من القصر الى السجن …

كان يحيى البرمكي وزيراً لهارون الرشيد، وكان الرشيد قد أطلقَ يده في الحكم، وأعطاه صلاحيات واسعة، فكان يُدبِّر كل صغيرة وكبيرة فيالدولة العباسية، الى ان تجاوز الرجل حدوده، ولان المُلكُ كما تقول العرب عقيم، غضب الرشيد ونكَّل بالبرامكة، فقتل منهم من قتل، وسجن منسجن، وكان يحيى البرمكي وابنه الفضل ممن سُجنا أول الأمر، وفي السجن سأل الابن أباه وهما مقهوران : كيف يا أبتِ بعد الأمر والنهيوالنعمة العظيمة صرنا إلى هذا الحال في القيد والحبس !! فقال له ابوهيا بُني هذه دعوة مظلوم سَرَتْ بليل، غفلنا عنها، ولم يغفل عنها الله ! 

ماذا فعلت يا باسم لينتهي بك الامر مصفد اليدين تتسربل بدلة السجن الزرقاء وقد كنت بالأمس القريب الآمر الناهي وأحد صُناع القرار،كنت نجماً شموساً تصول وتجول يستظل تحت ردائك افواج المنافقين والانتهازيين، يتراقصون حولك ويتراكضون نحو ظلك المأفون للظفربرضاك وفتات عطاياك .. انها دعوة الاردنيين المظلومين الذين تأمرت على لقمة عيشهم بمشاريع الخصخصة واللصلصة، وخطية القدس التيخنت امانتها وبعت أراضيها وعقاراتها لصالح المستوطنين المتشددين، وعقابا لك على امتهان كرامة الاردنيين والاستخفاف بمشاعرهم عندماتقبلت واجب العزاء بوفاة ابي داوود المسؤول عن اغتيال رمز الاردن الشهيد وصفي التل، انها دعوات مظلومين سَرَتْ بليل، غفلت انت عنها،ولم يغفل عنها الله!

دعصام الغزاوي.