كتاب وفنانون يؤكدون أهمية التعاون لمواجهة كورونا
جهينة نيوز -دعا كتاب وفنانون الى ضرورة التعاون بروح المسؤولية الوطنية وتعزيز التكافل والتلاحم الوطني واهمية الارتقاء بالوعي الجمعي لمواجهة فيروس كورونا.
وقال الاديب هاشم غرايبة لوكالة الأنباء الأردنية( بترا)، إن الحياة أجمل من أن نهبها للمرض، وان الالتزام بتعليمات وزارة الصحة يعطينا الوقت لنعرف اكثر كيف نعيش حياتنا بشكل أفضل وان نفهم كوكبنا ومن عليه ونحبهم اكثر.وبلغته الادبية تابع غرايبة "جاء طوفان نوح، وكانَ شبابُ المدينةْ يلجمونَ جوادَ المياه الجَمُوحْ، ويستبقونَ الزمنْ، إن الحياة لن تتوانى عن إقحامنا مرة بعد مرة، في جولة اثر جولة من جولات: الإثارة والتعود، اليقظة والكسل، الشك واليقين، الصحة والمرض، وتبقى الحياة أجمل من أن نهبها سهوا لكورونا ". وأضاف "لعل المحاولة الحمقاء لترويض الكائنات خطيئة يدفع ثمنها التعالي البشري باستمرار، لكن الشيء الوحيد القادر على إنقاذ البشرية هو التعاون، لنجعل من هذه الجائحة فرصة لنعرف كيف نعيش حياتنا بشكل أفضل، وأن نفهم كوكبنا وتوازناته ونحبه أكثر". وقال وزير الثقافة الاسبق الاديب الدكتور صلاح جرار "إذا كان مجتمعنا لسنوات طويلة يتجنب بكل الوسائل التعبير الحقيقي عن المساواة بين الناس، فيجعلهم طبقات يتمايز بعضها عن بعض، فإن وباء الكورونا يفرض علينا أن نتساوى عندما ننحني أمام متطلباته. ودعا جرار إلى الحذر واجتناب التجمعات وكل ما يمكن أن ينقل العدوى، لافتا إلى أن السلوك الحضاري والثقافي يتطلب من كل واحد منا أن يحرص على سلامة الآخرين ومصلحة المجتمع، ما يستدعي الالتزام بكل التوجيهات الرسمية للتغلب على هذا التحدي الخطير.
وأكد على أن الوعي الاجتماعي لا بد أن ينعكس على صور التعامل مع هذه الحالة وعلى النتائج التي ستؤول إليها الأمور.
وقالت الاديبة سميحة خريس: "الانسانية كلها في اختبار واحد، أمام تحد حقيقي، تكاتفنا وأخذنا الأمر على محمل الجد والمسؤولية يعني نضجنا، لا بأس أن نضحك في وجه المجهول ونسخر، ولكننا في الأساس يجب أن نتخذ من الحيطة والحذر ما هو جدير بفهمنا لمعنى الحياة وقيمتها، ولأهمية الصحة التي بدونها لن يكون لنا بناء أوطاننا".
ودعت إلى عدم الاستهانة بالاجراءات الوقائية معتقدين أننا بعيدين عن مرمى الخطر. وقالت "المحنة تقربنا ولو كانت بيننا مسافة، وتعلمنا وإن انعزل كل واحد منا بانتظار زوال الغمة". وقالت الاديبة والاعلامية ليلى الاطرش، إن دور المثقف في أزمات الوباء لا يختلف عن دور أي إنسان واع لمسؤوليته عن شخصه وعائلته ومحيطه، وعن الدور الاجتماعي لأي مواطن عارف بخطورة الوضع، بعدم التهاون في أخذه بجدية بالغة ليكون قدوة بمسلكه.
وأضافت الاطرش "لا أعتقد أن على المثقف في خضم الأزمة أن يأخذ دور الموجه أو المسؤول التنفيذي أو الطبيب، أو صاحب القرار فهؤلاء مسؤولون عن إدارة الأزمة، وتطبيق القوانين التي يفرضها تطور الأوضاع". تابعت:" هنا يصبح دور الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وسيلة المعرفة وتتبع الأخبار والتحذيرات للمثقف والمجتمع ككل".
