ندوة باليرموك حول التجربة الشعرية للأستاذ الشاعر "نايف أبو عبيد"
اربد
مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى الأستاذ الدكتور يوسف أبوالعدوس نائب رئيس الجامعة لشؤون الجودة والمراكز، افتتاح ندوة "التجربة الشعرية للأستاذ الشاعر "نايف أبو عبيد"" التي نظمها كرسي عرار للدراسات الأدبية والثقافية بالجامعة، بمناسبة ذكرى الكرامة، وعيد الأم، ويوم الشعر العالمي.
وألقى شاغل الكرسي الأستاذ الدكتور موسى ربابعة كلمة قال فيها: إنها لحظات خالدة أن يلتقي هذا الجمع الغفير للاحتفاء بمناسبات عديدة، يستدعي الحديث عنها تنبيه ضمير اللغة لالتقاط نبرة الفرح والزهو بهذا الوطن، وهي يوم الكرامة، وعيد الأم، ويوم الشعر العالمي، فالكرامة تجسيد عميق لارتهانات اللحظة المضيئة في وجداننا، وهي تعبير عن محطات مشرقة في تاريخ هذا الوطن الذي عطرت ترابه دماء الشهداء الأبرار.
وقال الربابعة: إننا اليوم نحتفي بشاعر الوطن الأستاذ "نايف أبو عبيد "،الذي جعل نبض الكلمة يلتقي مع نبض الوطن في أرجائه كافة، مشيرا إلى أن الشاعر "نايف أبو عبيد" شاهد على مرحلة تاريخية مهمة في لحظات ألقها وانكسارها، فهو يقول كلمته بصدق وانتماء دون مواربة أو مراوغة، فهو دائم التغني بالوطن الأم ، والأم الوطن .
ولفت ربابعة إلى أن لكرسي عرار طموحات عريضة في سعيه لرصد الحراك الثقافي والأدبي، حيث يواصل مسيرته ليحقق استراتيجية ثقافية وأدبية ناصعة ليجسد دور اليرموك الريادي والتنويري في التفاعل مع المجتمع، مؤكدا على أن اليرموك لم تتوقف يوما عن حمل مشاعل الثقافة في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
بدوره قال الشاعر أبو عبيد إن هناك علاقة وثيقة تربطه باليرموك، وتتمثل بدور الجامعة الجوهري في إقامة مهرجان جرش للمرة الأولى، الأمر الذي تبلور بعد زيارته لدولة الدكتور عدنان بدران رئيس جامعة اليرموك الأسبق، إذ طلب منه إقامة مهرجان للشعراء، حيث استجاب بدوره الدكتور بدران لهذا المطلب، وأقيم مهرجان للشعراء في جرش تحت إشراف الجامعة، مضيفا أنه أول من كتب لليرموك نشيدها .
وألقى أبو عبيد خلال حفل الافتتاح مجموعة من قصائده الشعرية منها "سألتني"، و"عصى الترحال"، و"قال لي صاحبي"، وقصائد أخرى تغنى فيها بحب الوطن والأم،
وخلال فعاليات الافتتاح تم عرض فيديو يتحدث عن الشاعرأبي عبيد، ويوم الكرامة، وعيد الأم.
وتضمن برنامج الندوة جلسة نقاشية حول التجربة الشعرية لأبي عبيد، ترأسها الأستاذ الدكتور يونس شنوان،وشارك فيها كل من الأستاذ الدكتور عدنان عبيدات من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ،الذي تحدث حول "العلائق النصية في شعر نايف أبي عبيد"، والدكتور سالم الهدروسي من اليرموك الذي قدم دراسة عن "الذات والآخر في شعر نايف أبي عبيد"، والدكتور أحمد أبو دلو من اليرموك الذي قارب شعر الشاعر ببحث عنوانه "نقوش في الذاكرة قراءة في شعر أبي عبيد الشعبي"، و"الدكتور هيثم العزام من جامعة جدارا الأردنية الذي تحدث عن "البعد السياسي في شعر نايف أبي عبيد ( ديوان لظى القوافي ) نموذجاً"
وأكد عبيدات أن الشاعر أبا عبيد هو رمز وعلم وذو مكانة مرموقة، وهو صاحب رؤية فكرية، وحياته مليئة بالإنجازات حيث ساهم في تشكيل علائق نصية جديدة، إذ تتجلى العلائق النصية في شعره على ثلاثة مستويات هي الديني، والتاريخي، والأدبي، وكشف عبيدات عن الأبعاد والإجراءات التي تجسد تفاعل النصوص وتناسلها وهدمها وبناءها عبر تقنية التناص .
بدوره قال الهدروسي إن أبا عبيد أكد في شعره العلاقة بين الذات والآخر، مشيرا إلى أن الذات تنشطر عن نفسها، والفرد يمكن أن يكون آخر بعد فترة قصيرة، وأن الذات هي الشخصية التي يمكن أن تعاين من منظور سيميائي يجلي العلاقة الجدلية بين الذات والآخر على مستويات متعددة .
من جانبه قال أبو دلو: إن اختيار الشعر الشعبي غالبا ما يواجه بالنقد، مبينا أن عنوان ورقته "نقوش في الذاكرة قراءة في شعر أبي عبيد الشعبي"، يؤكد أن هذا الشعر سيظل محفورا في وجداننا، والمقصود بالنقش في الذاكرة أن شعرأبي عبيد لا يمر مرورا عابرا، وانما يستقر في وعي القارئ، إذ يعد هذا النوع من الشعر تسجيلا حقيقيا للتراث، وجزءا من تاريخ الأردن، لافتا إلى أن أهم ما في شعر أبي عبيد أنه قاموس لغوي لكل تفاصيل حياة الإنسان البسيط .
بدوره ركز العزام على البعد السياسي في شعر الشاعر المحتفى به ، وقال إن أبا عبيد من أبرز شعراء المرحلة على الصعيد الوطني، إذ جاءت جملته الشعرية محيطة بموضوعها، وتباينت صوره الشعرية وتنوعت أساليبه، فصّل فأجمل، وعاين فقارب، كما أدخل السياسة من بوابة الأدب فتسامى عن الكثير مما يتعرض له غيره،مشيرا إلى أن أبا عبيد قدم مجموعة من الأعمال الأدبية التي أسهمت في تشكيل وجدان الإنسان الأردني، وديوانه"لظى القوافي" انطوى على بعد سياسي يتناول الأحداث الراهنة التي تجري في المنطقة.
وحضر فعاليات الافتتاح مساعدة رئيس الجامعة مديرة مركز اللغات، وعدد من عمداء الكليات، وأعضاء الهيئة التدريسية بالجامعة، وحشد من طلبتها.//