banner
عربي دولي
banner

الاحتلال الاسرائيلي الاحتلال يواصل تهويد القدس وينصب رافعة بناء ضخمة في ساحة البراق

{clean_title}
جهينة نيوز -

 

عواصم - وكالات - جهينة نيوز – مامون العمري

قامت سلطات الاحتلال خلال الساعات الماضية برفع أعمدة وجسور حديدية قبالة باب العامود أشهر أبواب القدس ضمن خطة الاحتلال لتغيير معالم القدس العربية، وتحويل الساحة المشهورة لبؤرة تفتيش وإذلال للمقدسيين.

وتشير التقارير الاعلامية التي  تتابعها الانباط في عددها اليوم الاحد  عن  إحاطة الخبراء الإسرائيليين بالموقع في حماية جيش الاحتلال، الذي نصب عددا من الحواجز حول ساحة باب العامود حيث تسود حالة من الذهول أصابت المقدسيين لرؤية رافعة ضخمة في مكان يُعبر عن الهوية العربية.

المختص بعمارة وشؤون القدس جمال عمرو اشار  إلى أنه و “في اطار التوغل بالمشاريع التهويدية وسلسلة المشاريع التي نشرتها بلدية القدس وارسلت بعضا منها للسكان تحت رقم 50 مشروع في كراس ضريبة “الارنونا” بما يسمى بالتنمية والتطوير فان المشاريع تنصب تحديدا بمشاريع تهويدية المحيطة بالمسجد الاقصى المبارك بكل الجهات سواء التفلريك فان احد هذه المشاريع هو مبنى متعدد الطبقات، مشيرا الى انه منذ سنوات جرى العمل على وضع الاساس للمبنى عبارة عن اساس خرساني مسلح في منتهى القوة”.

وأكد عمرو ان المبنى متعدد الوظائف سيقام في منطقة حائط البراق وهي منطقة حساسة على انقاض التاريخ العربي والاسلامي في المدينة المقدسة بحيث لا يوجد انسب من هذا الوقت خاصة ان خطى الرئيس الامريكي ترامب ونائبه بنس قد فتحا الباب على مصراعيه في هذا المكان تحديدا (حائط البراق) وهما اول من دنسا المكان.

يوضح الصحفي المختص بشؤون القدس والمسجد الأقصى محمود أبو عطا أن التنفيذ الميداني للمشروع بدأ قبل شهر تقريبا، وأنهت الطواقم حتى الآن تمديدات البنى التحتية بعد إزالة الكثير من الموجودات الأثرية في الساحة، وتم الشروع فعليا في مرحلة البناء لمخطط طرح لأول مرة عام 2005.

 

الرواية التلمودية

 

يتكون المشروع المسمى "بيت الجوهر" من ثلاثة طوابق يبلغ ارتفاع كل منها خمسة أمتار. يطلق الاحتلال على الأول وهو بمساحة 1320 مترا مربعا، تحت الأرض طابق "العرض الأثري" وأجريت فيه حفريات أثرية استمرت عشرة أعوام.

ويقول أبو عطا إن الاحتلال أزال مئات الموجودات الأثرية من الفترات المملوكية والأيوبية والعثمانية، وأبقى على بعضها بادعاء أنها من فترة الهيكل الثاني، وسيتم عرض هذه الآثار بعد تدشين المبنى بادعاء أنها تاريخ يهودي.

أما الطابق التالي الذي سيكون بمستوى ساحة البراق، فسيحتوي على مكتبة وفضاء تعليمي ومركز دراسي وقاعات للاجتماعات والاحتفالات ومركز للزوار بمساحته إجمالية 740 مترا مربعا، في حين سيشمل الطابق الثالث صفوفا تعليمية وغرفا إدارية ومساحته 765 مترا مربعا.

وسيطل السياح الأجانب والمستوطنون من أعلى هذا المبنى في مساحة تبلغ نحو ألف متر على ساحة البراق والمسجد الأقصى، كما يتوقع أن يستخدمها الاحتلال لأهداف أمنية لكشف ورصد المسجد الأقصى بشكل كامل وعلى مدار الساعة.

