كيف غيرت المدينة العالمية في دبي خارطة العمل الإنساني؟
دبي – العربية.نت
قالت وزيرة الدولة للتعاون الدولي الإماراتي، المدير العام لمكتب إكسبو 2020، ريما الهاشمي، إن المنطقة العربية تمر حالياً بتحديات كبيرة مع تنامي وتيرة الصراع في منطقة الشرق الأوسط وما تخلفه هذه الصراعات من كوارث إنسانية كبيرة، غير أن قوة دبي في الدعم اللوجيستي وتواجد المؤسسات والشركات المعنية مكنتنا من الاستجابة وبشكل سريع لأغلب هذه القضايا الإنسانية.
وأضافت خلال لقاء مع "العربية.نت" على هامش اجتماع مجلس الإدارة للمدينة العالمية أن مشاركة أعضاء المدينة العالمية الإنسانية مع إكسبو_2020 وطيدة، كون الحدث منصة عالمية تشارك فيها دول العالم والمؤسسات الدولية للشراكة والتعاون الدولي، وبالتالي هناك امتداد طبيعي وضروري لهذه الشراكة مع أعضاء #المدينة_العالمية_للخدمات_الإنسانية.
وأضافت الهاشمي "أن دولة الإمارات من أكثر الدول جدية بتطبيق #أهداف_التنمية_المستدامة لعام 2030 فبالتالي الشراكة مع أعضاء المدينة العالمية للخدمات الإنسانية ستكون من أهم المبادرات التي سنقوم بها".
وأشارت إلى على أن أهداف مشروع إكسبو للاستدامة يمتد ليشمل أهداف التنمية المستدامة من حفاظ على المياه ومواصلة العمل مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لتعزيز وبناء الشراكات في مجال الابتكار والتكنولوجيا وقطاع التغذية ودعم عمل المؤسسات الدولية الموجودة هنا والتعاون مع الدول المعنية في حل هذه القضايا.
وأضافت أن استجابة دولة الإمارات لهذه القضايا عامل أخلاقي مغروس في رسم سياسات دولة الإمارات، ولعل قضية الروهينغا في بنغلادش أبرزت هذا الدور بعد إرسال الإمارات لـ12 طائرة إغاثة من بين 18 طائرة عالمية.
وأكدت الهاشمي على أهمية تنسيق الجهود الدولية لعمليات الإغاثة وهو الهدف من تأسيس منصة بنك البيانات اللوجستية حتى تستطيع كافة الجهات المعنية من الاستجابة بشكل فاعل للكوارث في وقت قياسي.
بنك البيانات
ويعتبر بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية منصة عالمية لمشاركة المعلومات بغية دعم الاستعدادات اللازمة في حالات الطوارئ والاستجابة لها، حيث يتولى البنك تيسير عملية جمع المعلومات وتبادلها بصورة فورية حول المساعدات المتفق عليها مسبقاً والأصول المتاحة للخدمات الإنسانية.
وجرى تصميم البنك على يد فريق من المهندسين الاختصاصيين واستشاريي تقنية المعلومات والخبراء المعنيين في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، بقيادة جوسيبي سابا، المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية والرئيس السابق لمستودع الأمم المتحدة للاستجابة للحالات الإنسانية، وبدعم من وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتعاون مع جمارك دبي.
وشارك في تقديم المعطيات لبنك البيانات الجهات المعنية في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية والتي تضم 70 وكالة تعمل في مجال الخدمات الإنسانية، بينها برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومنظمة اليونيسيف، وبتعاون وثيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وجرى الإعلان عن البنك خلال القمة العالمية للحكومات عام 2017، من قبل الأميرة هيا بنت الحسين، بعد أن وجهت الدعوة لحكومات العالم والجهات المعنية بالعمل الإنساني لتعزيز التعاون وتبادل المعلومات في المجال الإنساني. وفي كلمتها أمام قمة الحكومات، أعلنت عن خطة إنشاء بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية ليتم تدشينه في القمة العالمية للحكومات في 2018.
وتتولى المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي قيادة المشروع برئاسة الأميرة هيا بنت الحسين.
وقد تم تطوير المنصة بدعم من وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتنسيق مع جمارك دبي، وبالتعاون مع الأعضاء العاملين في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية وهم: برنامج الغذاء العالمي ومستودع الأمم المتحدة للاستجابة للحالات الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومنظمة اليونيسيف.
