المشي في زمن كورونا ضرورة وقائية وصحية

 يتسلى بها الكبير والصغير، ويقصدها للاستشفاء من أدرك فوائدها، وتمارس في زمن كورونا دون التخلي حتما عن الكمامات، لتعزز صحة أجسادهم بمناعة لمجابهة العدوى.. انها رياضة المشي، تلك الممارسة الآمنة والمشروطة بالتدابير الصحية بإجماع المتخصصين.
منذ أكثر من 10 سنوات، تمشي سميحة الحسن صباح كل يوم منفردة لساعة من الزمن، مع اتباعها نظاما غذائيا صحيا، يراعي كمية الطعام ونوعه سعيا منها للرشاقة، ولضمان تمتعها بصحة جيدة.
وتضيف الحسن لوكالة الانباء الاردنية (بترا) إنها لا تتخلى عن عادة المشي حتى في الظروف المناخية الصعبة أو ظروف الحجر الجزئية والشاملة، حيث تمارس المشي خلالها في المنزل، إلى جانب تشجيع من هم حولها لممارسة هذه الرياضة لفوائدها الجمة.
في حين تلاحظ مدربة الرياضة سيرين حبط أن جائحة كورونا غيرت طريقة ممارسة الرياضة لدى الكثيرين بتحولهم الى رياضة المشي في الهواء الطلق بعد إغلاق الصالات والاندية الرياضية تلافيا لانتشار نشر فيروس كورونا.
وشددت حبط على أهمية الالتزام بإرشادات التباعد الاجتماعي والابتعاد مسافة لا تقل عن مترين عن الآخرين أثناء القيام بهذه الرياضة، مشيرة الى رياضة المشي تسهم في تقوية عضلات الجسم مثل الحوض والساقين والظهر، وتخلص الجسم من الأملاح الزائدة.
من جانبها بينت نسرين الطريفي اختصاصية تغذية ومدربة رياضة، أن المشي ينبغي أن يكون بوتيرة سريعة نسبيا مع تحريك اليدين بقوة، لتمرين عضلات اليدين والظهر، موضحة أن المشي البطيء المتعارف عليه بالـ "كزدرة" لا يفيد بشيء.
وللاستفادة القصوى من هذه الرياضة فضلت الطريفي أن يتم المشي بشارع مستقيم وبشكل لا يؤثر على المفاصل وخاصة الركب، وبحدود ساعة يوميا، وبمكان غير مزدحم بالسيارات لتجنب استنشاق غازات عوادمها.
وأشارت الى أن للمشي فوائد عدة تتمثل في تحريك عضلات الجسم كافة، وتجديد الدورة الدموية، باعتباره وسيلة سهلة لا تحتاج لأدوات رياضية، كما يخفف من الوزن، ويعزز مناعة الجسم ما يسهم في الوقاية من فيروس كورونا، ويخفف كذلك من آلام المفاصل.
استشارية السكري والغدد الصماء الدكتورة دانا حياصات أكدت أهمية الرياضة بوجه عام والمشي على وجه الخصوص، لجهة تنظيم نسبة السكري في الدم عند مرضى السكري.
وقالت، إن رياضة المشي من أفضل الرياضات التي يمارسها مرضى السكري لأنها تزيد من حساسية الأنسجة للإنسولين ما يسهم في تقليل نسبة السكر في الدم، ويعني ارتفاع حساسية الانسجة للانسولين، مشيرة الى أن العضلات تحتاج إلى الطاقة التي تتزود بها عن طريق الجلوكوز، وبالتالي تنخفض نسبته بالدم.
وأشارت حياصات إلى أهم المشكلات الصحية التي يعاني منها مريض السكري من النوع الثاني والمتمثلة في "مقاومة الإنسولين" ما يسبب لديه مشاكل بالسمنة وزيادة الوزن، لأن أجسامهم لا تستجيب للأنسولين ما يجعل البنكرياس ينتج تلك المادة بكميات أكثر من اللازم، ومع الوقت فإن البنكرياس يتعب ويفشل في تزويد الجسم بالإنسولين ما يسبب الإصابة بالسكري، ولذلك تزيد رياضة المشي من حساسية الأنسجة للإنسولين وتخفف من مقاومته، كون تلك المقاومة تعد المرحلة الأولى التي تسبق الإصابة بمرض السكري.
من جهته أوضح اختصاصي الطب النفسي ومعالجة الإدمان الدكتور أحمد عبد الخالق أن المشي يعتبر أحد العلاجات المعروفة لعلاج القلق والتوتر كونه يساعد على إفراز مادة "السيراتونين"، مشيرا إلى أن المشي لمدة 45 دقيقة يوما بعد يوم يساعد في علاج حالات الاكتئاب البسيط وتدني المزاج، ويخفف التوتر، وفقا لدراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية.
بدوره بين الدكتور زاهر الكسيح استشاري أمراض القلب والشرايين دور هذه الرياضة في تحسين أداء عضلة القلب ودعم نظام المناعة، والوقاية من بعض سرطانات الدم، مستغربا أن تهمل هذه الممارسة الصحية على الرغم من سهولتها.
وأضاف، المشي المنتظم يقلل من الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية بنحو 19 بالمئة، وذلك يتناسب عكسيا مع طول المسافة التي يمشيها الفرد، كما أن عضلة القلب تصبح أقوى وتستطيع ضخ كمية دم أكبر مع كل نبضة من النبضات.
وشدد الكسيح على أهمية المواظبة على المشي، لدوره في مقاومة حدوث عدم انتظام ضربات القلب، والوقاية من الموت المفاجئ، فضلا عن تحسين قدرة الشرايين التاجية على التوسع ومنع تصلبها خاصة مع تقدم العمر، مضيفا أن المشي بمعدل 10 آلاف خطوة يوميا يزيد من كريات الدم البيضاء في الجسم ما يسهم في محاربة العدوى والأمراض.
--(بترا)