هل سيأتي اليوم الذي نرقص فيه فرحا عندما نسمع عن تشكيل لجنة؟!..
محمود الدباس
كم اصاب بالتوتر والتشتت وعدم التركيز كلما اسمع عن تشكيل لجنة لتطوير او استحداث شيء ما.. وذلك لانني اتوقع ان ثمة اختراع غير مسبوق سيهل علينا..
ولا اخفي عليكم سرا انني اسارع الى البحث عن مثيلات اهدافها ومضامينها في العديد من المصادر.. فحينما ابحث في منصات البحث المتوفرة في الانترنت حول مضمون او عنوان هذه اللجنة او تلك.. فاجد العديد من التجارب الناجحة والمشابهة للهدف الذي تم تشكيل تلك اللجنة للقيام به..
وفي هذه الخاطرة السريعة اردت ارسال رسالة خفيفة ومباشرة وسريعة وغير معقدة.. لعلها تصل الى مسمع كل شخص معني.. راجيا المولى أن لا تؤثر على وقته الثمين..
وحتى لا يؤخذ بالموضوع الى منحنى لست بصدد التطرق له.. فانا لست معني بالحديث عن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسة.. كونها مدار حديث الساعة وما يعتريها من جدل ونقد كثير.. وانما اتحدث عن كافة اللجان التي يتم تشكيلها بهدف التطوير او الاستحداث..
وبالعودة الى العم "غوغل" وما يحتوي مخزونه من كنوز ليست سرية.. ومتاحة للجميع.. فاجد ان دور اي لجنة ليس بالضرورة اختراع شيء جديد.. لا بل على العكس تماما.. إن إيجاد وابتكار شيء جديد.. عليه ما عليه من المحاذير والتبعات.. اضافة الى احتمالية فشله بعد التطبيق.. ومن ثم موت فكرته والخوف من اعادة النظر في تطبيقها او حتى تطويرها واعادتها الى الواجهة مرة اخرى..
لذلك اجد ان من اهم ادوار وواجبات اي لجنة.. هو البحث عن افضل وارقى وانجح وانجع التجارب العالمية في نفس مفهوم ومضمون واهداف تأسيس اللجنة.. ليصار الى نقلها وتطبيقها محليا.. وليس الجلوس والركون الى ايجاد شيء جديد مبني على افتراضات محلية غير قابلة للتجربة حتى ولا اقول للتطبيق..
وهنا اتساءل.. هل من الضروري ان نوجد شيئا خاصا وخالصا ومفصلا بالتمام والكمال والمقاس لنا.. وعلينا تحمل تبعات تطبيقه؟!..
ام ان الهدف هو الحصول على الافضل والاحدث والقابل للتطبيق دونما الحاجة الى فحص وتدقيق عميق وتوقع للنتائج؟!..
الى كل مسؤول لجنة واعضائها اقول..
لماذا تصر اللجان على وضع حلولا منقوصة.. ويجب اعادة النظر في مخرجاتها.. ومن ثم التعديل الجوهري او حتى الالغاء في بعض الاحيان..
لماذا عليكم ان تنظروا للمواطن بانه غير مؤهل لاستقبال وتطبيق الشيء الجيد والقوي والمعياري والمعمول به في كثير من الدول.. مالم يخالف مباديء شريعته وقيمه واخلاقه؟!..
لماذا تصرون على اطالة عمر التشوهات والاختلالات.. وعدم بترها وزرع الجيد والنافع مكانها؟!..
لماذا يتبادر لذهنكم ان عليكم اعادة اختراع العجلة وليس الاستفادة مما وصل اليه علمها.. والبناء عليه لاختصار الجهد والتكاليف والوقت؟!..
لماذا عليكم تقديم انصاف الحلول.. وتبقوننا دائما نترقب الجديد من القرارات والتحديثات؟!..
لماذا ولماذا ولماذا.. هن والله كثيرات ويصبن البال بالغصة..
انتظر بشوق ولهفة لذلك اليوم الذي سنرقص فيه فرحا ونهلل ونكبر عندما نسمع عن تشكيل لجنة؟!..
حمى الله الأردن ملكا وشعبا وأرضا..