كيف نحمي ابناؤنا من مخاطر إدمان الإنترنت خلال جائحة كورونا
الاطفال أحباب الله وفلذات أكبادنا وهم ثروتنا الحقيقية و رجال الغد والمستقبل المشرق لذا وجب أن تكون حمايتهم من أولى أولوياتنا
ومما لا شك فيه أن الاسرة هي اللبنة الاساسية في بناء المجتمعات ،وهي الجماعة الإنسانية الأولى التي تحتضن الطفل، ويعيش في كنفها السنوات التكوينية الأولى من حياته فهي تلعب دوراً هاماً وحيوياً في حياة الطفل واستقراره، وتعزيز التوعية لديه باتباع السلوكيات والممارسات الصحية، التي يجب أن تقترن منذ الصغر، حتى تصبح ثقافة يمارسها في سلوكياتهم وتعاملاتهم اليومية.
يشهد العالم بأكمله تطور هائل في التكنولوجيا في جميع مجالات الحياة ، وتعد الشبكة العنكبوتية (الإنترنت ) من أهم مظاهر التكنولوجيا الحديثة التي اختصرت المسافات وأصبح العالم من خلالها قرية صغيرة . واكتسح الإنترنت كل مجالات الحياة ، فقد دخل الإنترنت البيوت، والمقاهي، وأماكن العمل ، ومؤسسات التعليم ، وأصبح ملاذا للجميع لقضاء أوقات فراغهم ،والبحث عن المعلومات والبيانات والأخبار ، أو التواصل بكافة أشكاله وأهدافه . وقد فرضت جائحة كورونا على العالم الاستخدام المستمر للإنترنت وخصوصا في مجال التعليم في كافة مراحله وقد أصبح الانترنت والوسيلة الوحيدة لاستمرار عملية التعليم . وقد فرضت هذه الجائحة على أطفالنا وأبنائنا الجلوس لساعات عديدة أمام شاشات الإنترنت لإستكمال عملية التعلم ومن هنا وجب علينا حمايتهم من المخاطر التي قد ترافق استخدامهم للإنترنت لفترات طويلة مما قد يؤدي إلى إدمان الإنترنت .
وعرف يونغ إدمان الإنترنت بأنه اضطراب فقد السيطرة على الاندفاع في الاستعمال المفرط لشبكة الإنترنت والذي لا يتضمن السكر او فقد الوعي ويتميز باعراض انسحابية ومشكلات نفسية وأكاديمية ومهنية واجتماعية ، ويرى مونيك هيلفر ان المدمن على الانترنت هو الشخص الذي يقضي نحو 35 ساعة أسبوعيا متصفحآ للشبكة خارج أوقات العمل وهو الوقت المخصص في الأساس للراحة والتفوق للحياة اليومية العادية .
ومن أهم الأعراض التي تميز مدمن الانترنت :
1.التوتر والقلق الشديدين في حال وجود أي عائق للاتصال بالشبكة تصل الى حد الاكتئاب إذا طالت فترة الانقطاع والإحساس بسعادة وراحة نفسية حين يرجع الى استخدامه
2.إهمال الواجبات الاجتماعية والأسرية والوظيفية بسبب استعمال الشبكة والإنشغال والتكلم عن الانترنت في الحياة اليومية ، والإفراط في استعماله رغم المشاكل التي يسببها له .
3.القيام من النوم بشكل مفاجيء والرغبة بفتح البريد الالكتروني ورؤية قائمة المتصلين ورسائلهم إليه .(ويكيبيديا ،الموسوعة الحرة )
آثار الإدمان على الانترنت :
1.الآثار الصحية :هناك مجموعة من الآثار الصحية التي قد يسببها الادمان على الانترنت ومنها مشاكل في العينين نتيجة للإشعاع المنبعث من الحواسيب والهواتف المحمولة ومشكلات العامود الفقري نتيجة الجلوس لفترة طويلة ومشاكل في اليدين والأذنين وقد يؤدي الى السمنة
2.الآثار النفسية :يدخل الانترنت الشخص الى عالم وهمي افتراضي مما يسبب في اختلاط الواقع بالوهم ،كما تقل مقدرة الفرد على خلق شخصية نفسية سوية قادرة على التفاعل مع المجتمع
3.الآثار الاجتماعية :العزلة والانسحاب من التفاعل الاجتماعي مما يؤدي إلى خسارة الاصدقاء ،اضطراب واختلال في الهوية الثقافية والعادات والقيم ،ضعف الرقابة الأسرية على الأبناء و التفكك والتصدع الأسري.
وهنا يبرز دور الاسرة الوقائي في حماية ابنائهم من إدمان الإنترنت في ظل الظروف التي فرضتها علينا جائحة كورونا :
1.تعزيز القيم الحميدة داخل الأطفال وتشجيعهم على التفاعل داخل محيط الأسرة والابتعاد بهم عن الإفراط في استخدام الإنترنت خلال هذه الجائحة
2. وضع الأجهزة جانبا في التجمعات العائلية / الأصدقاء وأوقات تناول الطعام
3. عرّض الأطفال لهوايات وأنشطة أخرى ، مثل ممارسة الرياضة وتشجيعهم على ممارسة الهوايات المختلفة ومشاركتهم هذه الهوايات
4. راقب نشاط طفلك عبر الإنترنت ، وقيّد الوقت على الإنترنت وضع قواعد للاستخدام
5. لا تخجل من طلب المشورة من ذوي الاختصاص إذا كنت قلقًا بشأن طفلك
6.تحدث مع طفلك حول مخاطر الانترنت وعن عواقب سلوك إدمان الإنترنت
وفي نهاية المطاف لتبقى قلوبنا قبل أعيننا على ابناؤنا لنسير بهم دوما نحو شاطئ الأمان ....
جيلان محمد الخزاعلة
ماجستير الارشاد الاسري /الجامعة الهاشمية