العودات: مسارات الاصلاح بالمئوية الثانية تؤكد حيوية الدولة وقدرتها على الاستجابة للمتغيرات
قال رئيس مجلس النواب المحامي عبد المنعم العودات، إن المجلس حريص على دعم الشباب وتمكينهم في مختلف المجالات، معرباً عن فخره واعتزازه بالشباب الأردني لما حققه من نجاحات وتقدم في مسيرتنا الوطنية.
وأكد لدى رعايته بدار مجلس النواب اليوم الخميس ورشة عمل عقدتها كتلة العزم النيابية حول "طموح الشباب الأردني نحو المستقبل"برئاسة النائب محمد المحارمة، ان الشباب شركاء للمجلس في جميع ما يقوم به من أعمال وتشريعات ونعول على وعيهم ونسعى أن يكون لهم رأي في مجمل القضايا ذات الشأن العام لا سيما أننا مقبلون على محطات وطنية هامة.
وتابع العودات: دخلنا المئوية الثانية من عمر الدولة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بكل ثبات واقتدار والتي أكد جلالته أننا سندخلها بتحديث واصلاحات تشمل كل المسارات للوصول الى مفهوم الإصلاح الشامل بأبهى صوره حتى تكون المئوية الثانية هي مئوية البناء على ما قدمه الإباء والاجداد.
وحول مشروع قانون البلديات واللامركزية المعروض على المجلس، قال العودات ان هذا القانون يُعد اللبنة الأولى لمفهوم المشاركة الشعبية في صنع القرار وننظر اليه على انه المدماك الأول في التشريعات الناظمة للحياة السياسية، لافتاً الى ان المجلس أطلق بالأمس جلسات نقاشية وحوارات موسعة للخروج بأعلى درجات التوافق.
وأشار بهذا السياق إلى أن مثل هذه التشريعات يجب أن تأخذ بعين الاعتبار راي الشباب وتصوراتهم، مؤكداً حرص الجميع على تعزيز حيوية الدولة عبر ورشات اصلاح شامل لجميع القطاعات وهذا ما يؤكد أننا دولة نسير بخطى ثابتة نحو تصحيح المسارات وتصويب الاختلالات وهذا هو سر قوة ونجاة هذا البلد.
وشدد على أن الأردن سيبقى قلعة عصية على كل من تسول له نفسه للعبث بالأمن والاستقرار وسنتجاوز كل الصعاب بحكمة قيادتنا ووعي شعبنا، مؤكداً أن العقد الاجتماعي الذي يربط القيادة بهذا الشعب لا مثيل له وهذا ايضاً هو السر الأكبر الذي استطاع من خلاله بلدنا أن يبقى النموذج في هذه المنطقة المضطربة. وحول هموم الشباب والتحديات التي تواجههم، قال العودات يجمعنا اليوم هم واحد يتمثل بمشكلة الفقر والبطالة وهي التي تتصدر العنوان الأبرز في هذه المرحلة، مشيراً إلى أن الدولة معنية اليوم بكل مؤسساتها للخروج بخطة سريعة قابلة للتنفيذ بهذا الإطار، وهو ما يعكس توجيهات جلالة الملك بوضع خطة اقتصادية خلال اسابيع للتعامل مع الاثار المترتبة على جائحة كورونا وعلى الظرف الاقتصادي الصعب.
ورداً على استفسارات الشباب حول منصات التواصل الاجتماعي، قال العودات ان الرأي العام اليوم يتشكل خلال ساعة وبسرعة قصوى في ظل عصر العولمة وثورة الاتصال فأصبحت المعلومة في متناول الجميع وليست حكراً على أحد وبات المواطن يعمل عمل الصحفي او ما يسمى المواطن الصحفي في نقل الحدث.
وأعرب عن أمله بأن تكون منصات التواصل الاجتماع معول بناء لا معول هدم وان تكون أداة لمساندة الدولة في تجاوز التحديات والعقبات، مؤكداً أهمية ممارسة الحرية المسؤولة والتي تكون وفق أسس وضوابط تسهم في مسيرة التقدم والبناء.
