الاحتلال نشر 3 آلاف جندي في محيط قطاع غزة.. وأوامر بإطلاق الرصاص الحيّ

فلسطين تخرج بـ"مسيرة العودة".. وإسرائيل تقتل المتظاهرين

 

 

 وكالات- مامون العمري

 

تدفق آلاف الفلسطينيين،منذ فجر امس الجمعة، قرب الحدود بين غزة وإسرائيل في مسيرة احتجاجية أطلق عليها مسيرة العودة، فيما حصلت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، أدت إلى مقتل 7 فلسطينيين وإصابة المئات.

وخرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى مراكز ومخيمات أعدت مسبقاً قرب حدود غزة مع إسرائيل، بدعوة من الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى للاجئين.

على الجانب الآخر من الحدود وضعت القوات الإسرائيلية دباباتها وتمركز القناصة على سواتر ترابية، واستخدم الجنود الغاز المسيل للدموع تجاه الشبان الذين اقتربوا من السياج. وأفاد مراسل "العربية" أن 3 آلاف جندي من قوات الاحتلال منتشرون في محيط قطاع غزة.

وقتل 7 فلسطينيين، حسب وزارة الصحة الفلسطينية، خلال الاحتجاجات مع إحياء الفلسطينيين يوم الأرض وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني "إن طواقمنا نقلت إلى المستشفيات 54 إصابة برصاص الجيش الإسرائيلي الحي من قطاع غزة".

وأضافت "هناك طواقم أخرى من وزارة الصحة والخدمات الطبية تنقل الإصابات إلى مستشفيات غزة لا تحسب لدينا"، مشيرة إلى إصابة "العشرات بالغاز المسيل للدموع" ونصب الفلسطينيون مئات الخيام على بعد مئات الأمتار عن الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.

وأقامت الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى، التي تضم حماس والفصائل وممثلي اللاجئين، 10 خيام كبيرة في خمسة مواقع على طول الحدود بين القطاع وإسرائيل، بينما نصبت عائلات عشرات الخيام الصغيرة وتواجد رئيس الأركان الإسرائيلي غادي إيزنكوت، الجمعة، على الحدود مع غزة.

وكان حذر الأربعاء من أن الجنود الإسرائيليين سيطلقون النار إذا اقترب الفلسطينيون من الحدود وشكلوا خطراً، على حد قوله.

ووضعت القوات الاسرائيلية دباباتها وسط تمركز القناصة على سواتر ترابية واستخدم الجنود الغاز المسيل للدموع تجاه الشبان الذين اقتربوا من السياج واستخدم الجيش الإسرائيلي طائرات مسيرة، تلقي مواد متفجرة على المتظاهرين

وتعود أحداث هذا يوم الأرض الخالد إلى الثلاثين من آذار عام 1976 بعد أن قام السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من أراضي العرب الفلسطينيين في ألراضي الـ48، إذ عم إضراب عام ومسيرات شعبية في مناطق الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.

يوم الأرض هو يوم يُخلد فيه العرب الفلسطينيون ومعهم أحرار العالم، في 30 آذار من كل عام، ذكرى مصادرة السلطات الإسرائيلية لآلاف الدونمات من الأراضي العربية في الجليل والمثلث والنقب، ما تسبب في اندلاع مظاهرات حاشدة، سقط فيها شهداء وجرحى.

وتعود أحداث يوم الأرض إلى العام 1976 عندما أقدمت السلطات الإسرائيلية على مصادرة نحو 21 ألف دونم لتنفيذ مشروع أطلقت عليه "تطوير الجليل" وكان عبارة عن عملية تهويد كاملة للمنطقة، ما دفع المواطنون العرب للتصدي لهذا المشروع.

استهدف القرار بشكل مباشر أراضي بلدات عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد ومناطق أخرى من الجليل والمثلث والنقب، أضيفت إلى أراض أخرى صودرت من قبل بغرض بناء مستوطنات يهودية جديدة على حساب أراضي العرب الفلسطينيين.

على أثر ذلك تداعت لجنة الدفاع عن الأراضي بتاريخ 1 شباط  من العام 1976 لعقد اجتماع عاجل في الناصرة، أسفر عن إعلان إضراب عام شامل في 30 آذار من السنة نفسها احتجاجا على ما حدث.

وبادرت قوات الشرطة الإسرائيلية إلى الرد بدموية على الاحتجاجات وأطلقت النار بشكل عشوائي على محتجين فلسطينيين صبيحة يوم الإضراب، ما أدى إلى ارتقاء ستة شهداء من أراضي 48، وإصابة واعتقال المئات.

