وزيرا خارجية كوريا الشمالية والصين يلتقيان قبيل قمتين مرتقبتين

 بكين – ا ف ب

أكد وزير الخارجية الصيني لنظيره الكوري الشمالي امس الثلاثاء تقدير بكين لجهود بيونغ يانغ في تهدئة التوتر النووي قبيل قمتين منفصلتين بين زعيم النظام المعزول كيم جونغ اون وكل من الرئيسين الاميركي والكوري الجنوبي.

والتقى وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونغ نظيره الصيني وانغ يي في بكين بعد اسبوع فقط على زيارة مفاجئة قام بها كيم إلى العاصمة الصينية للقاء الرئيس شي جينبينغ.

وتسعى الصين وكوريا الشمالية لاصلاح علاقاتهما بعد تأزمها منذ أن أيدت بكين سلسلة من العقوبات الأممية للضغط على بيونغ يانغ بهدف تقييد برامجها النووية والصاروخية.

وتعد الصين الحليف الرئيسي والشريك التجاري الوحيد لكوريا الشمالية.

وتأتي الزيارة الأخيرة التي اعلنتها وزارة الخارجية الصينية في إطار دبلوماسية مكثفة ساهمت في تخفيف التوترات الاقليمية بعد أشهر من التصريحات النارية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على خلفية البرنامج النووي لبيونغ يانغ.

وقال وانغ لري "إن الصين تقدر التزام كوريا الشمالية نزع الاسلحة النووية من شبه الجزيرة وجهودها المهمة لتهدئة الوضع في شبه الجزيرة، وتؤيد اجتماع زعيم الشمال مع رئيسي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة" بحسب بيان لوزارة الخارجية الصينية.

بدوره قال ري إن بيونغ يانغ على استعداد لتطوير العلاقات الودية تقليديا بين الحليفين منذ فترة الحرب الباردة، ونقلت الوزارة عن ري قوله إن كوريا الشمالية "ستحافظ على تواصل وثيق واستراتيجي مع الصين حول المسائل المتعلقة بشبه الجزيرة الكورية".

وقال وانغ لنظيره إن على وزارتي خارجية البلدين ان تعززا التبادل على كافة الاصعدة.

وبحسب البيان قال وانغ "في الوضع الراهن، يرتدي الحفاظ على الصداقة التقليدية بين الصين وكوريا الشمالية وتطويرها أهمية بالغة للدولتين".

وذكرت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية إن ري يترأس وفدا حكوميا غادر الثلاثاء للمشاركة في مؤتمر لوزراء خارجية دول منظمة عدم الانحياز في اذربيجان.

وسيزور ري ايضا روسيا ودولا من الجمهوريات السوفياتية السابقة.

- وقف التدخل -

التقى كيم الأسبوع الماضي الرئيس الصيني شي جينبينغ في أول رحلة له إلى الخارج منذ ورث السلطة عن والده كيم جونغ ايل في كانون الأول/ديسمبر 2011.

ووصفت زيارة كيم التي لم يعلن عنها مسبقا "بغير الرسمية" لكنها حملت جميع مظاهر زيارة الدولة الرسمية من حرس الشرف وباقات الزهور والسجاد الأحمر ولقاءات مع معظم مسؤولي القيادة الصينية العليا.

ويتوقع أن يعقد كيم قمة مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان في 27 نيسان/ابريل واجتماعا تاريخيا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو ما يحفز بيونغ يانغ وبكين على إصلاح علاقاتهما المتوترة.

وكان وانغ قد تحدث بحذر عن التطورات الدبلوماسية خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية السويسري الزائر في وقت سابق الثلاثاء.

وقال "طبعا إن خبرتنا التاريخية تقول إنه عندما يتحسن الوضع في شبه الجزيرة (الكورية) وتشهد محادثات السلام انفراجا تحصل عادة جميع أنواع التشويش" داعيا جميع الأطراف الى "وقف التدخل" ومواصلة الحوار.

وقال وانغ "نأمل بأن يتمكن زعيما الولايات المتحدة وكوريا الشمالية من عقد لقاء يتكلل بالنجاح وتعزيز التفاهم المتبادل وبناء ثقة أساسية".

وقالت كوريا الجنوبية الشهر الماضي بعد محادثات مع كيم في بيونغ يانغ، إن الزعيم الكوري الشمالي يفكر في التخلي عن أسلحته النووية مقابل ضمانات أمنية أميركية وسيوقف تجارب الأسلحة أثناء انعقاد المحادثات.

وفي بكين، نقلت وكالة شينخوا (الصين الجديدة) للانباء عن كيم قوله "ان قضية نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية يمكن حلها اذا استجابت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لجهودنا بحسن نية وخلقَتا جوا من السلام والاستقرار مع اتخاذ تدابير تدريجية ومتزامنة من أجل تحقيق السلام".

وكانت العلاقات الدبلوماسية بين كوريا الشمالية وجيرانها تحسنت منذ انطلاق دورة الألعاب الاولمبية الشتوية في الشطر الجنوبي حيث أرسل كيم لاعبين ومشجعات وشقيقته كمبعوثة.

وسارع الشمال إلى استثمار التحسن باطلاق العديد من المبادرات الدبلوماسية.

وفي وقت سابق هذا الاسبوع حضر كيم حفلا موسيقيا نادرا في بيونغ يانغ قدمه فنانون كوريون جنوبيون لموسيقى الكاي-بوب، وصافحهم والتقط الصور معهم في كواليس المسرح.

وذكرت وسائل إعلام رسمية إن كيم أعرب عن "تأثره العميق" بالعرض، وهي خطوة غير عادية وخصوصا أن النظام الشمولي يسعى لمنع وصول ثقافة البوب الكورية الجنوبية إلى شعبه المعزول.

شرح الصورة

تسجيل إخباري مصور يظهر اللقاء بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون (يسار) والرئيس الصيني شي جينبينغ على شاشة كبيرة فوق مطعم في بكين