العالم ... المستقبل المجهول !!.
بقلم : د. ماهر الحوراني
مع نهاية كل عام
وبداية عام جديد .. يتحفنا العرافون والمنظرون والمشعوذون و "المجانين"
بتوقعات (ماأنزل الله بها من سلطان ) من كوارث وزلازل وفيضانات ونهاية دول وحروب
عالمية وانهيار أسواق عالمية ....إلخ فكيف
إذا كان العام 2020 وبدايات العام2021 مصبوغ
بجائحة كورونا وآثارها الكارثية على كافة البلاد والعباد ؟!
وهنا لا بد لنا
أن نعترف بأن جائحة كورونا غيرت العالم والعادات والتقاليد والأعراف سواء على
مستوى الدول أو على نطاق الأسرة والمجتمع ، وكان لها آثار مدمرة وكبيرة على كافة
الصعد (وكشف الكثير من الخلل في معظمها ) ومنها:
1- الجانب الاقتصادي :
لقد تأثر الاقتصاد بكافة دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية
في ظل جائحة كورونا نتيجة الخلل في دوران عجلة وآلية الانتاج والاستيراد والتصدير والاستثمار
، وأغلقت الكثير من الشركات أبوابها وتغيرت طبيعة العمل وارتفعت نسبة البطالة
نتيجة الاغلاقات والقرارات المتضاربة بسبب الجائحة ، حيث فقد الكثيرون أعمالهم وحل
الفقر بين الناس .
وقد تمكنت الصين بعد احتواء الجائحة مبكراً بالعودة باقتصادها تدريجياً بعد
أن واجهت صعوبات بالغة مع بداية الجائحة .
كما قامت بعض الدول بالتأقلم بسرعة وغيرت من نمط الحياة والعيش ، وكان
الاعتماد على الذات هو السبيل الوحيد لما تبقى من الدولة ، وانتقلت بعض الدول من
الاعتماد على اقتصاد الخدمات والسياحة إلى الاعتماد على الزراعة والصناعة
والتكنولوجيا الرقمية في شتى مجالات الحياة بما فيها التعليم والعمل والتعامل مع
العالم الخارجي .
2- الجانب الصحي :
لقد كشف هذا الفيروس الخلل الكبير في الأنظمة الصحية لكثير من الدول
المتقدمة والعظمى وبين أن الأنظمة الصحية فيها واهية كبيت العنكبوت ما لبث أن
انهار سريعاً تحت وطأة هذه الجائحة فكان لا بد من مراجعة كل ما يتعلق بالمنظومة
الصحية لمعظم الدول .
وقد برزت هنا بوادر أمل لمعالجة هذه الجائحة عبر انتاج عدد من اللقاحات
والتي ما زالت قيد الاستخدام الخجول .
3- الجانب الاجتماعي والنفسي :
لقد فرضت الجائحة نمطاً جديداً من الحياة على الناس بسبب التباعد وطرائق
التواصل ، فاضطر الكثيرون بسبب الاغلاقات المتكررة لتغيير أسلوب حياتهم فأصبحوا
ينامون بالنهار ويسهرون بالليل ، وارتفعت نسبة البدانة وخصوصاً لدى الأطفال ،
وتأثر الكثيرون نفسياً بسبب قلة التفاعل الوجاهي وانقطاع صلة الرحم واقتصار
التواصل عبر التقنيات الالكترونية والهواتف ، كما تجمدت النخوة والأصالة وأصبحت
لقمة العيش هي المبتغى وهي الهدف لمعظم الناس ، وحلت أدوية الكآبة بدلاً من
الرياضة .
ومن هنا ، وفي ظل هذ