محرقة الغوطة ومجزرة فلوريدا … !!!

 


 

تقترب الجريمتان لدرجة التطابق رغم البعد بين المنطقتين … المحرقة في غوطة دمشق حيث تلقي الطائرات الروسية والسورية والمدفعية الايرانية بجام غضبها على المدنيين في قرى ومدن غوطة دمشق الشرقية في اطار الجهود التي تبذلها هذه الدول لقمع الثورة الشعبية السورية التي تهدف الى اسقاط النظام السوري واقامة آخر على انقاضه يتسم بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتحقيق الاخاء والمساواة وتكريس التعددية السياسية وحقوق الانسان.

والمجزرة في مدرسة فلوريدا التي ذهبت بحياة ١٧ طالبا في عمر الزهور جراء فوضى السلاح في امريكا حيث يسهل اقتناؤه لكل عابر سبيل ويسهل استخدامه بلا رادع من قانون ولا وازع من خلق …

فالمحرقة في غوطة دمشق الشرقية لا تزال تحصد الارواح رغم القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي بالاجماع … بل ان روسيا وهي احدى الدول دائمة العضوية في المجلس تبرر لنظام الاسد الغارات بالطائرات والقاء البراميل المتفجرة وتنفي نفيا قاطعا الجرائم التي يقترفها النظام من خلال استخدام السلاح الكيماوي وغاز السارين وتصف مثل هذه التصريحات بانها استفزازية للتغطية على ما تقوم به المقاومة السورية من جرائم … ورغم مرور بضعة ايام على اقرار القرار الصادر عن مجلس الأمن رقم ٢٤٠١ لا تزال الجرائم الروسية والسورية والايرانية تقترف بلا هواده لتحصد ارواح المدنيين من السوريين وخاصة في الغوطة الشرقية ومناطق اخرى من سوريا وتواصل حصارها على المدنيين وتحول دون وصول المساعدات الانسانية للمحاصرين الذين يتضورون جوعا ويتألمون لفقدان الدواء ونقص العلاج بل وانعدامه بعد ان خرجت المستشفيات والمراكز الصحية في مختلف مناطق البلاد وتحديدا في الغوطة عن الخدمة ..

ولا تقل المجزرة التي ارتكبت في مدرسة فلوريدا وذهب ضحيتها ١٧ طالبا ثانويا مأساوية عما يعانيه اهالي الغوطة الذين تجرعوا مرارة السلاح الكيماوي وغاز السارين والكلور والبراميل المتفجرة والقذائف على ايدي الطيران الروسي والسوري والمدفعية التابعة للميليشيات الايرانية التي دأبت على تدمير مختلف المدن والقرى السورية بهدف الضغط على سكانهات وتهجيرهم قسريا واستبدالهم بالميليشيات الشيعية من ايرانية وعراقية ولبنانية وافغانية.

مجزرة فلوريدا فجرت الضمير العالمي لسقوط العشرات من ابناء الانسانية المعذبة من خلال موت طلاب في عمر الزهور جراء الفوضى في استخدام السلاح حيث تنفرد الساحة الامريكية بانتشار السلاح الذي يجيز القانون الامريكي اقتناءه منذ حرب الاستقلال لتمكين الامريكان من الدفاع عن انفسهم في وجه المحتلين الانجليز الذين غزوا بلادهم واستغلوا خيراتها ومصادرها الطبيعية … حيث اخذت الاحزاب والنقابات وجماعات الضغط تطالب بالحد من اقتناء السلاح الذي يؤدي الى ارتكاب العديد من الجرائم في مختلف المناطق حتى ساحة البيت الابيض لم تخل من ارتكاب هذه المجازر وحوادث اطلاق النار …

اغرب الاقتراحات للحد من استخدام السلاج ما اقترحه الرئيس الامريكي دونالد ترامب حيث طالب بتسليح الطلاب والمعلمين على حد سواء للحد من اطلاق النار من خلال تدخل المعلمين اذا اقتضى الأمر ذلك وعدم بقاء السلاح بايدي الطلاب وحدهم ..

بقاء فوضى السلاح من شأنه زيادة الجرائم في المدارس والجامعات والمعاهد الامريكية التي شهدت الكثير من هذه الحوادث خلال السنوات الأخيرة ما ادى الى سفك المزيد من الدماء واراقتها الأمر الذي يتطلب اتخاذ اجراءات رادعة للحد من فوضى السلاح وتقليل حوادث اطلاق النار في مختلف المؤسسات الامريكية وخاصة المدارس والجامعات ..

مدرسة فلوريدا التي افتتحت ابوابها امس بعد اسبوعين من الاغلاق اثر الجريمة الرهيبة التي شهدتها واودت بحياة ١٧ من الطلاب زارها العديد من طلبة المدارس والمعلمين واساتذة الجامعات للتضامن مع طلبتها الذين فجعوا بمقتل ١٧ من زملائهم كما تضامنت معهم الالاف من الاسر الامريكية الذين اموا المدرسة التي كانت مسرحا للجريمة قبل اسبوعين للاعراب عن تضامنهم مع طلبتها وهيئتها التدريسية والدعاء بعدم تكرار مثل تلك الجريمة التي هزت الضمير الانساني … !!!