مخاطرهذا  البناء تتمثل في انها  تطمس كل المعالم الإسلامية والعربية الموجودة في المكان، وسيستخدم محطة لغسل الأدمغة وتعميق الرواية التلمودية المنشورة عن الأقصى ومحيطه، مشيرا إلى استعمال الجوانب التعليمية والتثقيفية بأساليب حديثة جذابة من شأنها تعميق وتكريس الرؤية والرواية التوراتية للقدس والأقصى.

وأعد "بيت الجوهر" لاستيعاب 20 مليون زائر سنويا، تتوفر لهم خدمات عدة تتمثل في قاعات استقبال ومراحيض ومطاهر توراتية، وسيسهم وجوده في زيادة اليهود والسياح الأجانب الوافدين لمنطقة البراق.

ويعد هذا المشروع الأضخم في ساحة البراق منذ عام 1967، لكنه ليس الوحيد الذي يتم العمل على إنجازه حاليا، بل تضاف إليه مشاريع عدة منها تجهيز ساحة مشتركة للنساء والرجال ستخصص لصلاة اليهود العلمانيين، ويقع هذا المشروع في الجهة الجنوبية الشرقية من حائط البراق على آثار القصور الأموية.

إقرار المشروع كان يمضي قدمًا في الأروقة السرية لحكومة الاحتلال الإسرائيلية منذ الـ 2015،وبشهادة صحف إسرائيلية، فمن المتوقع أن يغيّر هذا المشروع طابع القدس العربي في البلدة القديمة، وهو جزء من انتهاج الاحتلال لسياسة فرض الأمر الواقع في القدس.

ومنذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة ودولة الاحتلال تقيم مشاريع مشاريع استيطانية كبيرة بصورة متسارعة للقضاء على حل الدولتين.

 

ويعد مخطط "بيت هاليباه" أحد المخططات الموضوعة ضمن ما يدعيه الاحتلال "خطة تطوير ساحة حائط البراق"، والتي تضم أيضا إقامة مبنى "دافيدسون"، الذي يقع جنوب حائط البراق في منطقة القصور الأموية، وقد بني سابقا، ويستخدم كمتحف اليوم، إضافة إلى مخطط مبنى "بيت شطراوس"، في المنطقة الشمالية من الحائط، وكل ذلك لإضفاء طابع تلمودي على البلدة القديمة، خاصة المحيطة جدا بالمسجد الأقصى

 

وكانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، كشفت في العام 2012 عن قيام الاحتلال بهدم وتدمير طبقات أثرية لأبنية تاريخية عريقة متعاقبة منذ العصور الإسلامية المتقدمة، ومنها مسجد وبناية المدرسة الأفضلية التي يعود تاريخها إلى عهد الدولة الأيوبية في المنطقة.

مشاريع متلاحقة

 

ويتم أيضا إضافة مبنى أمني خشبي جديد قرب جسر باب المغاربة هدفه تسهيل وزيادة عدد المقتحمين للأقصى، وترميم كنيس يهودي بني على أنقاض آثار إسلامية جنوب غرب ساحة البراق، بالإضافة إلى مشروع "بيت شتراوس" وصالات استقبال ضخمة في منطقة جسر "أم البنات" التي ستتحول بعض الغرف القديمة فيها لمكاتب للكاهن المسؤول عن منطقة حائط البراق.

ويضاف لذلك وضع اللمسات الأخيرة على مشاريع عدة قرب حائط البراق منها "بيت الهيكل التوراتي" وكنيس "جوهرة إسرائيل" وبناء مصعد ونفق في منحدرات حارة المغاربة، وجميع هذه المشاريع بدأ التخطيط لها منذ عام 2004.

وفي العامين الماضيين تسارعت وتيرة المصادقة على المشاريع التهويدية في ساحة البراق وحولها، لكن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل سرّع وشجع على الشروع في تنفيذها، وفقا لمحمود أبو عطا.

وتتزامن هذه المشارع مع شروع الاحتلال في إقامة نقاط مراقبة عسكرية بمنطقة باب العامود ضمن خطة أمنية وضعت في الأعوام الأخيرة.

وقال أبو عطا إن قرار ترمب فتح شهية الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ خطة شاملة لتهويد منطقة البراق وطمس إسلامية وعروبة الساحة، فكل ما يتم إنجازه الآن وفي المستقبل يتنافى مع الموروث التاريخي والحضاري للمكان ويُجهز عليه بشكل كامل.

