بالأرقام.. هل باع "آل ساويرس" استثماراتهم في مصر؟

القاهرة – العربية.نت

سنوات طويلة ولا تنقطع التساؤلات عن قصة استثمارات عائلة ساويرس في مصر وشائعات خروجهم التي بدأت قبل ثورة يناير 2011 حينما قام الإخوة الثلاثة نجيب وسميح وناصف بتأسيس شركات خارج البلاد وبيع جزء كبير من استثماراتهم في مصر.

وقد تجددت هذه التساؤلات مع إعلان شركة أوراسكوم للتنمية مصر التي يمتلكها سميح ساويرس عن بيع عدد كبير من أصولها بقيمة تجاوزت 1.24 مليار جنيه، ومن ضمن هذه الأصول فنادق والتي تعد النشاط الرئيسي للشركة، وذلك رغم تأكيدات إدارة الشركة أن التخارج يستهدف تخفيض مديونيات للبنوك.

الغريب أن التساؤلات حول خروج استثمارات آل ساويرس من مصر تأتي على الرغم من عدم وجود استثمارات كبيرة لهم في مصر، فهم يكادون يكونون قد تخارجوا بالفعل، فالمهندس نجيب ساويرس قام منذ سنوات وقبل ثورة 2011 بتأسيس شركة ويذرانفستمنت في إيطاليا، وكانت بمثابة شركة قابضة لأعماله، وبعدها وفي عام 2010 قام ببيع شركته أوراسكوم تليكوم إلى شركة فيمبيلكوم الروسية بعد المشاكل التي تعرض لها في الجزائر، وأبقى فقط على حصته في موبينيل والشركة الكورية وأنشطة الإنترنت، وفي 2012 باع غالبية أسهمه في موبينيل إلى شركة فرانس تليكوم، وفي 2015 باع باقي أسهمه في موبينيل إلى أورانج. ورغم أنه أسس شركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام في مصر إلا أنها لا تمتلك الكثير من الاستثمارات داخل مصر.

ورغم مقابلة نجيب ساويرس لوزيرة الاستثمار سحر نصر عدة مرات وظهوره في إعلانات لتشجيع الاستثمار في مصر إلا أنه فعليا لم يضخ الكثير من الاستثمارات في مصر مؤخرا باستثناء قيامه بشراء بنك الاستثمار بلتون، في حين تتنوع استثماراته حاليا في كوريا الشمالية في مجال الاتصالات، وفي إفريقيا في مجال التعدين.

أما سميح ساويرس فقد نقل شركته إلى سويسرا عام 2008 ولتكون الشركة القابضة لجميع مشروعاته، في حين يوجد في مصر شركة أوراسكوم للفنادق والتي تم تغيير اسمها مؤخرا إلى أوراسكوم للتنمية مصر والتي تمتلك في مصر منتجع الجونة، إضافة إلى شركة أوراسكوم للإسكان التعاوني التي تمتلك مشروع هرم سيتي.

الأخ الأصغر ناصف ساويرس كانت لديه شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة، وقام ببيع قطاع الإسمنت فيها إلى شركة لافارج الفرنسية عام 2007 بقيمة 12.9 مليار دولار، وفي 2013 قام تحالف من مستثمرين عالميين بضخ 13 مليار جنيه في الشركة عبر نقل أسهمها إلى أسهم شركة هولندية تابعة لها، ولكن لا تزال أغلب أعمال الشركة المنفذة في مصر.

ويتضح من ذلك أن عائلة ساويرس وجدت أن الاستثمار في مصر وحدها لن يشبع طموحاتها الكبيرة، وكان الحل الخروج ليكون الإخوة ساويرس مستثمرين عالميين والمصلحة والربح هما المحركان الأساسيان لهم.