استهلاك الفيتامينات (سي C و دي D ) والزنك Zinc في زمن كورونا

بقلم: الدكتورة سهيلة الشبول
في وجه كورونا المستبد القاتل، نرى حاليا ارتفاعا كبيرا في تناول المكملات الغذائيه من فيتامينات ومعادن فما هي الفوائد والأمان والفعالية والجرعة الصحيحة من الفيتامينات والمعادن التي نتناولها يوميا؟. سنسلط الضوء على نوعين من الفيتامينات ونوع واحد من المعادن الأكثر تداولا في مجتمعنا حاليا في مواجهه فيروس كورونا: فيتامين أو هرمونD ، فيتامين C، ومعدن الزنك. فيتامين D: أصبح من المعروف علميا أن تناول فيتامين Dيمكن أن يسهل امتصاص واستيعاب المواد غير العضوية ومن العناصر الأساسية (مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والنحاس والزنك والحديد والسيلينيوم) ولكن أيضًا امتصاص العناصر السامة (مثل الرصاص والزرنيخ ، الألومنيوم والكوبالت والسترونشيوم). علاوة على ذلك ، يبدو أن كفاية الجسم من المعادن الأساسية يساعد على مقاومه امتصاص المعادن السامة. ومن أجل تحقيق الوظيفة البيولوجية المُثلى وتجنب الضرر من أجل الوقاية من المرض والتغلب عليه فمن الأفضل تحقيق الحالة المعدنية الكافيه بالتزامن مع فيتامين Dالكافي ، حيث انه تناول فيتامين D في حالة عدم كفاية المعادن يؤدي إلى تسهيل امتصاص العناصر السامة مع نتائج سريرية سلبية محتملة. قد أظهرت العديد من الأوراق العلميه أهميه فوائد فيتامينD التكميلية وذلك لتحقيق مستويات واقية للكثيرمن الأمراض، إضافه لذلك فان فيتامين D له أثر تعديلي للاستجابات المناعية الفطرية والتكيفية. كما أن نقص هذا الفيتامين يرتبط بزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام والسرطان والسكري والتصلب المتعدد وارتفاع ضغط الدم والأمراض الالتهابية والمناعيه. ومع ذلك، هناك قلق من أن استهلاك جرعات زائدة من فيتامين D يؤدي إلى زياده التعرض للمخاطر الصحيه. حيث أن ان تناول جرعات زائده من فيتامين D يمكن أن يسهل امتصاص العناصر السامة، وقد تظهر سمية فيتامين D على الرغم من ندرتها، كجفاف وتؤدي إلى امتصاص مرتفع للكالسيوم مرتبط بمكملات فيتامين د لفترات طويلة وبدون مراقبه طبيه. الجرعات الصحيحه من هذا الفيتامين D: تشير الأبحاث إلى أنه عندما يكون مستوى (OH) D325 أعلى من 30 nmol/L تقل نسبه الوفيات لكثير من الأسباب. مقارنه لو كان مستوى (OH) D325 أقل من 30 nmol/L وتعتبر المستويات فوق 78 nmol/L مفيده لصحة العظام ومهم للحفاظ على هرمون جارات الغده الدرقية بشكل طبيعي. قد لا تتحقق الوقاية من السرطان بشكل كامل حتى تزيد مستويات هذا الفيتامين عن 90 nmol/L, بينما يحتاج الجسم لمستوى أعلى من 100 nmol/Lلمكافحه العدوى مثل السل والانفلونزا والكورونا. بينما المستويات التي تصل أو تزيد عن120 nmol/L ترتبط بمعدل أقل من الوفيات. فيما تزيد المخاطر الصحيه عندما تتعدى مستوى150 nmol/L . ولهذا ينصح بعمل اختبارات دم سنويه لمراقبه مستوى فيتامين او هرمون D مع المواظبه على المكملات الكافيه من فيتامين D لتامين المستوى الأمثل من هذا الفيتامين أو الهرمون الغايه في الأهميه. إذا، نقطه النهايه المثلى التي نريد ان نصل اليها من فيتامينD هي ما بين ((100-150 nmol/L ليكون العلاج الامثل لعده أمراض. وتختلف الجرعات اليوميه من شخص إلى آخر (الحاله الصحيه، العمر ... ألخ) وحسب مستوى هذا الفيتامين في دمه وأقلها 600 وحده عالميه يوميا إلى 10000 وحده عالميه يوميا. كما ويجب أن لا ننسى أن هناك علاقه وثيقه بين معدن الزنك والمغنسيوم وفيتامين D . حيث أن فيتامين D لا يعمل لوحده فهو يحتاج الى عنصر المغنسيوم كعامل مشارك لنشاط وعمل فيتامينD . لذلك توصي الإرشادات الغذائية الحالية بتناول كمية كافية من المغنيسيوم ما بين .