 

حذر مدير المسجد الأقصى، عمر الكسواني من الانتهاكات الإسرائيلية الجديدة، في "الأقصى"، بانشاء برج مراقبة، عند "باب العمود" المدخل الشمالي الرئيسي للبلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، ونصب آليات ضخمة في ساحة "البراق" غربي المسجد.

وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلية، ليلة الخميس، بتثبيت برج، مزّود بأجهزة مراقبة متطورة، على المدخل الشمالي الرئيسي للبلدة القديمة، كما قامت بنصب رافعات ضخمة قرب ساحة "البراق"، تمهيدا لبدء أعمال بناء مركز سياحي متعدد الأغراض في المكان وبإشراف حكومي إسرائيلي.

وقال الكسواني في حديث لـ"قدس برس"، إن الاحتلال يسعى من خلال هذه الاجراءات إلى "تفريغ البلدة القديمة في القدس من أهلها، وإرهاب الناس من دخولها وتشجيع المتطرفين على اقتحام القدس والمسجد الاقصى".

وأضاف أن الاحتلال يهدف كذلك إلى تغيير الوضع التاريخي ومعالم المدينة المقدسة، مشددا في الوقت ذاته إلى أن تلك التغييرات "لن تنمح المحتل أحقية وشرعية، كما سيزيد المقدسيين اصراراً على ثباتهم وتمسكهم بحقهم في المسجد الأقصى والمدينة المقدسة".

واعتبر الكسواني أن الاحتلال ينفذ جريمة أخرى بحق التاريخ ويجب محاسبته عالمياً على ما يقوم به من مخالفة للستاتيكو (الوضع القائم) فيما يتعلق بالآثار التي يزيد عمرها عن 1300 عام، سواء في البلدة القديمة والمسجد الاقصى وباب العمود وغيرها من المعالم التي يريد الاحتلال طمسها بوضع واقع جديد على باب العمود او الابواب الاخرى.

يذكر أن دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس (الشرقية)، بموجب القانون الدولي، الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل.

ندد الفلسطينيون بشدة بشروع سلطات الاحتلال في بناء مركز تلمودي يجاور المسجد الأقصى في الجزء الشرقي من مدينة القدس.

 

وطالبت الحكومة بتحرك عربي وإسلامي وأممي فوري وعاجل لإجبار إسرائيل على وقف تنفيذ مشاريعها "الاستيطانية" في القدس خصوصا مشروع بناء المركز الديني في ساحة البراق بجوار الأقصى.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، في بيان صحفي، إن المشروع المذكور المقرر إقامته على أرض تعد امتدادا للمسجد الأقصى وهي وقف إسلامي "ينذر بأشد وأصعب المخاطر التي تتدافع على القدس والمقدسات".

 

واعتبر المحمود أن إقامة وتنفيذ مثل هذا المشروع "يعد انتقاما من المشهد الحقيقي والكامل لمدينة القدس وعدوانا جديدا وخطيرا على أقدس مقدسات العرب والمسلمين".

 

وحذر المتحدث الحكومي من أن سلطات الاحتلال "تهدف من وراء إقامة المشاريع الاستيطانية حول المقدسات والتي تضم مباني ضخمة، إلى طمس وتغيير معالم مدينة القدس الحقيقية وتشويهها".

 

وفي السياق اعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات بدء العمل بمشروع "بيت الجوهر-بيت هليبا" ، غرب ساحة البراق على بعد نحو 200 متر غربي المسجد الأقصى، "إصرارا واضحا على تهويد القدس ومعالمها".

 

وأكدت الهيئة، في بيان، أن المشروع المذكور "على قدر كبير من الخطورة لما له من دور في تهويد القدس بحيث يعتبر مكملا لمشاريع التهويد على الأرض من خلال الحفريات وسرقة التاريخ والآثار وبناء المستوطنات إضافة إلى بناء الكنس والحدائق التلمودية".

 

وشددت الهيئة على أن مدينة القدس "مدينة محتلة وفقًا لقواعد القانون الدولي، وأن هذه الأعمال التي تنفذها السلطات الإسرائيلية غير قانونية، وتهدف إلى جعل مدينة القدس مدينة موحدة لدولة إسرائيل فقط".

