جلسة حوارية بعنوان "الإعلام العربي...أزمة هوية"

 

خلال  فعاليات مؤتمر الإعلام والتحولات السياسية في الشرق الأوسط باليرموك

 

اربد – جهينةنيوز 

 

عقدت في جامعة اليرموك جلسة حوارية بعنوان "الإعلام العربي...أزمة هوية" وذلك ضمن فعاليات مؤتمر الإعلام والتحولات السياسية في الشرق الأوسط، الذي نظمته كلية الاعلام في الجامعة، حيث أدار الجلسة الدكتور صالح القلاب وزير الاعلام الأسبق، وشارك فيها كل من فخري كريم رئيس مجموعة المدى للإعلام في العراق، وسليمان جودة من صحيفة المصري اليوم، وناصر أبو بكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين، وفيصل الشبول مدير عام وكالة الانباء الأردنية "بترا".

وتحدث كريم عن أزمة الاعلام العربي التي تعتبر الانعكاس الأبرز للنظام العربي، وهو نفس النظام الذي ساد العالم العربي بعد انهيار الإمبراطورية العصملية، لافتا إلى أن النظام العربي بما هو قائم عليه أصبح عبئا، ولم تنجح المحاولات الخجولة لاجراء التغيير المطلوب من اجل تمكينه من مواكبة التطور القائم في العالم، مشيرا إلى أنه وعلى امتداد عقود لم تنقطع من الانكسارات والهزائم أدت إلى أزمة مستعصية بددت ثورات الأمة واستنزفت طاقاتنا الشبابية، مشددا على ضرورة الارتقاء بالاعلام العربي نظرا لمدى قوة تأثيره في تفكيك الأزمة الشاملة القائمة في الامة العربية.

وقال كريم إن الاعلام من بين القوى الفوقية المهيمنة في النظام العربي، مشيرا إلى ضرورة تجسيد مفهوم السلطة الرابعة التي يتوجب أن تكون القوة المسيطرة على الرأي العام، لافتا إلى أن الاعلام لا يمكن ان يحيا دون تمكين للشفافية وحرية الراي.

بدوره قال جودة إن الاعلام العربي اذا كان يعاني من أزمة فإن هذه الازمة نابعة من داخله لاسباب خاصة فيه بالغالب وأخرى خارجه عن نظامه، مؤكدا على ضرورة جعل الاعلام كرافعة لها دور للارتقاء بهذه الأمة للخروج من ازماتها.

وقال جودة إن عقد هذا المؤتمر في مدينة اربد وليس في العاصمة عمان، يعتبر دعوة لتفعيل الحوار البناء بين المركز والأطراف، وأن تكون الأطراف هي بؤر الدور، مشيرا إلى أن الاعلام أصبح حاليا ساحة جاهزة تستطيع أن تستوعب أي معركة وتمدها بأسلحتها، مشددا على ضرورة تفعيل دور الاعلام بأن يكون وسيلة لبناء الأمة وليس وسيلة هدم.

وأضاف أنه عند الحديث عن الاعلام وأزمة الهوية علينا أن نفرق في معاملة الاعلام كأداة ووسيلة، أو مهمة ورسالة تؤدى للمجتمع، لافتا إلى أن المحتوى الإعلامي هو الأهم وهو الأساس، حيث أن هذا المضمون تتحكم فيه ثلاث جهات وهي الدولة التي تحول الاعلام لإعلام دعائي يصدر ما ترغب به السلطة في أن تقوله، أو اعلام راسمال للمالك، أو حزبية.

من جانبه تناول أبو بكر في حديثه  مدى تأثر الاعلام العربي بالاعلام الغربي، ومدى ثقة المواطن العربي بمحتوى الاعلام العربي، وما هي أسباب الثقة الزائدة بالاعلام الغربي من قبل المتلقي العربي، لاسيما وأن الاعلام الغربي يعتبر مصدر التحكم بالرواية الإعلامية بالعالم.

ولفت أبو بكر إلى أهمية الاعلام في مواقع التواصل الاجتماعي الأمر الذي تنبهت اليه معظم الدول الكبرى، مشيرا إلى أهمية أداء الحكومة لدورها في تعزيز دور الإعلام ودعمه، لاسيما وأن المواطن العربي وفي ظل الثورة التكنولوجية الحاصلة في العالم لم يعد المتلقي وانما هو صانع الخبر، مشددا على أهمية إيلاء الحكومات الاهتمام الكافي بالاعلام ضمن خططها وموازنتها.

واستعرض أبو بكر مدى الاعتداءات على الصحفيين الفلسطينيين في السنوات الثلاث الأخيرة، وقال إن القوانين الناظمة للاعلام العربي يجب ان تتغير وتتطور لتواكب الثورة الإعلامية القائمة في العالم.

بدوره قال الشبول إن الاعلام في الدول العربية يمر في مراحل أثرت على شكله ومضمونه وهي، مرحلة التحولات الكبرى في ظل التشظي والدمار واختفاء الملامح التي يمر بها الوطن العربي، ومرحلة التفكك في ظل مفاهيم الطائفية والعرقية والتي تعتبر الطاعون الجديد في الوطن العربي، ومرحلة الصورة النمطية السائدة عن العرب والمسلمين حيث الصقت صفة الإرهاب بهم، ومرحلة اختفاء النخب في العالم العربي.

وقال شبول إن الاعلام الذي لدينا هو عبارة عن جزر إعلامية ناطقة باللغة العربية وليس اعلام عربي، وقال إن الاعلام الذي لا يمتلك رأسمال هو عبارة عن مشروع تسول، مشددا على أن  الحديث عن الهوية العربية صعب في زمن الهويات الفرعية.

وفي نهاية الجلسة أجاب المتحدثون على اسئلة واستفسارات الحضور.