وصادرت إسرائيل ما بين 1948 و1972 أكثر من مليون دونم من أراضي البلدات العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي سيطرت عليها بعيد نكبة 1948.

ومنذ ذلك اليوم 30 آذار 1976 يحيي الفلسطينيون في الداخل والشتات، والعرب ومعهم مؤيدون لحقوقهم بالدول الأجنبية، ذكرى يوم الأرض، لتجديد تشبثهم بأرضهم العربية، وبحق العودة.

وتسعى السلطات الإسرائيلية إلى منع كل أشكال إحياء ذكرى يوم الأرض في أراضي 48 والضفة الغربية وقطاع غزة، وتواصل من جانب آخر سياسة مصادرة الأرض وتهويدها وطرد أهلها منها، كما يحدث في منطقة النقب.

وتناقلت وسائل الإعلام العبرية، مخططات للاحتلال لترهيب ومواجهة الحشود الشعبية التي ستخرج في "مسيرة العودة"، كالاعتقالات الجماعية، والاستهداف، وإرسال رسائل تهديد لأهالي قطاع غزة عبر إلقاء المنشورات، من أجل إحباط الروح المعنوية للمشاركين.

هنا، أكد رئيس أركان جيش الاحتلال، "غادي ايزنكوت"، أن مستوى النشاط المتفجر المرتفع في الساحة الفلسطينية في الداخل والحدود يتطلب منا الحفاظ على يقظة دائمة، وفي مواجهة التهديدات المتغيرة في البيئة الإستراتيجية المتغيرة، نحن ملتزمون بالتصرف بعزم وقوة وإثبات تفوقنا".

ويؤكد أسعد أبو شرخ المحلل السياسي، أن الشعب الفلسطيني وخاصة في الداخل المحتل، سيهب يوم 30 من مارس والذي يصادف يوم الأرض، لافتا إلى أنه يعتبر فرصة تاريخية أمامه لكي يوجه رسالة إلى العالم بأنه متمسك بأرضه وبحق العودة.

وقال أبو شرخ: "الشعب الفلسطيني سيرسل رسالة إلى العالم بأنه يريد أن يعود إلى وطنه ويعيش بسلام وأمان وان يساهم في الحضارة الإنسانية، وأنه مسالم ولكنه اقتلع من أرضه، ولن يبقى لاجئا إلى أبد الآبدين، ولن يكون هناك سلام أو استقرار في أي منطقة في العالم طالما أنه مشرداً".

وبين أبو شرخ أن الخيام ستنصب على الحدود في كل مكان وسيتدافع الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية أو في لبنان أو في سوريا.

وفي السياق، أوضح المحلل السياسي أن الشعب الفلسطيني في هذا اليوم سيكون مسالما، ويعبر عن حبه للحرية، لافتا إلى أنه سيشهد مسيرات شعبية مسالمة، متوقعا أن الاحتلال الإسرائيلي قد يلجأ إلى اختراع بعض الحوادث من اجل إيذاء الشعب الفلسطيني وارتكاب مجازر.

وحول دور الفصائل في هذا اليوم، استبعد أبو شرخ أن المسيرات سيشارك فيها المثقفون ورجال الأعمال والمرأة والطلاب والمهندسون، مستبعدا في الوقت ذاته أن ينفذ أي تنظيم من التنظيمات الفلسطينية بأي عملية مسلحة.

بدوره، أوضح جهاد حرب المحلل السياسي، أن يوم الأرض سيشهد تصعيد فلسطيني في مواجهة الاحتلال، وستندلع على الحدود مع قطاع غزة، بالإضافة إلى نقاط التماس في الضفة الغربية.

"سيكون يوم مواجهة مفتوح مع الاحتلال، وهو تجديد للنشاط الفلسطيني في توسيع المقاومة الشعبية"، هذا ما أكده جهاد حرب، متوقعا أن المواجهات ستقتصر فقط على المقاومة الشعبية وليس المسلحة.

وفي السياق ذاته، أشار حرب إلى أن الاحتلال يمارس الضغوط على الفلسطينيين من ناحية، واستخدام القوة من ناحية أخرى، مثل اتخاذ الترتيبات الأمنية لمواجهة أي تطورات ميدانية، مبينا أن إعلانه عن هذه الترتيبات بهدف إخافة الفلسطينيين ومنعهم من الخروج.