يلتهم 20% من سفوح الجبل ... متنزه الطور الاستيطاني..

 

تحت ذريعة "خدمة الجمهور" أعلنت بلدية القدس المحتلة، أخيرًا، عن مشروع استيطاني جديد لإقامة متنزه في جبل الزيتون يربط بين موقعين استيطانيين في داخل حي الطور بالمدينة.

والمتنزه المشار إليه يمتد بين مستوطنة "بيت اوروت" إلى مستوطنة "بيت هحنشوت" المقامتين على أراضي القدسيين.

ويعد المشروع التهويدي الجديد، امتداداً للمخططات الاستيطانية المعروفة باسم "الحوض المقدس"، و"القدس القديمة"، التي بدأت منذ نحو 22 عاماً في البلدة القديمة للقدس، وفقاً للخبير في الشؤون المقدسية جمال عمرو.

ويعد مشروع "الحوض المقدس" الذي بدأه الاحتلال عام 1996 من أضخم مشاريع تهويد القدس على حساب الآثار والمعالم التاريخية الإسلامية.

ويبدأ المشروع بحي الشيخ جراح شمالا مرورا بالبلدة القديمة ووصولا إلى بلدة سلوان وسفح جبل المكبر بهدف إضفاء صبغة يهودية على المكان.

وضمن مشروع "الحوض المقدس" هناك مشروع "القدس القديمة" تُظهر تفاصيله المنشورة أنه سيكون مشابها في تفاصيله للوصف التوراتي المزعوم للقدس، وفق معتقدات صهيونية، لكنه سيقام على أنقاض آثار بيزنطية رومانية وعربية وإسلامية.

وتقدر مساحة المشروع الذي ينفذ بذريعة تطوير السياحة في القدس بنحو 15 ألف متر مربع، ما يعني السيطرة على مساحة واسعة من البلدة القديمة من خلال البؤر الاستيطانية والمدارس والدينية.

لدى الاحتلال المئات من المخططات مدروسة والمجهزة منذ عدة سنوات ولكن تنتظر سلطات الاحتلال الوقت المناسب من أجل البدء بإنجازها على أرض الواقع، لافتاً أنه وفي ضوء إعلان ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال يرى الأخير هذا الوقت هو الأنسب لتنفيذها في ظل غرق العديد من المجتمعات العربية والإسلامية بأتون صراعات داخلية.

وذكر عمرو، أن مشاريع حي الطور لن تتوقف بإقامة المتنزه الذي سيكون البداية لاستكمال مشروع القطار الهوائي "تلفريك" الذي أعلن عنه الاحتلال قبل أعوام، والذي سيربط جبل الزيتون بالبلدة القديمة، ويتوقع أن يمر بجانب مواقع حساسة مثل المسجد الأقصى، وبهذا يكون قد بسط سيطرته على الأرض والسماء في القدس، وما تحت الأرض هو مسيطر عليه منذ بنائه ما تسمى "مدينة داود".

تهديد اجتماعي واقتصادي

في هذا السياق، يقول الناشط المقدسي في الطور، حاتم خويص: إن مشروع المتنزه المعلن عنه والذي سيقام على المنحدرات الغربية لجبل الزيتون، ستستولى سلطات الاحتلال بموجبه على المزيد من الأراضي الفلسطينية الخاصة بأهالي الحي.

وأفاد خويص لصحيفة "فلسطين"، بوجود مشروع استيطاني آخر بدأت بلدية الاحتلال به قبل أيام وهو مركز زوار للمقبرة اليهودية في جبل الزيتون، ويقع بالقرب من مستوطنة “معاليه زيتيم" المقامة على أراضي البلدة .

وبين الناشط المقدسي، أن المشروع سيلتهم ما يقارب 20% من السفوح الغربية للجبل، وأن سلطات الاحتلال تعمل على هدم مئات المنازل والمحال التجارية التي هي على مقربة من هذه السفوح.