وقال عميد كلية الآداب والفنون في جامعة فيلادلفيا الناقد الدكتور محمد عبيد الله، انه يمكن للثقافة أن تقدم مساندة روحية ونفسية في هذه المرحلة، ويمكن للمثقفين القيام بدور تنويري وإرشادي هام في هذه المرحلة العصيبة التي أصابت الحياة البشرية كلها، من خلال التركيز على القيم الإنسانية الإيجابية التي تشمل التضامن والتعاون والتكاتف، والابتعاد عن أجواء الإشاعة والتشفي، والتنمر والإساءة المجانية للمصابين،فالعالم كله مصاب، والكل مهدد بالعدوى.
ودعا المبدعين والكتاب والفنانين إلى الدفاع عن الإنسان وعن الحياة الإنسانية من خلال إبداعاتهم وأعمالهم التي تستوحي بعض تفاصيل هذه الجائحة العالمية، عبر أعمال مستوحاة من الحقائق والأخيلة العلمية، وعبر تحويل التحديات إلى فرص، فالأعمال الإبداعية والفنية الأصيلة يمكن لها أن تخلد مواجهة البشرية لهذه المصيبة المزلزلة والاستفادة منها مستقبلا. وأكد أن الثقافة تعني حماية الإنسان وصيانة وعيه ووجدانه، وهي تلتقي مع اهتمام الطب والجهات الصحية التي لا تغفل هذه الجوانب، مشددا على ضرورة أن نساند أولئك الذين يحاولون حمايتنا وأن نلتزم بتوجيهاتهم وأن نسهم في التقليل من الآثار النفسية والوجدانية المؤلمة التي يتأثر بها الجميع دون استثناء.
ودعا الفنان زهير النوباني الجميع الى الالتزام بوسائل الوقاية المطلوبة والتقيد بالتعليمات الرسمية بهذا الخصوص والتعاون التام بين المواطنين، والتعاون والتضامن بين القطاعين الرسمي والخاص للتغلب على هذه الازمة الطارئة، معربا عن أمله بأن الاردن سيخرج من هذه الازمة اكثر قوة ومنعة.
ودعا رئيس جمعية النقاد الاردنيين الناقد الدكتور زياد ابو لبن جميع المواطنين الى "الارتقاء لمستوى المسؤولية الوطنية والوعي العميق، بما يحيط بنا من وباء يهدد حياتنا في كل لحظة، وأن نتثبّت من مصادر المعلومة والخبر، كي ننتصر على الإشاعات التي تفتّ من عزيمتنا في الحياة، وأن تكون ثقتنا بأنفسنا قبل أن تكون في الآخرين، وان نقدّم المصلحة العامة على مصلحتنا الفردية، ونتكاتف معاً من أجل حياة فضلى".
ودعت الفنانة قمر الصفدي إلى عدم الالتفات إلى الاشاعات والالتزام بما يصدر عن الجهات الرسمية المختصة، والى السلوك الحضاري والمدروس والعلمي في مواجهة هذا الظرف الذي يتطلب من الجميع التحلي بروح المسؤولية الوطنية.
وأكدت الفنانة والكاتبة سميرة خوري ثقتها بالمؤسسات الرسمية المعنية، وأبناء الشعب الواعي لمواجهة هذا الوباء.
وقالت "اننا في الاردن نحظى بقامات وكوادر لديها من القدرة والمعرفة والالتزام ما يكفي لمكافحة الخطر، ان كان من اصحاب القرار او من أبناء الشعب الذي يعرف كيف يتحمل مسؤولياته بجدارة.
ودعت إلى أن تكون هذه الفترة التي تتطلب ان يعزل المواطن نفسه ولا يخرج من بيته الا للضرورة، بمثابة مرحلة للتأمل ونشر المحبة والتكافل والعطاء بين أبناء المجتمع الواحد. --(بترا)