وزراء اسرائيليون يدافعون عن جنود بدوا فرحين باطلاق النار على فلسطيني

 دافع وزراء يمينيون اسرائيليون امس الثلاثاء عن جنود ظهروا في شريط فيديو فرحين بعد اطلاق النار من بعد على فلسطيني لا يبدو أنه يشكل خطراً قبل أن يسقط أرضا على الحدود بين الدولة العبرية وقطاع غزة.

وقلل وزير الامن العام الاسرائيلي من حزب الليكود الحاكم غلعاد اردان من اهمية الشريط الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال "كل شىء على مايرام. انتم تثيرون ضجة أكبر من اللازم".

بثت شريط الفيديو القناة العاشرة الخاصة دون ان تكشف كيف حصلت عليه ثم جرى تداوله على نطاق واسع سواء على مواقع التواصل الاجتماعي او عبر محطات تلفزيونية وتم تصويره من الجانب الاسرائيلي من الحدود مع قطاع غزة التي شهدت منذ 30 آذار/مارس مواجهات دامية بين الجيش الاسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين أوقعت 31 شهيدا فلسطينيا وعشرات الجرحى.

يُسمع في الشريط صوت جنود يتحدثون بالعبرية ثم صوت يقول بالعبرية "اقتله هل لديك رصاصة؟" ويرى في البعيد شبان فلسطينيون، ويرد الجندي القناص "لا استطيع رؤيته جيدا بسبب الاسلاك الشائكة. ابن العاهرة انه يتحرك كثيرا".

ويسمع صوت جندي آخر يقول "تعال عندي من هنا أفضل، الذي يرتدي الازرق لي (بمعنى ساتكفل به).. هل ستضرب الذي يرتدي اللون الوردي؟"

ويُسمع اطلاق رصاصة واحدة تصيب الشاب الفلسطيني الذي يرتدي السترة الوردية اللون ويسقط معها أرضا ويركض حوله الشبان لرفعه. ثم يسمع اطلاق نار ويعلو هتاف عدد من الجنود، ويقول أحدهم "يا له من فيديو، ابن العاهرة، يا له من فيديو، بالطبع صوّرت، لقد أصيب في رأسه".

وتبدو عليهم الفرحة لعملية القنص وينتهي الفيديو برؤية السواتر الترابية والسياج الحدودي ويقول المصور بصوت يصر فيه على اسنانه "كلهم أولاد عاهرات."

ولم يتّضح اذا كان الضحية الذي سقط أرضا أصيب أم قتل.

وأعلن الجيش الاسرائيلي الاثنين انه فتح تحقيقا حول الشريط الذي قال انه "يصوّر واقعة جرت على ما يبدو قبل عدة أشهر". واضاف "هذا الحادث موضع دراسة وسيخضع لتحقيق معمّق".

ويأتي نشر هذا الشريط في الوقت الذي يواجه فيه الجيش الاسرائيلي انتقادات شديدة بسبب اطلاقه الرصاص الحي على المتظاهرين الفلسطينيين.

واكد وزير الامن العام غلعاد اردان ان "اطلاق النار ليس على أي كان، انما على مخرب يقترب من الشريط الحدودي في وقت ممنوع فيه الدخول، وجاء من منطقة تسيطر عليها حركة حماس".

وتابع معلقا على كلام الجنود، "وهذه ردود فعل انسانية لجنود موجودين في موقع توتر".

واكد وزير التعليم الاسرائيلي نفتالي بينيت في مقابلة لاذاعة الجيش "نحن نرسل جنودنا الى ساحة حرب وعلينا الدفاع عنهم وحمايتهم. نحن منذ ايام نواجه اشخاصا يريدون دخول البلاد فليس من الحكمة انتقاد الجنود. كل من كان في الميدان يعرف انه لا يمكنك الجلوس في مقهى في تل ابيب او في الاستوديو وتتخلى عن الجنود وتدينهم".

اما عضو الكنيست بيتسالئيل سموتريش فكتب على حسابه على تويتر "نحن امام عدو قاس يريد تدميرنا. أفضل الجنود الذين يضحكون وهم يطلقون النار. دعمي الكامل لمقاتلينا".

- "خارج القانون" -

وتعليقا على شريط الفيديو في الجانب الفلسطيني، قالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لوكالة فرانس برس "هذا جزء من سلوك عام للجيش الإسرائيلي سيء السمعة الذي يتصرف خارج القانون ويفلت من العقاب".

وأضافت "نحن نتحدث عن الموضوع منذ مدة طويلة ولكن لا أحد يستمع لنا حتى عندما تكون لدينا أدلة مرئية فعلية ويظهر في مقاطع فيديو جنود يطلقون النار بشكل عشوائي على محتجين غير مسلحين".

وتابعت عشراوي "كنا نشكو ولكن للاسف لا احد يصدقنا اذا ما لم يوثقه مصدر إسرائيلي".

واشارت الى ان "قضية إطلاق قناص النار ليست جديدة على الإطلاق، لكن حان الوقت كي يرى العالم ويصدق ما كنا نقوله طوال الوقت".

بدأ الفلسطينيون في 30 آذار/مارس حركة احتجاجية أطلق عليها "مسيرة العودة" بالتزامن مع ذكرى "يوم الأرض"، وستختتم بذكرى النكبة في 15 ايار/مايو، للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار المحكم الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات.

شرح الصورة

جنود اسرائيليون متمركزون عند الحدود مع قطاع غزة خلال مواجهات مع متظاهرين فلسطينيين في 30 اذار/مارس 2018