وأشار خويص، إلى أن متنزه الطور الاستيطاني لن يؤثر على المواطن المقدسي فقط بل على المواطنين الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة الذين يأتون للعلاج في مستشفيات جبل الزيتون، إذ سيقع عليهم الضرر بحيث لا تُعرف طبيعة الاجراءات التي سيتخذها الاحتلال خلال تنفيذ المشروع أو بعد إتمامه.

ويشار إلى أن جبل الزيتون يشرف على المسجد الأقصى من الجهة الشرقية، ويضم أحد أهم بلدات المدينة المقدسة (الطور)، التي اكتسبت أهميتها بوجود ثلاثة من أكبر وأهم المستشفيات الفلسطينية ليس على مستوى القدس فحسب بل في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة الخاضعة لحكم السلطة، وهي: مستشفى المقاصد، والمطلع، والهلال الأحمر، إضافة إلى وجود مركز للدفاع المدني والإطفائية والعديد من المؤسسات الوطنية الأخرى.

 

مراحل تهويد القدس منذ 1967

 

 

منذ أن وطئت قدما "إسرائيل" أرض فلسطين لاغتصابها عام ثمانية وأربعين -بعدما منحها الانتداب البريطاني ذلك في وعده المشؤوم "بلفور" عام 1917م، وعمليات الاعتداء بحق المقدسات الإسلامية بما فيها القدس المحتلة تتوسع وتتخذ أشكالاً عدة، دون حسيب لها أو رقيب؛ وبالرغم من كل المحاولات والمخططات الإسرائيلية لتهويد القدس العربية منذ وقوعها تحت الاحتلال الإسرائيلي- لم يستطع المحتلون الإسرائيليون السيطرة إلا على نسبة تقارب الـ"20%" من مساحة القدس القديمة، في حين أن الـ "80%" الباقية هي ملكية عربية فلسطينية، وإن الاحتلال يفرض سيطرته عليها بالقوة العسكرية فقط. وبالتالي، تبقى السيادة هي للشعب الفلسطيني؛ المالك الحقيقي للعقارات والأراضي في المدينة، كما أن المقدسات -سواء أكانت إسلامية أم مسيحية- فهي تخضع لجهات فلسطينية، وفقًا لدراسة أعدها موقع وحدة القدس. لكن -ومنذ عام سبعة وستين وحتى الآن- فإن اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي بحق القدس المحتلة وسكانها، كانت الأعنف، بعدما أقدمت قوات الاحتلال لأول مرة على اقتحام المسجد القبلي، وهي مدججة بالسلاح وداست بنعالها سجاد المسجد ووصلت حتى منبر صلاح الدين الأيوبي، فضلاً عن الضرب المبرح الذي تعرض له المرابطون داخل باحات الأقصى

 

أبرز الانتهاكات بحق القدس المحتلة، منذ عام سبعة وستين وحتى العام الجاري، وسط تخوفات من إقدام "إسرائيل" على تكرار الاعتداءات الأخيرة، في ظل تشجيع الساسة الإسرائيليين من متدينين ومتشددين، إلى جانب مساعدة بعض الدولة العربية على قمع مظاهر التضامن مع القدس وأهلها.

عام 1967م: دخل الجنرال موردخ ايجور المسجد الأقصى المبارك هو وجنوده، ورفعوا العلم الإسرائيلي على قبة الصخرة، وحرقوا المصاحف، ومنعوا المُصلين من الصلاة فيه، وصادروا مفاتيح أبوابه، وأغلقوه على مدى أسبوع كامل منعوا خلاله الصلاة والأذان. وتمكنت القوات الإسرائيلية من فرض سيطرتها على المدينة التي دخلها موشي هدايان وزير الدفاع الإسرائيلي وقتذاك، وخطب قائلاً: "لقد أعدنا توحيد المدينة المقدسة، وعدنا إلى أكثر أماكننا قدسية، عدنا ولن نبرحها أبدًا".

عام 1968م: صدر قرار"إسرائيلي" بمصادرة الأرض الفلسطينية في القدس المحتلة وامتلاكها؛ بدعوى أنها أراضي دولة رغم وجود أصحابها ومالكيها الأصليين، وبالتالي صودرت في حينه، في إطار قرار مصادرة شمل 3345 دونماً.

