جمانه جمال يكتب :صرخة مواطن
قسى عليه الزمان فحاول الالتفاف على الوجع وتدرب على الصبر رغم صعوبة ظروفه التي اجبره انين الالم ان ينثر حروفها عبر اذاعة محلية تعتبر منبرا لكل مواطن بغض النظر عن طبيعة عمله ، لعل صرخته تصل الى قلوب البشر وتفرج كربته .
حديث صباحي بين مذيع إحدى القنوات الإذاعية ومواطن يشكو حاله، وصل صوته عبر الاذاعة وانتشر المقطع عبر فضاء مواقع التواصل الاجتماعي بعد ان وجد ردا غير متوقع من مذيع يسمع أنين الوطن ويعلم الحال ويرى اكثر من اي مواطن عادي ،على الاقل هذا ما نظنه !
تعليقات لاذعة وانتقادات حادة انهالت على رد المذيع وأجبرته على الاعتذار موضحا أن رده كان حفاظا على كرامة وسمعة العسكري ، متناسيا ان المواطن مهما كانت طبيعة عمله او مكانته له الحق ان يرفع صوته ويوصل شكواه عبر الطريقة التي يراها مناسبه .
كان بوسع المذيع ان يطبطب على وجع المواطن ببعض كلمات تخفف عليه غدر الزمن وقسوة الحال بدلا من لومه ومقارنة حاله بحالات اخرى اكثر الما وكأنه يقول له لا تزعجنا بشكواك فحالك افضل من الكثيرين.
ومن صرخة متقاعد عسكري يحملنا فضاء الوجع الى صرخة معلم أحيل إلى التقاعد وهي صرخة مكتومة نشرها عبر حسابه الفيسبوك يقول فيها أن مقدار راتبه وهو 75 دينار وما يتبقى منه ليسد به رمق العيش اقل من عشرين دينار، وهذا ما دفعه للتفكير في الهجرة لينضم الى طابور الالاف الواقفين في انتظار فتح أبواب إحدى السفارات لينهالوا عليها بطلبات الهجرة غير مكترثين بالصعوبات التي قد تواجههم بعيدا عن وطنهم الام.
عسكري متقاعد ومعلم احيل إلى التقاعد المبكر يشكون حالهم ، وهم من الفئات التي يجب ان لا تشكو فكلاهما حامي الوطن أحدهم بسلاحه والآخر بعلمه وتكريمهم وتأمين حياة كريمة من واجب اي حكومة .
وصل الحال في وطني أن يشكو حامي الحدود والاجيال حالهم فماذا بالمواطن العادي ؟