هل لدينا حاضنات فكرية ... ابداعية  !!!

 المهندس هاشم نايل المجالي

 

كثير من المعطيات والازمات والمشاريع والمسائل وغيرها تتطلب من المعني او المسؤول التفكير فيها لأعطاء اجابات او اتخاذ قرارات اي ان التفكير هو مجمل العمليات الذهنية التي يقوم بها عقل الانسان ويؤديها للتعامل مع الحدث بفعالية كبيرة لتحقيق الغاية والرغبة وتنفيذ الخطط المتعلقة للوصول الى الحلول المناسبة وهو حركة العقل بين المعلوم والمجهول .

فاذا اطلقنا العنان للعديد من المفاهيم المتعلقة بالتفكير حول شخص ما فان ذلك يرتبط بمدى ادراكه او مدى وعيه واحساسه بالاحداث والمتغيرات وآلية ادارة الازمات وغيرها .

فهناك تفكير بديهي وهناك تفكير عميق او تفكير منطقي او علمي او ابداعي او مستنير .

وهذا يعتمد على مدى الفهم والاستيعاب والتحليل للشخص للتعامل مع الحدث اياً كان نوعه وفي كثير من الاحيان يكون هناك تفكير جمعي اي ان هناك مجلسا يناقش حدثا ما وبتفكير ونقاش جماعي للخروج بحل متفق عليه بين الجميع ويتحمل مسؤوليته الجميع.

 فهو تفكير مستنير اي انه  الفكر الذي يجلي غوامض الامور وكل ما يتعلق بها في الوقت الذي فيه التفكير العميق ينظر الى الحدث من كثير من الجوانب لعدة مرات ويقلبه من كافة النواحي ويستعين بالعديد من الجهات والاطراف ليلم بالامر بشكل جيد قبل الحكم او اعطاء القرار المتعلق بذلك وهو عكس التفكير السطحي في الوقت الذي فيه التفكير العاطفي ادنى درجات التفكير والاقرب الى التهور او التسرع في الحكم والتصرف والسلوك.

 فكثير من كبار المسؤولين يعملون او يلجأون من اجل ذلك الى حاضنات فكرية وهي ابداعية وابتكارية من اجل التصدي للازمات وكافة الظواهر لأي حدث اي عملية استصلاح فكري ومعرفي لكثير من القضايا التي تؤرق المسؤول والمواطن ايضاً ويكون لديها صلاحيات اجراء العصف الذهني مع ذوي الاختصاص وبالتالي توفر للمسؤول الرئيسي راحة ذهنية وفكرية ليقرر وفق الحلول والخيارات المطروحة لوجود مهارات بشرية ومعرفية تساعده في ذلك .

فهو استصلاح فكري ومعرفي خاصة اذا كانوا من اصحاب الخبرة والمعرفة في مختلف الاختصاصات وتختصر الوقت والجهد (على صاحب القرار) ومواكبة ومتزامنة مع الرؤية المستقبلية بالاعداد والتحضير المنطقي المقبول للجهات المعنية والمقبول للمواطنين والمستثمرين ورجال الاعمال حتى نتجنب الصدامات والاضطرابات واللغط والتأويل واختلاف الرأي ونأخذ بالاجتهادات ووجهات النظر حيث التحليل والتقييم ونستثمر كافة الأفكار واستصلاح الافضل ليكون الحل وفق اسس منهجية ليكون هناك مسلك معرفة علمي صحيح لدى المسؤول حيث اننا نجد ان هناك كثيراً من الاشكالات في كافة المجالات في النقل والتعليم والصحة والاستثمار والاتصالات وغيره .

وحتى لا يكون القرار مربوطا بالوزارة نفسها فقط بل تكون هناك حاضنات فكرية تحلل للمسؤول وصاحب القرار وتقيم وتحاور اصحاب الشأن لتعطي بالنهاية القرار الصائب الغير مجحف والذي يقبل به الجميع دون ظلم وهذه الحاضنات الفكرية تبقى على استمرارية بالتفكير تواكب التطور لخدمة المواطن وتنفخ روح العقل بالافكار الجميلة حتى لا يتحجر العقل في طرح واحد يبقى دون تطوير او تحديث او لا يواكب التطور والتغير المستمر نحو الافضل .

فلماذا لا يشكل دولة رئيس الوزراء حاضنة فكرية من اجل مشروع المدينة الجديد تضم ممثلين من نقابة المهندسين والمكاتب الهندسية ونقابة المقاولين وجمعية الاسكان ومساحين مرخصين ومن مهندسي سلاح الهندسة والمعنيين ليشكلوا جلسة عصف ذهني حول موقع المدينة ومدى ملاءمته ولقربه من هبوط الطائرات في مطار الملكة علياء الدولي وطبيعة المنطقة جغرافياً وطوبغرافياً ومدى سهولة او صعوبة توفر الخدمات الاساسية اليها وغيرها من المعطيات الاساسية علماً بانه تتوفر قطع اراض حكومية بمساحات كبيرة باتجاه الجنوب اكثر ملاءمة لاقامة مدينة تبعد مسافة عن العاصمة عمان حيث سيمتد العمران مستقبلاً بين العاصمة والمدينة الجديدة افضل من قربها من العاصمة عمان // .

hashemmajali_56@yahoo.com