عام 1969م: اقتحم الإرهابي اليهودي الأسترالي "دينيس مايكل" -وبدعم من العصابات اليهودية المغتصبة للقدس- قام بإحراق المسجد الأقصى المبارك في جريمة تعتبر من أكثر الجرائم إيلامًا بحق الأمة وبحق مقدساتها. وتَمكَّن مايكل من الوصول إلى المحراب، وإضرام النار فيه؛ في محاولة لتدمير المسجد، وقد أتت النيران على مساحة واسعة منه؛ إلا أن الفلسطينيين حالوا دون امتدادها إلى مختلف أنحاء المسجد.

عام 1970م: افتتحت "إسرائيل" كنيسًا يهوديًّا جديدًا تحت المسجد الأقصى يتكون من طبقتين: الأولى مصلى للنساء، والآخرة مصلى للرجال تُقام فيه الصلاة، وأوضحت أنه موازٍ لقبة الصخرة المُشرَّفة، وهو على مسافة 97 مترًا من مركز القبة.

عام 1976م: قررت القاضية في المحكمة المركزية الإسرائيلية "دوث أود": "أن لليهود الحق في الصلاة داخل الحرم"، وهو نفس ما قرره وزير الشؤون الدينية "إسحاق رافائيل" عندما قال: "إن الصلاة في منطقة الحرم هي مسألة تتعلق بالشريعة اليهودية، وهي ليست من اختصاصي"

عام 1979م: استولت القوات الإسرائيلية على الزاوية الفخرية التي تقع في الجهة الجنوبية الغربية من ساحة المسجد الأقصى المبارك، فضلاً عن إطلاقها وابلاً كثيفًا من الرصاص على المصلين المسلمين؛ مما أدى إلى إصابة العشرات منهم بجروح

عام 1980م: في هذا العام أعلنت إسرائيل ضَمّ القدس المحتلة إليها، وأعلنت عن القدس بشطريها عاصمة موحدة لإسرائيل. وقبل أيام قليلة شهدت القدس تصعيدًا جديدًا بإغلاق المسجد الأقصى في وجه المسلمين في وقت سُمح فيه لليهود بالدخول إلى ساحات الأقصى في عيد "الشافوعوت"، وهو وفق اليهود عيد "نزول التوراة"

 

عام 1981م: اقتحم أفراد حركة "أمناء جبل الهيكل" الحرم القدسي الشريف برفقة الحاخام "موشى شيغل" وبعض قادة حركة "هاتحيا"، وأرادوا الصلاة، وهم يرفعون العلم الإسرائيلي ويحملون كتب التوراة.

عام 1982م: أقدمت مجموعة من الشباب اليهود المتدينين على اقتحام المسجد الأقصى عبر"باب الغوانمة"؛ فتصدى لهم الحراس المسلمون، وحدث اشتباك أصيب فيه أحد الحراس المسلمين، ولما حضرت الشرطة الإسرائيلية اعتقلت الحارس المصاب واستجوبت الحرّاس الآخرين.

عام 1983م: تم تشكيل حركة متطرفة في إسرائيل وأمريكا، مهمتها: إعادة بناء جبل الهيكل في موقع المسجد الأقصى. إلى جانب اكتشاف عدة فتحات جديدة تحت الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى، يُعتقد أن المتطرفين اليهود قاموا بحفرها أثناء محاولتهم اقتحام الحرم الشريف.

عام 1984م: حركة متطرفة تطلق على نفسها اسم "مُخلِّصي الحرم" تقيم "صلوات عيد الفصح" العبري، وتقدم "القرابين" في المسجد الأقصى المبارك؛ بعلم رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزيري الداخلية والأديان. وكما اكتشف حرّاس الأقصى المسلمون عددًا من الإرهابيين اليهود في الساحات المحيطة بالمسجد وهم يعُدُّون لعملية نسف تامة للمسجد مستخدمين قنابل ومتفجرات وموادًا متفجرة تزن مائة وعشرين كجم من نوع "تي.إن.تي.".

عام 1986م: عقد عدد من الحاخامات اجتماعًا خاصًا؛ قرروا فيه بصورة نهائية السماح لليهود بأداء الطقوس في المسجد الأقصى، كما قرروا إنشاء كنيسيه ودي في إحدى ساحاته.

