في يومها العالمي: المرأة الأردنية ‘‘أقلية‘‘ في القيادات العليا

- الأرقام لا تكذب، فرغم كل الجهود الكبيرة التي تبذل من أجل تحسين وضع المرأة الاجتماعي والاقتصادي والإداري في المملكة، إلا أن الإنجازات ما زالت محدودة، وما زالت النسب متدنية، بل تشكل "أقلية" في القيادات العليا.
وأشارت الإحصائيات الرسمية للعام 2016 بأن واحدا من بين كل خمسة أعضاء في السلك الدبلوماسي والقضائي هي أنثى حيث بلغت النسب 20.1  % و18.9  % على التوالي، وواحد من بين كل ثلاثة أعضاء في الأحزاب السياسية هي أنثى ايضاً. كما شكلت نسبة السفيرات الاردنيات 11.1  % من اجمالي السفراء في عام 2016 أي هنالك سفيرة واحد من بين كل تسعة سفراء تم تعيينهم.
تأتي هذه الأرقام الصادرة عن دائرة الاحصاءات العامة بمناسبة يوم المرأة العالمي، والذي يصادف الثامن من آذار (مارس) في كل عام.  
 وعلى صعيد التعليم العالي، سجلت نسبة التحاق الاناث في الجامعات الاردنية 51.6  % مقابل 48.4  % للذكور في عام 2016. وتشير الإحصاءات إلى وجود ميل لدى الإناث للالتحاق في مجال الكليات النظرية 53.4  % مقابل الكليات العلمية 46.6  %. وفيما يتعلق بأعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأردنية، فقد أظهرت البيانات أن 25  % من مجموع  أعضاء الهيئة التدريسية هن من الإناث.
وبلغ عدد الإناث في المملكة 4.7 مليون من مجموع السكان الكلي لعام 2017، وبنسبة بلغت 47.1  %. وتدل الأرقام على أن مقابل كل 100 انثى في الأردن هنالك 113 ذكراً. كما شكلت نسبة الإناث اللاتي أعمارهن أقل من 15 سنة  35.6  % من إجمالي الاناث، في المقابل ترتفع هذه النسبة بين الإناث الشابات في الفئة العمرية (15-49) لتسجل 52.5 %، ثم تنخفض هذه النسبة إلى 12 % في العمر 50 سنة فأكثر. 
وشهد الأردن تطوراً هائلاً في العقود القليلة الماضية في مجال تعليم الإناث وتحقيق المساواة بين الجنسين، حيث يعتبر تعليم الإناث من أهم الحقوق الاجتماعية وهو أحد أبرز مؤشرات المساواة بين الرجال والنساء نحو تنمية مجتمعية مستدامة. وتشير بيانات الجولة الثانية من مسح العمالة والبطالة لعام 2017 إلى أن نسبة الأمية بين الإناث الأردنيات اللاتي أعمارهن 15 سنة فأكثر بلغت 6.9 %، في المقابل بلغت نسبة الإناث المتعلمات لنفس الفئة العمرية 93.1 %.  وأظهرت بيانات وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي (2016-2017) أن 49.1 % من الملتحقين في مرحلة التعليم الاساسي كن من الاناث، كما شكلت الإناث في التعليم الثانوي الأكاديمي أكثر من نصف الطلاب. 
إن مشاركة المرأة  في العمل يعتبر متطلبا تنمويًا مهما في عملية التنمية الشاملة. وتشير المعطيات الناتجة عن بيانات مسح العمالة والبطالة الجولة الثانية لعام 2017 إلى ضعف مشاركة الإناث الأردنيات في سوق العمل الأردني مقارنة بالذكور الأردنيين حيث  بلغ معدل المشاركة الاقتصادية للإناث 17.7 % مقابل 59.4 % للذكور.
كما وتشير البيانات إلى أن الغالبية الساحقة للإناث كن من المشتغلات المستخدمات بأجر وبنسبة بلغت 94.7 % في حين بلغت نسب المشتغلات صاحبات الاعمال واللاتي يعملن لحسابهن الخاص 5.0 % من اجمالي المشتغلات. وعند البحث عن الأسباب الكامنة وراء ضعف مشاركة المرأة الاردنية في سوق العمل، يتبين أن فجوة الأجور هي أحد الأسباب الرئيسية الكامنة وراءها حيث أظهرت نتائج مسح الاستخدام لعام 2015 أن متوسط الأجر للإناث في القطاعين العام والخاص معاً بلغ 446 دينارا مقابل 499 دينارا للذكر أي بفارق 53 دينارا لصالح الذكر.

الغد