واشنطن تسعى لتعويض تأخرها في صناعة الصواريخ الاسرع مرات عدة من سرعة الصوت

واشنطن – ا ف ب

من بين الأسلحة الروسية الجديدة التي تباهى بها الرئيس فلاديمير بوتين، صاروخ أسرع مرات عدة من سرعة الصوت، هو الجيل الجديد من الصواريخ العابرة، لكن تطوير هذا النوع من الصواريخ تأخر في الولايات المتحدة مقارنة بما انجز حتى الان في الصين وروسيا.

وأقر الاميرال هاري هاريس رئيس القيادة العسكرية الاميركية للمحيط الهادىء (باكوم)، في الفترة الأخيرة، بأن "تطوير اسلحة اسرع مرات عدة من سرعة الصوت في الصين قد تجاوزنا". واضاف "نحن متأخرون".

وستكون الصواريخ الأسرع مرات عدة من سرعة الصوت التي تطور حاليا، قادرة على التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت من خمس الى عشر مرات، وفي امكانها خداع الدروع المضادة للصواريخ. وقد صممت في الواقع لتكون قادرة على تغيير اتجاهها اثناء التحليق، وليس اتباع مسار مستقيم يمكن توقعه، وهذا ما يزيد من صعوبة اعتراضها.

فالولايات المتحدة لم تقم بالاستثمار الكافي على صعيد البحوث في هذه الصواريخ من الجيل الجديد، التي يمكن اطلاقها من طائرات وسفن او غواصات، ومزودة برؤوس نووية، كما قال هذا الاسبوع مدير مختبر البحث والتطوير في وزارة الدفاع الاميركية.

واعلن ستيفن ووكر لمجموعة من الصحافيين "اذا ما نظرنا الى ما يفعله منافسونا، الصين على سبيل المثال، واذا ما نظرنا الى عدد المنشآت التي بنوها لصنع طائراتهم الاسرع مرات عدة من سرعة الصوت، يتبين انه يفوق ما يتوافر لدينا في هذا البلد، وهم يقومون سريعا بتخطينا بنسبة مرتين او ثلاث مرات".

وأوضح ووكر ان وكالته التي تشرف على مشاريع وزارة الدفاع على صعيد التكنولوجيا الحديثة، تقوم بتطوير عدد كبير من البرامج، منها اثنان بالتعاون مع سلاح الجو الاميركي، لتطوير نماذج محركات وأسلحة اسرع مرات عدة من سرعة الصوت. وهو يأمل بالقيام بأول تجربة لصاروخ اسرع مرات عدة من سرعة الصوت قبل 2020.

لكن ووكر اضاف "من الواضح جدا ان الصين قامت بمجهود كبير حول الطائرات الاسرع مرات عدة من سرعة الصوت وجعلت منها واحدة من اولوياتها الوطنية". وقال "يتعين علينا القيام بالشيء نفسه".

من جانبه، شدد مدير العمليات في الوكالة المسؤول عن التصدي للصواريخ في وزارة الدفاع، غاري بانيت، على ان احتمال قيام خصوم الولايات المتحدة بنشر هذه الصواريخ الجديدة، من شأنه ان يفتح ثغرة "مهمة" في الدروع الاميركية المضادة للصواريخ.

-البنتاغون قلق-

وقال بانيت في ندوة صحافية عقدها في وزارة الدفاع، ان "التحدي الاساسي للأمن القومي الأميركي، هو بروز تهديدات جديدة معدة للالتفاف على الانظمة الدفاعية الموجودة المضادة للصواريخ".

وتعبيرا عن قلق الولايات المتحدة، منحت ميزانية البنتاغون 2019 وكالة التصدي للصواريخ 9،9 مليارات دولار، سيخصص منها 120 مليونا للدفاع المضاد للصواريخ، بزيادة 60% بالنسبة الى ميزانية 2018.

وتعاملت وزارة الدفاع الاميركية علنا بتعال مع تأكيدات بوتين حول صواريخه الجديدة "التي لا تقهر".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع دانا وايت في تصريح صحافي ان "هذه الاسلحة قيد التطوير منذ فترة طويلة جدا". واضافت "لم نفاجأ بهذا الإعلان، ويستطيع الاميركيون ان يكونوا مطمئنين الى اننا على أتم الاستعداد" لمواجهتها.

وردا على سؤال عن الدفاعات الأميركية لمواجهة صاروخ نووي اسرع مرات عدة من سرعة الصوت، اكدت المتحدثة ان الولايات المتحدة قادرة على مواجهة "اي شيء كان". وقالت "نحن مستعدون".

الا ان باري بلاشمن المؤسس المشارك لمركز "ستيمسون سنتر" البحثي في واشنطن، والمتخصص في الحد من الانتشار النووي، اعتبر ان هذا الامر مستحيل. وصرح لوكالة فرانس برس "لا تتوافر لدينا دفاعات فعالة، لذلك لسنا مستعدين لمواجهة هجوم".

ذلك ان الولايات المتحدة، على رغم تأكيدات البنتاغون، غير قادرة على اعتراض كل الصواريخ التي يمكن ان تطلق على اراضيها، وهي تقبل هذه الحقيقة منذ 70 عاما.

لقد احرزت في الواقع بعض النجاحات من خلال تطوير صواريخ اعتراضية قادرة على وقف صاروخ او صاروخين يطلقهما "بلد مارق" مثل كوريا الشمالية.

لكنها لن تتمكن من حماية نفسها من سيل من الصواريخ التي يمكن ان تطلقها الصين او روسيا والتي ستتسبب ب "دمار متبادل مؤكد"، وهذا هو المبدأ الذي تقوم عليه عقيدة الردع النووي منذ الحرب العالمية الثانية.

شرح الصورة

رسم لصاروخ اميركي يجري العمل على تصنيعه لكي يكون قادرا على الطيران بسرعة تفوق مرارا سرعة الصوت