عام 1989م: سمحت الشرطة الإسرائيلية بإقامة صلوات للمتدينين اليهود على أبواب الحرم القدسي الشريف، وذلك للمرة الأولى رسميًّا؛ بالإضافة إلى وضع جماعة "أمناء الهيكل" اليهودية حجر الأساس لبناء "الهيكل" الثالث، قُرب أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك.

عام 1990م: محاولة حركة ما يسمى"أمناء جبل الهيكل" اقتحام المسجد الأقصى؛ لوضع حجر أساس "للهيكل" المزعوم، وارتكاب مذبحة الأقصى الأولى على يد قوات الاحتلال ضد المسلمين المُحتجّين على ذلك؛ مما أدى إلى استشهاد 34 مسلمًاوجرح 115 آخرين.

عام 1993م: بدأت مرحلة أخرى من تهويد القدس؛ وهي عبارة عن رسم حدود جديدة لمدينة "القدس الكبرى"، وتشمل أراضي تبلغ مساحتها 600 كم2 أو ما يعادل 10% من مساحة الضفة الغربية لتبدأ حلقة جديدة من إقامة مستوطنات خارج حدود المدينة.

عام 1994م: وقّعت اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن عام 1994، لتصبح ثاني اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية -بعد الاتفاقية مع مصر عام 1979-؛ بينما في مارس/ آذار 2013، وقّع العاهل الأردني، والرئيس الفلسطيني -محمود عباس- اتفاقية تعطي الأردن حق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين.

 

عام 1996م: دخل الأقصى في سلسلة من الاعتداءات الجديدة ضده، شملت حفريات إسرائيلية خطيرة تؤدي إلى اهتزازات في الحائط الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى، ومطالبات بتقسيم الحرم القدسي الشريف.

عام 1999م: انقضّ عشرات من أفراد الشرطة الإسرائيلية بالعصي والهراوات وأعقاب البنادق على مجموعة من الفلسطينيين -بينهم حنان عشراوي وفيصل الحسيني-، وعدد من الإسرائيليين الذين تجمعوا في رأس العمود في القدس للاحتجاج على بدء أعمال التجريف لبناء مستعمرة يهودية جديدة في قلب الحي العربي.

عام 2000م: زيارة أرئيل شارون -رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق- للمسجد في أواخر العام 2000م؛ لتفجر انتفاضة جديدة في الشارع الفلسطيني، أوقعت آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، وارتُكبت بحق الشعب الفلسطيني أبشع المجازر وعمليات القتل؛ فيظل استمرار الصمت العربي والإسلامي على مايحدث في ساحات المسجد الأقصى، والتي ما تزال مستمرة حتى الآن.

عام 2002م: أبرز ما في هذا العام هو إنشاء جدار الفصل العنصري؛ والذي بدأ في عهد حكومة أرئيل شارون في شهر يونيو حزيران عام 2002، وصرحت الحكومة الإسرائيلية آنذاك أن "السياج الأمني"، يتم بناؤه بهدف إنقاذ حياة المواطنين الإسرائيليين الذين يستمر استهدافهم من قِبَل الحملة الإرهابية التي بدأت عام 2000؛ الأمر الذي أدى إلى ابتلاع مساحات شاسعة من أراضي الفلسطينيين.

عام 2003م: اقتحم نحو 150 يهوديًا المسجد الأقصى المبارك وحاولوا أداء طقوس دينية، إلى جانب إدخال الشرطة الإسرائيلية مجموعة من السياح الأجانب من النساء إلى المسجد الأقصى بلباس فاضح جدًّا لايليق بحرمة المسجد الأقصى، وعندما حاول البعض تنبيه أفراد الشرطة بحُرمة ذلك؛ أصروا على موقفهم، وهددوا المعترضين بالاعتقال.

عام 2004م: نظم حزب "تكوماه" اليميني الإسرائيلي مسيرة استفزازية حول أسوار المسجد الأقصى وبمحاذاة أبوابه، وشعار المسيرة "بناء الهيكل" -وذلك على حساب المسجد الأقصى المبارك-، إلى جانب تحطيم مجموعة من المتطرفين اليهود أعمدة رخامية أثرية بالقرب من المتحف الإسلامي داخل ساحة الأقصى، يعود تاريخها إلى العصور الإسلامية الأولى.