بدوره قال النائب العربي في (الكنيست) الإسرائيلي، أحمد الطيبي إن "عام 1948، عام النكبة، تعرض شعبنا الفلسطيني لعملية تطهير عرقي، من خلال هدم ما يقارب 531 قرية عربية، وتهجير مئات آلاف الفلسطينيين، وتدمير مستقبل شعب بأكمله، انه جرح ينزف في القلب، ولن يتوقف النزيف أبداً".

وأضاف الطيبي أن "القوانين العنصرية التي تسن، لتحاول منعنا من إحياء النكبة لن تثنينا عن ذلك، وكل المحاولات العنصرية لذلك ستفشل، وهذا ما أثبتناه بتحدينا الجماعي لهذا القانون الأخرق".

وتابع حديثه: "لن نسمح بحدوث نكبة ثانية ولن نسمح لا بطردنا ولا بتهجيرنا ولا بترحيلنا، تمسّكنا بأرضنا لن يكسره أحد، وشعارنا دوما أمام الفاشيين والعنصريين الذين يطالبون بترحيلنا: من وصل أخيرا لهذا الوطن يرحل أولا".

النائب العربي ختم حديثه بالقول: "نحن أصحاب هذه الأرض وسكانها الأصليون حتى أن لون وجوهنا أصبح من لون ترابها، الرواية الفلسطينية أصبحت حية أكثر وهذا ما يقلق اليمين في "إسرائيل" الذي يحاول عبر القوانين العنصرية محو الذاكرة التي لن تمحى."

وفي ذات السياق، دعت الفعاليات الفلسطينية داخل أراضي 48 للمشاركة في مسيرة العودة السنوية الوحدوية في ذكرى النكبة رغم امتناع الشرطة الإسرائيلية عن ترخيصها. رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني المحتل، محمد بركة، أكد أن مسيرة العودة الـ 20 التي تدعو لها لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين، وبدعم ورعاية لجنته، ستجري كالمعتاد، فهذا موقف الإجماع الذي يؤكد على حق المهجّرين في وطنهم.

وقال في إعقاب رفض الشرطة منح ترخيص للمسيرة، التي ستنظم في قرية "الكابري" المدمرة قضاء عكا، إن هذه المسيرة انطلقت في عام 1998، تعبيرا عن موقف الإجماع، بحق المهجّرين في وطنهم وفي الشتات، بالعودة إلى ديارهم، وهي لن تتوقف إلا بعودة المهجّرين.

وأضاف بركة: "هذه الحجة ساقطة، ولا تتناقض مع الحق الديمقراطي في التعبير عن الرأي وعن الرواية من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن إصرارنا على تنظيم المسيرة في هذا اليوم، لن يؤدي بالضرورة لتفريغ رجال الشرطة للعناية باستقلالهم، الذي هو يوم نكبتنا".

وتابع بركة،: "قلناها منذ سنين، يوم استقلالهم يوم نكبتنا، وكل ممارساتهم لن تستطيع دحر الحقيقة الواحدة والوحيدة، حقيقة اقتلاع شعب من وطنهم، وتدمير حياة الباقي في وطنهم.

كما عمم النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة بيانًا دعا فيه إلى المشاركة في مسيرة العودة في قرية الكابري الجليلية في الثاني من مايو/ أيار وفق قرار لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين. 

وقال عودة إن قرار الشرطة عدم المصادقة على المسيرة هو قرار أيديولوجي عنصري بامتياز، لأنهم يريدون التكتّم على جرحنا الأكبر، على جريمة المؤسسة الأكبر، ولأنهم يريدون سيادة رواية واحدة وهي رواية الحركة الصهيونية. مشددا على أن مسيرات العودة بقيادة لجنة المهجرين أصبحت أعظم أثرًا من أن تقمعها المؤسسة الحاكمة.

كما أكد عودة بأنه "لن هناك يكون سلام حقيقي ولا مساواة ولا ديمقراطية دون الاعتراف بالنكبة والغبن التاريخي وتصحيحهما". وتابع القول إن "حكومة بنيامين نتنياهو تعتقد أنها ترسم قواعد المسموح والممنوع، ولكن بالذات هذه السياسة هي التي ستجعل الشعب الفلسطيني أكثر عنفوانًا وتمردًا ورفضًا للظُلم"، مشيرا إلى أن الجميع سيثبتون ذلك بمشاركة الألوف المؤلفة المستفزّة من القرار بعدم المصادقة على المسيرة.  وطالب عودة الشرطة والمؤسسة الحاكمة بالتراجع الفوري وإعطاء الحق للمتظاهرين للتعبير عن موقفهم من جذر القضايا، نكبة شعبنا الفلسطيني.