(310-420 mg/day) الزنك: يعد الزنك عنصراً أساسيًا للتغذية البشرية وهو جزء لا يتجزأ من العديد من أنظمة الإنزيمات ، بما في ذلك مركب بوليميريز الحمض النووي المهم لصناعه البروتينات في الخلايا. وتثبيت أغشيه الخلايا، والتمثيل الغذائي لفيتامين A، وفي النظم الذوقية والشمية، كذلك يعتبر الزنك مهم كعامل مساعد في صحة العظام على وجه التحديد حيث أنه يسهل تكوين العظام عن طريق تحفيز ال Osteoblast وهي الخلية التي تصنع العظم. كما يعتبر الزنك من العناصر الأساسيه التي تشارك في تنظيم الاستجابات المناعية الفطرية والتكيفية. الجرعات الصحيحه من الزنك: التركيز الطبيعي للزنك في الدم هو109-130 microgram/dL . إلا أن إحدى سمات وظيفة الزنك في الجسم هي علاقته العكسية بمستويات النحاس وتتجلى سمية الزنك المزمنة بشكل أساسي في صورة نقص النحاس. ونظرًا لوجود العديد من مصادر الزنك في جميع أنحاء البيئة ، فإن التعرض والسمية لهذا العنصر أمران شائعان. على سبيل المثال، فالإفراط في استخدام المكملات الغذائية والاستنشاق في أماكن العمل، واستخدام معجون الأسنان بكثره، والمبالغه والإفراط في استخدام المكياج وواقي الشمس والمراهم، وابتلاع عملات معدنيه بشكل خاطئ أو نتيجه امراض نفسيه، فبعض هذه الحالات تكون لها نتائج قاتلة. الاستهلاك اليومي الموصى به للبالغين من الزنك هو 15 mg، ولا تظهر أعراض السميه عادة إلا بعد تناول ما يقرب من 1-2 grams من الزنك. وقد ترتفع هذه الكميات الموصى بها في الاغراض العلاجيه لتصل إلى أكثر من 50 mg/dLأو كما يراه الأطباء مناسبا. حاليًا ، تشير الدلائل غير المباشرة إلى أن الزنك قد يقلل بشكل محتمل من مخاطر ومدة وشدة عدوى SARS-CoV-2 . فيتامين C: فيتامين C هو أحد المغذيات الدقيقة الأساسية للإنسان والتي لا يمكن لجسم الانسان أن يصنعه، وله وظائف كثيره في خلايا الجسم وأكثرها مرتبطة بقدرته على التبرع بالإلكترونات. وهو أحد مضادات الأكسدة القوية وعامل مساعد لعائلة من التخليق الحيوي والإنزيمات المنظمة للجينات. يساهم فيتامين C في الدفاع المناعي من خلال دعم الوظائف الخلوية المختلفة لكل من الجهاز المناعي الفطري والتكيفي. يدعم فيتامين C وظيفة الحاجز الظهاري ضد مسببات الأمراض الجرثوميه ويعزز نشاط أكسدة الجلد ، وبالتالي يحمي من الإجهاد التأكسدي البيئي الذي يؤدي الى شيخوخه الجلد. ويتراكم فيتامين C في الخلايا البلعمية وبعمليات متعدده يؤدي بالنهايه الى قتل الميكروبات مثل البكتيريا والفيروسات. بينما دور فيتامين C في الخلايا الليمفاوية أقل وضوحًا ، ولكن ثبت أنه يعزز التمايز وانتشار الخلايا المناعيه البائية والتائية، ويرجع ذلك على الأرجح إلى تأثيراته على تنظيم الجينات. يؤدي نقص فيتامين C إلى ضعف المناعة وزيادة التعرض للعدوى. في المقابل تؤثر العدوى بشكل كبير على مستويات فيتامين C بسبب الالتهاب المتزايد ومتطلبات التمثيل الغذائي. علاوة على ذلك يبدو أن المكملات التي تحتوي على فيتامين C قادرة على منع وعلاج التهابات الجهاز التنفسي والجهازية. الجرعه الصحيحه لهذا الفيتامين C: الاستخدام الوقائي ضد العدوى الجرثوميه تتطلب تناول أغذيه توفر فيتامين بكميات على كافية لاشباع مستويات بلازما الدم (أي 100-200 mg/day) ، والتي تعمل على تحسين مستويات الخلايا والأنسجة من هذا الفيتامين. في المقابل يتطلب علاج الالتهابات المستقرة جرعات أعلى بكثير (بالجرام) من الفيتامين للتعويض عن زيادة الاستجابة الالتهابية والطلب الأيضي. التوصيات الغذائية الأمريكية توصي باخذ (2 gram/day) للبالغين. وهذه الجرعات اليوميه تظهر فعاليتها في الوقاية من العدوى التنفسية والجهازية وتخفيفها. وإن تناول أكثر من (2 gram) من فيتامين سي يوميًا يؤدي إلى الغثيان والإسهال ، ويتداخل مع التوازن الصحي لمضادات الأكسدة ومضادات الأكسدة في الجسم ، وفي المرضى الذين يعانون من الثلاسيميا أو داء ترسب الأصبغة الدموية ، يزيد من زيادة الحديد. إن إعطاء فيتامين Cبجرعات علاجية عالية أثناء العدوى البكتيريه أو الفيروسيه، إما عن طريق الفم (3-10 gram/day) أو عن طريق حقنه بالوريد IV)) بكميات(10-50 gram/day) , تؤدي إلى سرعه التعافي من العدوى. ** الدكتوره سهيلة علي الشبول اخصائيه الميكروبيولوجيا الطبيه والجزيئيه / والعلوم الطبيه سفيره الميكروبيولوجي للجمعيه الأميركيه للميكروبيولوجي في الأردن جامعه العلوم والتكنولوجيا الأردنية

http://www.jawharatarabnews.net/post.php?id=44543