عام 2005 م: منظمات يهودية متطرفة أبرزها "الحركة من أجل إقامة الهيكل"، و"حركة رفافاه"، و"منتدى الخلاص الإسرائيلي" تُعمّم إعلانًا تحت عنوان: "نتواصل مع جبل الهيكل صلاةً واعتصامًا"؛ تُحرِّض فيه عامة الجمهور الإسرائيلي على اقتحام جماعي للمسجد الأقصى يوم السادس من شهر حزيران- يونيو، أي في الذكرى الـ 38 لاحتلال القدس.

عام 2006م: مسؤولون يهود يفتتحون غرفة جديدة لصلاتهم في ساحة البراق "المبكى"، بحضور رئيس الاحتلال "موشي هكتساف"، ورئيس بلدية الاحتلال في القدس "أوريلو فوليانسكي"، والحاخام ينال رئيسين في الدولة العبرية. عام 2007م: ادعاء سلطات الاحتلال اكتشافها لطريق واسع يعود لفترة الهيكل الثاني بزعمهم، ويمتد بين سلوان وحائط البراق تحت الأقصى المبارك لتتحقق نبوءة رئيس دولة الاحتلال التي عبَّر عنها عام 2006م.

عام 2008-2009م: حيث تميزت هذه الفترة بهجمة كبيرة من الاحتلال على المسجد الأقصى؛ شملت عمليات تضييق، وتحريض، واعتداءات، واعتقالات غير مسبوقة في حدتها وتصعيدها وتكررها. كل ذلك على خلفية النشطات المدافعة عن المسجد الأقصى المبارك.

عام2010م: قررت المحكمة اللوائية الإسرائيلية في القدس الموافقة على بناء جسر المغاربة، لتغيير معالم ساحة البراق في المدينة المقدسة؛ حيث اتخذت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس قرارات بتغيير معالم ساحة البراق ومنطقة باب المغاربة، واستحداث باب في سور المدينة. عام 2011م: افتتحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي رسميًّا نفقًا جديدًا، يمتد من حي وادي حلوة ببلدة سلوان، إلى المسجد الأقصى، بطول 200 متر تقريبًا. ويُذكر أن النفق يمتد من مدخل حي وادي حلوة، ويمضي شمالاً باتجاه المسجد الأقصى؛ مخترقًا سور البلدة القديمة في القدس المحتلة.

عام2012م: بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي محاولات لنزع الأراضي من المواطنين الفلسطينيين، بنصب العديد من القبور الوهمية "نحو 50 قبرًا" على مساحة 20 دونمًا من أراضيهم في المنطقة الشمالية لبلدة سلوان، التي تقع بين البلدة والمسجد الأقصى المبارك؛ وذلك لفصل المنطقة عن أسوار المسجد الأقصى

 

عام2013م: شهد هذا العام ارتفاع وتيرة بناء المستوطنات؛ فقد قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي -ومن خلال أذرعها المختلفة المسؤولة عن البناء في المستوطنات- بإقرار بناء نحو "18000" وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية؛ حيث تركزت بين الموافقة على خطط وطرح عطاءات وإصدار تراخيص بناء، بعضها نُفِّذ، وبعضها قيد التنفيذ، والبعض الآخر بانتظار إتمام إجراءات البناء.

عام2014م: اقتحم الحاخام المتطرف "يهودا غليك" للمرة الثانية المسجد الأقصى المبارك عبر باب المغاربة مع مجموعة من المستوطنين، وصحفي يحمل كاميرا "فيديو"؛ حيث قاموا بالصعود إلى سطح قبة الصخرة باستخدام الدرج المؤدي له من البائكة المحاذية لمكتب الحراس. وحصلت مشادات كلامية بين المتطرفين والمرابطين في المسجد. وآخر ما صدر خلال العام الجاري هو أن برلمان الاحتلال -الكنيست- يعتزم طرح مشروع قانونٍ جديد للتصويت الشهر المقبل يُتيح تقاسم المسجد الأقصى المبارك، زمنيًّا ومكانيًّا، بين اليهود والمسلمين.

 

 

 

  • {clean_title}
  • {clean_title}
تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير