الاتحاد الاوروبي يعرض خطة لتحسين التحرك عسكريا

وسط التوتر مع روسيا

بروكسل – ا ف ب

تعرض المفوضية الاوروبية خطة عمل لتحسين تحركات الجنود والتجهيزات العسكرية في الاراضي الاوروبية وفي اطار التوتر المتزايد مع روسيا.

وتهدف الاجراءات المقترحة الى ازالة مختلف العقبات البيروقراطية والتشريعية التي تزيد من تعقيد التحركات العسكرية خصوصا عندما يتعلق الامر بنقل متفجرات او مواد خطرة، والى تعديل البنى التحتية في الطرقات والسكك الحديد لتصبح مؤاتية لنقل عتاد ثقيل مثل الدبابات.

وقبل المشاريع الملموسة التي ستعلن لاحقا، أطلق المسؤولون التنفيذيون الأوروبيون امس الاربعاء "تدريبا على عملية جرد" للوضع الحالي "للتنقل عسكريا" ، ووضع جدولً زمني للاشهر القادمة.

وقالت مفوضة النقل فيوليتا بولك خلال مؤتمر صحافي "نرغب في اجراء تقييم لحالة البنى التحتية الاوروبية، لمعرفة ما اذا كانت لا تزال تلبي الاحتياجات".

-"امن جماعي"-

واضافت "انها مسألة تتعلق بالامن الجماعي"، داعية دول الاتحاد الى "المراجعة والتحقق" بحلول منتصف عام 2018 من قائمة "متطلبات عسكرية" قيد الإعداد.

واشارت المفوضية الى انها ستحدد "بحلول عام 2019" اجزاء الشبكة الاوروبية "المناسبة للنقل العسكري، بما في ذلك التحسينات الضرورية للبنية التحتية القائمة"، مثل مدى ارتفاع الجسور وقدرتها على التحمل.

وسيتم وضع "قائمة بالمشاريع التي تشكل اولوية" من قبل المسؤولين التنفيذيين في الاتحاد الأوروبي ، تركز على مشاريع ذات "استخدام مزدوج" تناسب المعدات العسكرية والآلات الضخمة للاستخدام المدني.

لكن مصادر التمويل لا تزال غير واضحة.

وقالت بولك "اولا، نحن بحاجة إلى تقييم الاحتياجات، ثم سنحاول ايجاد الموارد".

كما اوضحت المفوضية إنها ستبحث وسائل "تبسيط الاجراءات الجمركية للعمليات العسكرية" وتنسيق قواعد نقل البضائع الخطرة في المجال العسكري.

ويتعين ان تحصل خطة العمل هذه على موافقة الدول الأعضاء.

ويقول مسؤولون أوروبيون ان الهدف الذي يدعمه حلف شمال الاطلسي هو "انشاء فضاء شنغن عسكري"، في مقارنة مع فضاء شنغن لحرية التنقل الذي أُلغيت داخله (الا في بعض الحالات) اجراءات التدقيق في المسافرين عند الحدود.

-"اذا كنا بحاجة لتفعيل دفاعنا"-

ولم تشر المفوضية بوضوح الى التهديد المحتمل الذي تطرحه روسيا لتبرير هذه الخطة.

لكن الاتحاد الاوروبي يواجه "تطورات غير متوقعة في السياسة الدولية" حسبما اجابت بولك ردا على سؤال حول هذه النقطة.

واضافت ان "ما نريد القيام به هو انه اذا كنا بحاجة إلى تفعيل دفاعاتنا، فيجب ان نكون قادرين على القيام بذلك".

من جهته، قال دبلوماسي اوروبي "هذه المقترحات لها بعد عملي لكن غرضها واضح في وقت يتفاقم فيه التوتر مع روسيا".

ويقول العديد من المسؤولين الاوروبيين بعيداً عن وسائل الاعلام "لم يعد بوسعنا استبعاد اندلاع نزاع في أوروبا".

تدهورت العلاقات بين روسيا والاتحاد الاوروبي منذ ضم شبه جزيرة القرم واندلاع نزاع دام في شرق اوكرانيا في 2014. وازدادت سوءا بعد تعرض عميل روسي مزدوج سابق للتسميم في بريطانيا في 4 اذار/مارس الحالي واتهام قادة دول الاتحاد الاوروبي روسيا بالوقوف "على الارجح" وراء الهجوم.

وعلق مسؤول أوروبي رفيع "في حال وقوع نزاع لن يتسنى لنا اليوم تحديد الطرق التي يمكن سلوكها ولا اتمام الاجراءات البيروقراطية من أجل نقل مدرعة من هولندا الى استونيا".

وأوضح دبلوماسي "علينا التأكد من أن وجود البنى التحتية الضرورية وان الانفاق سالكة والطرقات عريضة بما يكفي والجسور يمكنها تحمل أوزان العتاد".

وتدعو خطة الاتحاد الاوروبي الى تمويل مشترك لنحو عشرة ممرات عبر الدول لكن قرار تنفيذها واستخدامها لغايات عسكرية تعود الى سيادة الدول الاعضاء.

وتندرج الخطة الجديدة في اطار الجهود الاخيرة من اجل اعادة اطلاق التعاون بين دول الاتحاد الاوروبي في مجال الدفاع والتي تتخذ خصوصا شكل "تعاون دائم منظم" بدأ في كانون الاول/ديسمبر الماضي بين 25 دولة باستثناء بريطانيا والدنمارك ومالطا.

ويهدف هذا النموذج غير المسبوق للتعاون الى تحفيز تطوير مشاريع عسكرية واعداد تجهيزات مشتركة.

شرح الصورة

معدات عسكرية في جنوب المانيا في 31 كانون الثاني/يناير 2017