وخاطب الشباب قائلاً: أنتم تلعبون الدور الأبرز في الحفاظ على الصورة الناصعة للوطن التي بناها الأباء والاجداد وبهمتكم وعزيمتكم سيبقى الأردن عنواناً للأمل والتقدم.
بدوره أكد المحارمة، ان الهدف من هذه الورشة هو فتح المجال امام الشباب لطرح افكارهم واراءهم باعتبارهم محور العملية الاصلاحية وأمل الأمة في النهوض والازدهار.
وأشار الى ان الشباب هم محط رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني ومحور اهتمامه وهذا ما اكدت عليه الورقة النقاشية السابعة الداعية الى اهمية اشراك الشباب في الحياة السياسية وضرورة النهوض بواقعه وطموحاته وتطلعاته.
ولفت المحارمة الى ان الشباب سيكون لهم الدور الكبير في عملية الاصلاح التي تمضي بها المملكة ويقودها جلالة الملك باعتبارهم هم الأقدر على التغيير والأقدر على الإنجاز وبناء المستقبل الذي نريد ونتطلع اليه .
وتابع ان "العزم النيابية" ستواصل عقد مثل هذه الاجتماعات لبناء نموذج تشاركي بين مجلس النواب والقطاعات الشبابية لتحويل كافة العوائق إلى منجزات عملية يلمس الشباب والمجتمع ثمارها على أرض الواقع.
من جانبهم دعا النواب : عبيد ياسين وعلي الغزاوي و شادي فريج و بلال المومني و خالد ابو حسان ومحمد بني ياسين و امال الشقران وعائشة الحسنات وريما العموش وعبير الجبور وعمر العياصرة الى ضرورة دعم الشباب ودعم مبادراتهم المتعلقة بالإبداع والتميز وتوفير فرص التدريب للشباب في مختلف المحافظات وإنشاء النوافذ التمويلية للمشاريع الريادية.
وأكدوا على ان الشباب الاردني يمتاز بالوعي والثقافة ما يدعونا الى استثمار هذا الوعي ليكون معول بناء في المجتمع لا معول هدم بالإضافة الى اهمية ترسيخ ثقافة العمل السياسي والحزبي ليكونوا قادرين على توظيف قدراتهم وطاقاتهم في العملية الاصلاحية.
واشاروا الى اهمية تغير أساليب العمل والإنتاج الى تطوير برامج التدريب المهني والتقني والفني وتوجيهها نحو التركيز على الجودة والنوعية والمواءمة بين مخرجات قطاع التعليم العام واحتياجات سوق العمل.
بدورهم اشاد الشباب المشاركون بدور مجلس النواب وكتلة العزم في عقد مثل هذه الورش التي من شانها بث الروح الايجابية بين الشباب باعتبارها تؤكد على دورهم في عملية صنع القرار من خلال النهج التشاركي الذي ينتهجه المجلس مع جميع فئات المجتمع.
وبينوا انه رغم حالة اليأس التي يعيشها الشباب الاردني بسبب الظروف الاقتصادية والتي تفاقمت بعد جائحة كورونا الا ان هناك بصيص من الامل الذي يحدونا نحو العمل والسعي الجاد نحو التغير.
واضافوا ان الخطوات الاصلاحية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني هي ترجمة حقيقية لطموحات وامال الشباب المتعطش للتغير والاصلاح.
وفي نهاية الورشة تبنت الكتلة عدداً من المقترحات والافكار التي قدمها الشباب المشارك كان من أبرزها : تخصيص صندوق لدعم المبادرات والأفكار الشبابية و دمج الشباب وتشجيعهم في المشاركة السياسية وتعزيز فكرة التحول الى التعليم التقني والمهني و منح الشباب فرصة المشاركة في عملية صنع القرار واعادة النظر في بعض التشريعات والقوانين المتعلقة بالشباب وتشجيع الأحزاب السياسية على تحفيز الشباب بالانخراط في الأحزاب والعمل على فتح منصة خاصة للشباب المتأثر من جائحة كورونا واتاحة المعلومة الصحيحة عبر منصات حقيقية لردع أي جهات خارجية من استغلال الشباب والتأثير على توجهاتهم ومعتقداتهم.