مصر.. انتخاب ام استفتاء ....!!!

  فارس شرعان

في الوقت الذي تغلبت فيه الدبلوماسية على التعنت والتشدد ما يشي بانهاء سباق التسلح النووي في العالم واخلاء شبه الجزيرة الكورية من هذا السلاح الذي يهدد بتدمير المنطقة والعالم اثر زياره رئيس كوريا الشمالية للصين واستعداده للقاء الرئيس الامريكي ونزع سلاحه النووي لا تزال الانتخابات في الوطن العربي تجري على طريقه العسكر ووفق مفاهيمهم ...

فالانتخابات هي وسيله تطبيق الديمقراطية في حكم الشعب من خلال الاقتراع المباشر وهذا النهج مطبق منذ عهد الاغريق القدامى اول من ابتدع الديمقراطية وطبق حكم الشعب الذين تفننوا في تطبيق الديمقراطية لدرجة ان بعض مدنهم عملت على انتخاب الحكام مده يوم واحد لضمان السلطة وعدم احتكاره فقد بلغ احترام الاغريق للديمقراطية شأنا بعيدا بحيث تفننوا في تطبيقها والحرص عليها لدرجة ان بعض مسجوني الراي رفضوا الخروج من السجون عندما اتيحت لهم الفرص وتمكنوا من الوصول الى ابواب السجن كما فعل ذلك الفيلسوف سقراط الذي سجن بتهمه افساد شباب اثينا وعندما اتيحت له فرص الهروب من السجن رفض ذلك مؤكدا  احترام القوانين والدفاع عنها بنفس القدر الذي يدافعون فيه عن حدود الوطن وارضه وعزته وشرفه .

نقول ذلك بمناسبة الحديث عن الانتخابات الرئاسية المصرية التي انتهت امس ولكن نتائجها معروفه رغم عدم فرز الاصوات حتى الان وعدم اعلان نتائج الانتخابات

مصر منذ انقلاب 23 يوليو تموز عام 1952 م واستئثار العسكر في السلطة بعيدا عن الديمقراطية حرصت على تطبيق نظام الاستفتاء في الانتخابات الرئاسية بمعنى عدم ترشح اكثر من مرشح لرئاسة واقتصار الترشيح على صاحب النفوذ الذي يكون الرئيس في العاده او اصاحب اكبر رتبه عسكريه وذلك لضمان فوزه في الانتخابات بنسبة عاليه تصل احيانا الى 99.99% في حين ان التنافس بين اكثر من مرشح لا يضمن فوز صاحب النفوذ بنسبة كبرى

وكذلك كان نتيجة الاستفتاءات التي جرت بعد انقلاب 1952 بمعدل 99.99 % وكان فوز الرئيس مضموما دائما ولعدد المرات الذي يريدها .... فعبد الناصر تم انتخابه طوال عمره وكذلك السادات اما حسني مبارك فقد انتخب لمده 30 عاما الى ان تم خلعه وها هو الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي فاز بالمره الاولى لعدم وجود مرشح منافس له  وفي هذه الانتخابات يكاد يكون المرشح الوحيد بعد ان منع ترشيح منافسين اقوياء له واكتفى بمرشح واحد يعتبر من انصاره ...

من اجل ذلك يعتبر فوز السيسي في الانتخابات محسوما وغير مشكوك فيه  ورغم ان الدستور المصري ينص على حصر الرئاسة بولايتين الا ان السيسي سيرشح نفسه للمره الثالثه والرابعة بعد ان يعدل الدستور في الدورة القادمة

الانتخابات الرئاسية العربية اشبه ما تكون بالمسرحية الكوميديه التي لها هدف واحد يتمثل باضحاك الجمهور المحلي والجمهور العالمي على حد سواء والانتخابات العربيه التي جرت بعد اندلاع ثورات الربيع العربي خير دليل على تشويه الديمقراطية في الوطن العربي وعدم الاحترام لمبادئها وافكارها لقد فازت الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه 3 مرات متتالية باغلبيه كبيرة رغم الحاله الصحية التي تشبه الشلل وفاز بشار الاسد رغم استخدام السلاح الكيماوي ضد ابناء شعبه والاستعانه بالاجانب لاستعمار سوريا والسيطرة على مقدراتها .....

وفازت الاحزاب الشيعية في العراق في اغلبية اصوات البرلمان في ضوء التعصب الشيعي والمحاولات المبذوله لاضعاف السنة

هل يقترب العرب يوما ما من الديمقراطية ويشهدون انتخابات رئاسيه او برلمانية نزيهه تكرس مبادئ الديمقراطية وحكم الشعب !!!!