلح لدى الإنجليز أولًا، ثم لدى أمريكيي الولايات المتحدة الأمريكية ثانيًا، وبعدها في الغرب السياسي برمّته ثالثًا، على تسميتها بـِ"الشرق الأَوسط من الغرب"، كمُصطلح مضاد للعدالة ولا يتسم بالواقعية، كونه مغاير للواقع ولتسمية أبناء هذه المنطقة لمنطقتهم، إذ عانت الأمة العربية وكابدت في المنطقة العربية الكثير من جَسَامَة وخُطُورَة وشَنَاعَة وفَدَاحَة الحروب والصراعات والخلافات المتتالية. كذلك، كان أمْرُنا في روسيا التي "عانت  الأَمَرَّينِ"، جَرَّاءِ الاعتداءات والتطاولات عليها مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وَصَوْبٍ، فأدركت وهذه الأحوال العصيبة، الأهمية العُظمى والحَاجة القُصوَى والحياتية اليومية لوجود قادة عُظماء، يقودون دفة البلاد والعباد ويقفون بالمرصاد في مواجهة كل مَن يهدف إلى النيل من الوحدة الجيوسياسية لبلادهم. 
 وأنا كمواطنة أردنية تأقلمتُ سريعًا في الأُردن المَلكي المِعطاء، حيث تَحيَا وتَعْمَل بناتي وأحفادي، سأبقى طوال حياتي ثابتةٌ على الوَعد والعَهد بإخلاصي للمَليك المُفدّى والفذ، والوطن الأردني وشعبه الطيب الذي يتحلى ببساطة طبيعية، ويلتزم باحترام الأجنبي الوافد والمُتجنّس على حدٍ سواء، واهتمام النظام المَلكي الهَاشمي سياسيًا وفكريًا بتفرّده التاريخي بعِلمِ وعَلَمِ القياديّة المَرنة والذكية والجريئة التي تجتذب إليها  فئات وطبقات وشرائح المجتمع الأردني بمختلف ألوانها وتَعدد اتّجاهاتها. وها هو النظام الملكي الجامع للأُمة لا يتوقف لحظة عن العمل على تفعيل المساواة الكاملة بين المواطنين ما وسعه الجهد. وفي جانبٍ موازٍ، يَسعى جلالته الهاشمي لتثبيتنا نحن المواطنين الأردنيين "الجُدد"، ولمساواتنا الطبيعية مع "المواطن التاريخي" الذي وَرِثَ فَخَار المواطَنة الهاشمية العريقة على كل هذه الأرض العربية المُباركة بكلمةِ الرب العظيم، الذي قدَّسَهَا من خلال أدعية أنبيائه ومرسليه ودُعاته والمُبشرين باسمه بالحق والمساواة والعدالة، فكان لجلالة المليك عبدالله الثاني الحبيب، أن كرّس مواقع دينية تاريخية يرعاها الرب الجبار، لتكون مُستَقَرًا للابتهالات والصلوات والأدعية البشرية لحماية الحياة والإنسان والمستقبل والدول والهواء والماء والعقل السوي، ولتعظيم الأفكار القُدسية.
 جلالة مليكنا عبدالله الثاني العظيم، هو واحد من أعظم القيادات العالمية الذي مَا فَتِئَ يواصل تألقه كل يوم وفي كل مجال، وأنا أرَى في جلالته أبي وأخي وسيدي الإنسان الإنساني البسيط والعَبقري، والقائد – الرائد  والأب الحَاني على كل مواطن يتوسّل إليه للحصول منه على الحُنو والمساعدة والحماية، فهو المليك الزعيم والسَّند المُلهَم (بفح الهاء) والمُلهِم لنا (بكسر الهاء) وللشعب ولي شخصيًا بذكائه المُتميّز، وبعُمق وعيه الشمولي، وبسَعة تفكيره العلمي، وبالحُلول المُبدعة التي دَرَجَ على اجتراحها بغية تذليل مختلف أشكال الجوائح الحارة منها والساخنة في المنطقة وعلى أسطح كرتنا الأرضية. وبهذا، يبرز مليكنا الحبيب كوسيط عَالمي مثالي لخدمة هِبة الحياة الإلهية المُقدَّسة، والرُّكن الآمين لكل إنسان كائنًا مَن كان، ولكل أردني وأُردنية على مِثالي. 
 جلالته هو البيت الآمن والطافح بالإنسانية اتجاه مَن يرنو دامِعًا ومُتهدّج الصّوت إلى الأمان والهدوء، والتطلع صوب السكينة والعدالة والاستقرار وتواصل حياته على أرض الأردن الهاشمي المُبارك - البلد الذي حرَّرهُ الهاشميون العُظماء، وأقاموه حِصنًا لبني الإنسان في خضم الأهوال الإقليمية والكونية، ليبرز على أوتاد عالية في أقاصي الدنيا مضيئًا لمَن يرى الضوء وشُعاع الأمل، وليَعلو ويَشمخ على صخرة الاستقلال الصَلدة، إذ بذل الهاشميون الغالي والنّفيس من أجل سطوع نجومية العرب دولًا وشعوبًا، ووحدتهم الشعبية والسياسية وتعدديتهم القومية واللغوية الإخائية، فبرز الأردن في كبد السَماء هاشميًا، وتألق في عَالم التحضّر، وذاع صيته في رياح المَعمورة كونه المِثَال والقُدوة المُعَاصِرة بفضل عبقرية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الحبيب، الذي يُحتذى شخصه الكريم وسياسته الحكيمة ونهجه السديد ومنهاجه الواقعي في كل الآفاق، ويَنال إعجاب وتقدير البشرية، في كل دهورها، وفي خضم علاقاتها الأممية ونقلاتها الدولية صغيرها وكبيرها.
*كاتبة وإعلامية أردنية / روسية مُقيمة في المَملكة الأُردنية الهاشمية وحاملة لأوسمة دولية.
...؛