إضراب شامل بفلسطين حدادًا على أرواح شهداء مسيرة العودة
غزة - صفا
عم الإضراب الشامل امس السبت كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، حدادًا على أرواح الشهداء الذين ارتقوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت على حدود قطاع غزة.
وشمل الإضراب كافة المدارس والجامعات والمؤسسات الأهلية والحكومية والخاصة، وكذلك المصارف، وذلك بعدما أعلن الرئيس محمود عباس أن يوم السبت يوما وطنيا حدادًا على أرواح شهداء يوم الأرض.
وأغلقت المحال التجارية منذ ساعات الصباح الباكر أبوابها التزامًا بالإضراب، وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية الإضراب الشامل في كافة محافظات الوطن، كما قررت حكومة الوفاق الوطني تعطيل المدارس والجامعات في مختلف المحافظات.
كما خيم الاضراب الشامل على مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، حداداً على شهداء مسيرات العودة في قطاع غزة أمس الجمعة.
وامتنعت المحلات التجارية عن فتح أبوابها، وخلت شوارع المدينة إلا من عدد قليل من المركبات المارة، إذ أعلنت نقابة سائقي العمومي عن التزامها بالإضراب، وأُغلقت أبواب مجمع خطوط التاكسي الداخلية.
وكانت لجنة التنسيق الفصائلي أعلنت في بيان لها أمس عن إضراب شامل السبت "حدادا على أرواح الشهداء، واستنكاراً لمجزرة الاحتلال وإرهابه، وارتقاء العدد الكبير من الشهداء، بالإضافة لمئات الجرحى في جريمة مبيته تستهدف أبناء شعبنا".
وأعلنت جامعة النجاح عن تأجيل الامتحانات ومحاضرات التعويض وجميع الأعمال الفصلية التي كانت مقررة السبت.
وكان من المقرر أن تخرج جنازة رمزية من مسجد الحاج نمر النابلسي بالمدينة بعد صلاة الظهر، بدعوة من القوى والفعاليات المختلفة، للتأكيد على أن غزة ليست وحدها في معركة العودة.
واستشهد 15 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 1500 آخرين برصاص الاحتلال في اليوم الأول من مسيرة العودة، والتي ستتواصل حتى 15 مايو ذكرى النكبة الفلسطينية، حيث شيعت جثامين الشهداء ظهر امس.
وشارك عشرات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة الجمعة في مسيرات العودة الكبرى، والتي كانت على مقربة من السياج الأمني مع فلسطين المحتلة عام 1948.
وأعلنت الهيئة التنسيقية العليا لمسيرة العودة الكبرى انتهاء اليوم الأول من فعاليات مسيرة العودة الكبرى، داعيةً أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل عام 1948 والشتات للمزيد من الانتفاض والمواجهة في وجه الاحتلال.
وقال رئيس اللجنة خالد البطش في مؤتمرٍ صحفي عقد شرق غزة مساء الجمعة إن يوم السبت سيكون يوم الشهداء لمؤازرة ذوي الشهداء ودعم صمودهم، ولزيارة الجرحى.
وآثار اعتداء الاحتلال على المشاركين بمسيرة العودة، واستخدام القوة المفرطة بحقهم، حالة من الغضب والاستنكار الشديد في أوساط الفلسطينيين والعديد من الدول العربية، التي وصفت ما حدث بالخطير، وأنه يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، وجريمة ضد الإنسانية، محملةً "إسرائيل" المسؤولية الكاملة عن التصعيد ضد غزة.
وفي السياق، أخفق مجلس الأمن الدولي في التوافق على بيان يدين قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للحراك الفلسطيني في ذكرى يوم الأرض، بسبب اعتراض أميركا، بينما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بإجراء تحقيق عاجل في تلك الأحداث.
وقال مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي خلال جلسة علنية طارئة لمجلس الأمن مساء الجمعة إن بلاده تندد بأشد العبارات بممارسات الاحتلال التي أدت إلى سقوط شهداء وجرحى، وتدعو المجلس إلى التحرك لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وحماية المدنيين الفلسطينيين.
وكان الرئيس عباس طالب في خطابٍ مسجل له في ذكرى يوم الأرض الـ 42 الجمعة، بتدخل المجتمع الدولي لتوفير لحماية للشعب الفلسطيني الأعزل أمام العدوان اليومي والمتصاعد.
وحمل سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة عن أرواح الشهداء الذين ارتقوا في ذكرى يوم الأرض، فيما كلف مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور باتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لطلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وقال إن سقوط العدد الكبير من الشهداء والجرحى في مظاهرات شعبية سلمية يؤكد أن رسالتنا في القمة العربية القادمة ستكون واضحة وهي التمسك بالثوابت الوطنية التي ضحى من أجلها شعبنا وامتنا العربية واحرار العالم على مر السنوات الماضية وصولاً لإقامة دولتنا المستقلة.
من جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت في أكثر من محور مع فلسطين المحتلة وشارك فيها أبناء الشعب الفلسطيني بمثابة "تشييع لصفقة القرن إلى مثواها الأخير".