أنس وأصالة استخدما برج خليفة وزوجان آخران تسببا في حرائق ضخمة.. مَن ابتكر حفلات الإعلان عن جنس المولود؟
الانباط-وكالات
الجميع يتحدث عن نجمَي يوتيوب أنس وأصالة اللذين كانا أول مَن يعلن عن جنس مولودهما على برج خليفة، وبعيداً عن ضجة إن كان الإعلان مدفوعاً أم هدية من شركة "إعمار" الإماراتية، وإن كان جنس المولود يستدعي كل هذه الأضواء، قد يتساءل آخرون: من أول من ابتكر حفلات الإعلان عن جنس المولود؟ وكيف جاءت هذه الفكرة وانتشرت؟
مَن أول من ابتكر حفلات الإعلان عن جنس المولود؟
اليوتيوبر الأمريكية الشابة جينا كارفونيديس كانت أول مَن ابتكر حفلات الإعلان عن جنس المولود (Gender Reveal Parties) في عام 2008. هذا الحفل لم يشمل تفجير ألعاب نارية وبالونات ولا حتى إضاءة أطول برج في العالم، بل مجرد كعكة بسيطة!
عائلة جينا كارفونيديس، أول من ابتكر حفلات الإعلان عن جنس المولود
الكعكة كانت أبسط مما قد يتوقع معظمنا، خصوصاً أولئك الذين حضروا أو شاهدوا حفلات الإعلان عن جنس المولود، كعكة أول حفل إعلان عن جنس مولود كانت عادية جداً مزينة من الخارج بالكريمة البيضاء، ومن الداخل بكريمة وردية اللون. فقد كان أول من يحتفل بجنسه ضمن تريند الحفلات هذا، فتاة صغيرة جميلة سميت بيانكا (عمرها الآن 12 عاماً).
أول كعكة لحفل الإعلان عن جنس المولود في العام 2008
الأكثر غرابة أن مبتكرة حفلات الإعلان عن جنس المولود هذه طالبت مراراً وتكراراً بإيقاف هذا التريند، بعدما تسبب في الكثير من المشاكل.
لماذا تطالب مبتكرة حفلات الإعلان عن جنس المولود بإيقاف هذا "التريند الغبي"؟
استضاف برنامج The Daily Show with Trevor Noah الأمريكي الشهير جينا، يوم 10 سبتمبر/أيلول 2020، حيث قالت إنها طالبت أكثر من مرة بإيقاف هذا الاحتفال بسبب الأشياء الجنونية والغريبة التي يقوم بها الناس، وذلك بعد حدثٍ شغل الأمريكيون.
فبينما كان أنس وأصالة منشغلين بالتحضير لحفل إعلان جنس ابنهما القادم الذي أصبح الحديث الشاغل لرواد الشبكات الاجتماعية في منطقتنا العربية، كان هناك حديث عن هذا التريند في أمريكا لكنه كان غاضباً وحانقاً بدرجة كبيرة، وذلك لأن أحد الاحتفالات التي أقيمت في 5 سبتمبر/أيلول 2020، تسبب في إشعال وزيادة سوء حريق هائل نشب في ولاية كاليفورنيا الأمريكية استمر عدة أيام في موسم الحرائق الذي تشهده الولاية خلال شهور الصيف الحارة.
ففي إحدى حدائق مدينة يوكايبا، كانت هناك عائلة تحتفل بجنس طفلها القادم، وبينما تقوم سيارة بعمل استعراضات وتطلق عبوة متفجرة باللون الأزرق، وقع حادث تسبب في إشعال السيارة والحديقة، وبسبب درجات الحرارة المرتفعة والرياح طال الحريق 10 آلاف فدان، فيما وصل دخان الحرائق إلى الولايات المجاورة لكاليفورنيا، بينها لوس أنجلوس.
صدرت أوامر بإخلاء مناطق الحريق، وترك نحو 20 ألف شخص منازلهم، فقد كان هذا الحريق أحد "أخطر الحرائق" التي هددت المنطقة، كما وصفها عمدة يوكايبا، ديفيد أفيلا، الذي عمل رجل إطفاء لـ32 عاماً قب منصبه الإداري الحالي، كما تسبب في وفاة 3 أشخاص على الأقل، وفق ما نقلته شبكة CNN الأمريكية، وصحيفة "نيويورك تايمز".
