سحر إنييستا يتجدد

جهينة - لا أحد يعلم السحر الذي يجذب أندريس إنييستا دوما لملعب ستامفورد بريدج، معقل تشلسي، هذا الملعب الذي لطالما شهد صولاته وجولاته وأفراحه مع برشلونة، والذي صنع فيه أول من أمس الهدف الذي أحيا حظوظ فريقه في التشامبيونز ليغ وجعله المرشح الأوفر حظا لتخطي "البلوز" وبلوغ الدور ربع النهائي.
فبعد هدفه الذي لا ينسى في ستامفورد بريدج العام 2009 من تسديدة قاتلة في الثواني الأخيرة، قادت برشلونة لبلوغ النهائي ومن ثم تحقيق اللقب على حساب مانشستر يونايتد، عاد "الرسام" ليصنع سحرا جديدا في لندن وأيضا في وقت كان فريقه يعاني فيه أشد المعاناة سواء على المستوى البدني أو المعنوي كذلك بعد تأخره بهدف رائع سجله البرازيلي ويليان.
ففي نسخة 2009 كان برشلونة بحاجة لهدف يقوده إلى نهائي البطولة بعدما كان قد أنهى لقاء الذهاب على ملعبه بدون أهداف، وكان متأخرا بهدف للغاني مايكل إيسيان في لقاء العودة حتى جاءت الدقيقة 93 عندما قرر إنييستا تغيير الدفة ودخول التاريخ بهدفه القاتل.
الآن عاد إنييستا ليهدي زميله ليونيل ميسي هدفا هاما للغاية سواء للفريق أو للنجم الأرجنتيني، الذي أنهى عقدته كذلك أمام الـ"بلوز" ونجح في هز شباكهم للمرة الأولى بعد تسع مواجهات ليضيف ضحية جديدة إلى سجلاته.
استغل إنييستا هفوة دفاعية قاتلة من دفاع تشلسي في التمرير، عندما أخطأ ماركوس ألونسو في التمركز لاستلام الكرة ليستغل إنييستا الأمر ويركض نحوها، في الوقت الذي فشل فيه أندرياس كريستنسن في إبعادها بالتدخل زاحفا، ليخترق "الرسام" المنطقة بمرونة كبيرة ويهدي الكرة بذكاء إلى ميسي القادم من الخلف والذي لم يتوان في إيداعها المرمى بأريحية على يمين الحارس البلجيكي تيبو كورتوا.
وكرر التاريخ نفسه بهذا الهدف لكن بشكل عكسي، حيث تكفل ميسي هذه المرة بتسجيل "الهدف الذهبي" وأنهى عقمه التهديفي أمام الفريق اللندني، بعدما كان الأرجنتيني هو من صنع لإنييستا هدفين من قبل للتسجيل في مرمى تشيلسي، منهما الهدف التاريخي قبل تسعة أعوام والآخر في إياب نصف نهائي نسخة 2012 والذي لم يكن حاسما بتلك المرة التي توج فيها "البلوز" باللقب.
وكلل إنييستا وميسي أيضا الرقم القياسي الذي حققاه في ستامفورد بريدج بكونهما الثنائي الأكثر خوضا لمباريات في التشامبيونز ليغ (97 مباراة) بهذا الهدف الثمين الذي سيعطي الفريق أريحية خلال لقاء العودة في الرابع عشر من آذار (مارس) المقبل بملعب كامب نو، متفوقين على رقم الثنائي السابق لـ"برسا" (تشافي وبويول)، 96 مباراة، وعلى رقم ثنائي ريال مدريد المعتزل (راؤول وروبرتو كارلوس)، 94 مباراة.
الزمن لم يغير من حماسة إنييستا ولا رغبته في مواصلة نثر سحره بستامفورد بريدج رغم اقترابه من إكمال عامه الـ34، بعدما كان قريبا أيضا من تكرار نفس مشهد نسخة 2009 في مباراة أول من أمس بإطلاقه تسديدة قوية على حافة المنطقة لكنها سارت بجوار مرمى كورتوا.
ورغم حسرة جماهير تشلسي، إلا أن إنييستا حصل على قدر كبير من التشجيع والهتاف لدى خروجه قبل نهاية المباراة بثلاث دقائق من الملعب الذي لطالما سيظل فيه اسمه محفورا بسجلات التاريخ.