وتحول يوم الأرض إلى يوم وطن فلسطيني بامتياز، حيث يحيي الشعب الفلسطيني على امتداد فلسطين التاريخية هذ اليوم بمسيرات ونشاطات وطنية مرددين الأناشيد الفلسطينية التي تدل على الصمود والتحدي رافعين شعارات تطالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي ونشاطات ضد مصادرة الأراضي الفلسطينية.

وأكدت حركة فتح فى الذكرى الـ 42 لـ"يوم الأرض" أن الشعب الفلسطينى سيبقى متجذرا منغرسا فى أرضه، ثابتا مدافعا عن حقوقه الراسخة، محافظا على أرض الآباء والأجداد.

وقالت حركة فتح إن الشعب اليوم يضرب أروع معانى العزة والصمود والبقاء والدفاع عن أرضه كما هويته الوطنية، من خلال بقائه وصموده فوق أرضه ودفاعه عنها، وإصراره على هويته الوطنية، بكل مكوناتها، أمام هذه الهجمه الاسرائلية-الأمريكية على أرضنا ومقدساتنا وعلى كل مكونات موروثنا الثقافى وفى مقدمته القدس.

وشددت الحركة على أن الشعب الفلسطينى ، الذى نزف جرحه دفاعا عن الأرض فى العام 1976، فى مرحلة مفصلية، وقدم الشهداء والجرحى، سيبقى أمينا وفيا لكل قطرة دم نزفت فوق هذه الأرض العزيزة التى ترفض كل معانى التهويد والتزوير والإلغاء وشطب الآخر، والاستيلاء على الارض بالقوة، وسيبقى شعبنا الفلسطينى عظيما شامخا عزيزا فوق أرضه.

 

ودعت حركة فتح أبناء الشعب الفلسطينى فى كل أماكن تواجدهم الى أوسع مشاركة فى أحياء هذا اليوم " يوم الارض" إعلانا وإيذانا بأننا مواصلون الدرب والطريق للوصول للحرية والاستقلال، وإنهاء نظام "الابارتهايد" والفصل العنصرى والتمميز الذى تنفذه إسرائيل بحق شعبنا أصحاب الارض الاصليين

وقال السفير حازم أبو شنب، القيادي في حركة "فتح" إن إحياء يوم الأرض الفلسطيني هذا العام جاء مغايرا للأعوام السابقة، وإن القرارات الأمريكية التي اتخذت بشأن نقل السفارة وقضية اللاجئين دفعت الجميع للرد والتأكيد على تلك الإجراءات.

وأضاف أبو شنب أن "رسالة يوم الأرض الذي يوافق 30 آذار من كل عام، تؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وعرضه وكرامته وتاريخه إلى يوم الدين، وأنه لم ولن يتم التفريط في الأرض. فيها نحيا وعليها نموت".

وتابع:

أن العنف الإسرائيلي غير مبرر وأنه لا رغبة في التعايش أو السلام من جانب إسرائيل، في ظل المساعي الدائمة للتعدي على حقوق الفلسطينيين بل والاستيلاء الكامل على كل الأراضي الفلسطينية.

ونوه إلى أن الرد العربي لم يتضح حتى الآن، وأن الشعب الفلسطيني ينتظر إجراءات لوقف الآلة العسكرية عند حدها، ووقف عمليات الاعتداء والقتل اليومي.

من جهتها، دعت الجبهة الديمقراطية إلى اعتبار يوم الأرض تمكين شعبنا في أراضي الـ48 في كامل حقوقهم القومية والاجتماعية والإنسانية، كجزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، في مواجهة منظومة القوانين الإسرائيلية العنصرية.

وشددت الجبهة في بيان صدر عنها، لمناسبة يوم الأرض المجيد، على أن حق شعبنا في القدس والضفة والقطاع مستمر في مقاومة التهويد والاحتلال والاستيطان والحصار، لإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967.

وطالبت الجبهة بحل قضية اللاجئين في مخيمات الشتات وبلاد اللجوء في حل قضيتهم بموجب القرار 194 الذي كفل لهم الحق في العودة الى الديار والممتلكات التي هجروا منها هذا العام 1948.