أنس وأصالة استخدما برج خليفة وزوجان آخران تسببا في حرائق ضخمة.. مَن ابتكر حفلات الإعلان عن جنس المولود؟
دخان حرائق كاليفورنيا يشاهده مواطنو لوس أنجلوس – رويترز
بالمناسبة، الاحتفال بالسيارات التي ينبعث منها دخان وردي أو أزرق بات شائعاً ومكرراً في دول مثل أسترالياً، ولم تطبقه عائلات مرة أو اثنتين فقط.
هذا الحريق الضخم لم يكن الأول الذي يشتعل بسبب حفلات الإعلان عن جنس المولود، ففي عام 2017، أطلق أحد عناصر دورية حماية الحدود الأمريكية السابقين النار من بندقيته وكان الهدف مليئاً بالمتفجرات الملونة كجزء من حفلة الكشف عن جنس المولود، لكن هذا الاحتفال كان سبباً في اندلاع حريق في ولاية أريزونا نما إلى ما يقرب من 47 ألف فدان، وأجبر 200 شخص على ترك منازلهم، وتسبب في أضرار بأكثر من 8 ملايين دولار، وفق موقع Insider الأمريكي.
لذلك وصفت جينا هذه الحفلات بـ"الغبية" في منشور كتبته عبر حسابها على فيسبوك بعد حريق كاليفورنيا الأخير، وأضافت: "حباً في الله توقفوا عن حرق الأشياء لتخبروا العالم بجنس ابنك. لا أحد يهتم غيرك"، وأضافت: "لكوني أحضرت كعكة لعائلتي في عام 2008. وأصبحت صاحبة فكرة عامة هذا لا يعني أنه يجب على الناس حرق مجتمعاتهم".
كما كتبت تدوينة لصحيفة The Guardian البريطانية في يونيو/حزيران 2020، أي قبل حريق كاليفورنيا: "عندما رأيت لأول مرة أن حفلة الكشف عن نوع الجنس تسبب في حريق غابة بكيت لأنني شعرت بالمسؤولية. الآن أعتقد أن الأمر برمته ليس رائعاً على الإطلاق"، وترى جينا أن الناس يبالغون في الاحتفال.
قالت مبتكرة حفلات الإعلان عن جنس المولود إنها رزقت بطفلين آخرين بعد بيانكا (أول طفلة يحتفل بجنسها في هذا التريند)، لكنهم لم يقوموا باحتفال آخر لإعلان جنس أطفالهما.
احتفالات انقلبت إلى مأساة!
هذه الاحتفالات لم تدمر الطبيعة وتحرق المنازل والحدائق وحسب، بل أيضاً حوَّلت حياة هؤلاء المحتفلين إلى مآسٍ.
إذ حوكم الرجل الذي أطلق النار التي أشعلت حرائق 2017، وأقر في العام التالي بارتكاب جنحة، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات تحت المراقبة، وأمر بدفع ما يقرب من 8.2 مليون دولار كتعويض (على دفعات 500 دولار شهرياً).
كما توفيت سيدة بسبب احتفال مماثل أقيم في ولاية أيوا الأمريكية، في أكتوبر/تشرين الأول 2018، حيث صنع أحد أفراد العائلة جهازاً من أسطوانة معدنية وباردو لينفجر ويطلق الغاز الملوَّن خلال الاحتفال، لكن الجهاز انفجر بالخطأ وتسبب في قتل إحدى الأقارب التي كانت تبلغ من العمر 65 عاماً، وفق موقع Fox8live.
كما أن هناك احتفالات أخرى قد تشمل الاستعانة بحيوانات مفترسة، ففي احتفال انتشر عام 2018 اختارت أسرة أن تعلن عن قدوم ذكر جديد في عائلتها بإطعام تمساح بطيخة داخلها ألوان زرقاء. نعم مر هذا الاحتفال بسلام، لكنه يظل جنونياً!
المشكلة كلها لا تكمن في الاحتفال، بل في طريقته التي قد تسبب قتل المحتفلين أو في نشوب حرائق ضخمة تخرج عن السيطرة. لذلك، تحذر الشرطة في بعض الدول مثل أستراليا وأمريكا من هذا النوع من الاحتفالات الخطيرة.