من المستفيد من هذه المنصة؟
وقال جوسيبي سابا، المدير التنفيذي الأول، المدينة العالمية للخدمات الإنسانية "ستستفيد من هذه المنصة البلدان المتأثرة بالكوارث الطبيعية أو بالكوارث التي يصنعها الإنسان، كونها تتيح لهم فرصة الحصول على المعلومات ذات الصلة التي تتعلق بالمساعدات المتاحة، وعند وقوع أي كارثة، تسرع الوكالات الإنسانية إلى إرسال المساعدات كالأدوية والمواد الغذائية والمعدات اللازمة لتوفير المأوى، وما إلى ذلك، إلى تلك البلدان المتضررة، حيث يجب إرسال هذه المساعدات إلى هذه المناطق المتضررة باعتبارها أولوية ومن أقرب مركز للمساعدات الإنسانية".
ويعطي بنك البيانات اللوجستية كلاً من البلدان المتضررة والجهات الإنسانية الفاعلة في المناطق التي مزقتها الأزمات فرصة الحصول على معلومات حديثة بشأن توافر المساعدات وكمياتها وموقعها وملكيتها وحركة انتقالها، لكي تتمكن من التخطيط للاستجابة المطلوبة والإجراءات التي يجب اتخاذها وفقا لذلك.
إضافة إلى ذلك، سيكون للمجتمع الإنساني (منظمات الإغاثة والمنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة) نظرة عامة شاملة على المساعدات التي تم توفيرها مسبقا في مراكز المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى مختلف أنواع الاستجابة التي يمكن اتخاذها في بعض حالات الطوارئ المستمرة بما يحسّن من الجهود المبذولة في تقديم المساعدات ويجعل الاستجابة أكثر فعالية من حيث التكلفة والكفاءة.
وتسهم المعلومات المتعلقة بالبلدان في إرسال المساعدات لمختلف أنواع الكوارث وتحديد الاحتياجات الإنسانية والمنطقة الجغرافية للأنشطة على نحو أفضل لا سيما في ظل تزايد الإجراءات التي تقوم المنظمات الدولية باتخاذها.
كيفية عمل المنصة
يعتمد بنك البيانات على السجلات الجمركية الرسمية كمصدر للمعلومات.
ومن الضروري معالجة أي مساعدات تدخل إلى أي مركز إنساني أو تُرسل منه من خلال المعاملات الجمركية. وتنعكس هذه المعاملات في لوحات معلومات يتم توفيرها للعاملين في المجال الإنساني.
من المقرر تطوير المشروع على مرحلتين:
المرحلة 1: تقوم المنصة بتتبع المساعدات التي تمر عبر المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
المرحلة الثانية: إنشاء نسخ مطابقة من النظام في 10 مراكز إنسانية أخرى في بلدان مختلفة بحلول الربع الأول من العام 2019.
لوحة المعلومات
تقوم لوحة المعلومات بعرض البيانات بطريقة يسهل استخدامها، حيث ستظهر المعلومات التالية في الصفحة الرئيسية:
المساعدات الإنسانية والأصول التي تم توفيرها مسبقا داخل المراكز الإنسانية.
يمكن الاطلاع على المساعدات والأصول بحسب كل مجموعة (على سبيل المثال: المأوى، المياه والصرف الصحي، المواد الغذائية، الصحة، وما إلى ذلك)، وبحسب كل مادة مساعدة على حدة.
1- بلد المنشأ الذي يرسل المساعدات بحسب كميتها وقيمتها ووزنها وحجمها.
2- ملكية مواد المساعدة وأي معلومات أخرى ذات صلة مثل التعدد المحتمل للمستفيدين وظروف التخزين الخاصة (أي سلسلة باردة للأدوية أو الأغذية).
3- الوجهة وسبب إرسال هذه المساعدات (بعد إرسالها).
كيفية تطبيق المشروع
يجري حاليا تنفيذ مشروع تجريبي في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي وسيستمر هذا المشروع لمدة عام واحد. وفي الوقت نفسه، تجري استعدادات لإنشاء نسخة مطابقة منه في 10 مراكز إنسانية أخرى حول العالم بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومجموعة الدعم اللوجستي التي يديرها برنامج الأغذية العالمي.
ويكمن الأثر الرئيسي للمنصة في تبادل المعلومات. فالبيانات المتعلقة بالمخزون المتوفر مسبقا وموقعه وتوافره ستحسّن من الاستعداد والقدرة على الاستجابة في حالات الطوارئ.