من ناحيته، قال الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة “تحل علينا ذكرى يوم الأرض المجيدة، وشعبنا وقواه المناضلة تواجه أشرس عدوان صهيوني متواصل بكافة الأساليب، لكنه لم يكل ولم يمل من الكفاح لتشييد جسر الحرية”.

وأضاف اللواء النتشة “الشعب الفلسطيني ما زال يخوض صراعا عسيرا ومريرا من أجل أن تبقى هذه الأرض أرضنا، ولكي تستعيد هويتها وجلالها، فكل يوم يقدم التضحيات ولن تذهب هدرا”، مشيرا إلى أن عقيدة الاحتلال الدامية تتركز بشكل خاص في مدينة القدس التي حاصرها بالجدار والمستوطنات والحواجز ونهب خيراتها وأراضيها، ما يهدد بهدم 25 ألف منزل من بيوتها العربية الأصيلة.

بدورها، دعت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في ذكرى يوم الأرض لتوحيد الجهود ورص الصفوف، وتسخير كل طاقات وإمكانات شعبنا في معركة دحر الاحتلال الذي يمثل التناقض الرئيس مع شعبنا والمشاركة من كافة قطاعات شعبنا وقواه السياسية في الفعاليات الشعبية ضد كل الممارسات الاحتلالية التي تستهدف الأرض والشعب والقضية.

وأضافت الجبهة في بيانها، إن جوهر الصراع مع الاحتلال هو الأرض، لذلك لابد من الإعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وحشد التأييد الدولي لهذا المشروع الوطني، ودعوة المجتمع الدولي للاعتراف به، وعقد المجلس الوطني الفلسطيني في موعده المقرر ليشكل محطة وطنية للمراجعة الوطنية الشاملة.

وقالت إن تفعيل النضال الشعبي والعمل الجماهيري ضد قوات الاحتلال في كافة المناطق، يشكل تحديا شعبيا، ونضالا سياسيا، يعطي قضيتنا زخمها، ويكشف للعالم إرهاب حكومة الاحتلال المنظم، وعنصريتها وإرهابها، ومن هنا فلنجعل المقاومة الشعبية اليومية فعلا حقيقيا ملموسا يعيد الصدارة للفعل الشعبي الميداني في مواجهة الاحتلال والاستيطان.

بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد، إن الأرض كانت وما زالت جوهر الصراع مع الاحتلال ومشروعه الاستيطاني الكولونيالي القائم على سياسة الاحلال، وتشريد شعبها وحرمانه من أبسط حقوقه الوطنية والسياسية وحتى المدنية والإنسانية، فالسيطرة على الأرض وتهويدها وما رافق ذلك من انتهاكات وجرائم كانت في قلب مشاريع الحركة الصهيونية على امتداد تاريخها.

وأضاف إن إحياء الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض الخالد هو مناسبة ليس فقط للوقوف أمام المعاني العظيمة لأحداث الثلاثين من آذار عام 1976 بقدر ما هو مناسبة لاستنهاض الطاقات والهمم وشحذ أدوات النضال في معركة الدفاع عن الأرض، وفي معركة الدفاع عن مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الحرب المفتوحة، التي تشنها إسرائيل بدعم وتشجيع واسعين من إدارة الرئيس ترمب لفرض تسوية تصفوية للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

من جهتها، قالت دائرة شؤون المغتربين إن الأرض هي الوطن، وهي عنوان التمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية، وهي كذلك رمز لوحدة الشعب الفلسطيني وانتمائه الموحد، كما أنها محور الصراع اليومي ضد سياسات الاحتلال وإجراءاته الاستيطانية والتهويدية.

وأضافت في بيان صدر عنها، “في هذه المرحلة الصعبة التي يعيش فيها الشعب الفلسطيني أخطر التحديات بعد قرار ترمب المشؤوم الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وما تلاه من إجراءات مكملة أقدمت عليها حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة لضم أراضي الضفة، وسلخ القدس عن محيطها الفلسطيني ومحاولات تغيير طابعها العربي الفلسطيني الإسلامي – المسيحي وتهويدها، يعود الصراع على الأرض ليبرز باعتباره صراعا على الهوية وتقرير المصير والاستقلال والعودة، ما يتطلب توحيد كل الجهود الرسمية والشعبية للدفاع عن الأرض وحمايتها، ومواجهة الاستيطان وعمليات نهب المياه والموارد، والدفاع عن الأرض وهويتها ومستقبلها “.