فقد رزقه ومكانته.. واينستين المتهم بالاغتصاب ينشد الرحمة ويواجه الموت في السجن
بينما يسعى المدّعون لتوقيع أقصى عقوبةٍ بحق منتج ومخرج الأفلام الأمريكية، هارفي واينستين، في قضيته التاريخية المرتبطة بحركة #MeToo (#أنا_أيضاً)، قال محاموه يوم الإثنين، 9 مارس/آذار، إنَّه يستحقّ الرحمة نظراً "لسقوطه التاريخي من مكانته السابقة” ومشكلاته الصحية الخطيرة.
صحيفةSouth China Morning Postالصينية قالت الثلاثاء 10 مارس/آذار 2020، إنه في رسالة قُدّمت للمحكمة استباقاً للحُكم المقرَّر صدوره على واينستين يوم الأربعاء، 11 مارس/آذار، في قضيَّة اتهامه بالاغتصاب التي أُدين فيها في مدينة نيويورك، طلب فريق دفاعه من القاضي جيمس بورك أن يحكم عليه بخمس سنواتٍ في السجن فقط، وهو حكمٌ بعيدٌ كل البعد عن العقوبة القصوى التي يسمح بها القانون في مثل هذه الجريمة، وهي السجن 29 عاماً.
هارفي واينستين يواجه مشاكل صحية
جاء في الرسالة أنَّ واينستين، وهو رجلٌ حظي بالإعجاب يوماً ما لتخصيصه جزءاً من ثروته لخدمة قضايا خيرية أثناء صعوده المهني ليصبح واحداً من أبرز المنتجين في هوليوود، أصبح الآن "عاجزاً عن المشي في العلن دون أن يتعرض لهجوم لفظي، لقد فقد واينستين مصدر رزقه. إنَّ سقطته من مكانته المرموقة كانت تاريخية بأبسط التعبيرات، وربما غير مسبوقةٍ في عهد مواقع التواصل الاجتماعي”.
كما قيل في الوثيقة إنَّه حتى وإن مُنح واينستين المريض البالغ من العمر 67 عاماً حُكماً مخففاً، فإنَّ "الواقع الخطير هو أنَّ واينستين قد لا يعيش بعد انتهاء فترة الحُكم، ما يجعله واقعاً حُكماً بالسجن المؤبد”.
منذ بداية المحاكمة، أثار استخدام واينستين مشاية للدخول والخروج من المحكمة كل يومٍ من أيام محاكمته تساؤلاتٍ عن وضعه الصحي. وبعد إدانته المُعلنة يوم 24 فبراير/شباط، أُرسِل واينستين إلى مستشفى بيلفيو بنيويورك، استجابةً لمخاوف متعلّقة بارتفاع ضغط دمه ومعدّل ضربات القلب، حيث مكث لأكثر من أسبوعٍ قبل أن يُنقل الأسبوع الماضي لمستشفى مجمّع سجون رايكرز سيئ السمعة.
بالإضافة لمشكلات القلب التي يعاني منها واينستين، قال محاموه إنَّه يعاني أيضاً من تداعيات عمليةٍ فاشلة خضع لها لعلاج ظهره بعد تعرّضه لحادث سيارة الصيف الماضي، وحالة مرضية تستدعي تلقّيه حُقناً في عينيه كيلا يفقد بصره.
التهم الموجهة لهارفي
في وثيقة مقدَّمة من الادعاء في المقابل، سرد المدّعون تفاصيل سلسلة من الادعاءات أوَّلها تقدَّمت به امرأة حكت أنَّها استيقظت في منتصف الليل في غرفةٍ بفندقٍ في مدينة بافلو، بولاية نيويورك، عام 1978 لتجد واينستين يعتليها و "يفرض نفسه عليها جنسياً”.
قال المدّعون إنَّ هذه الواقعة تماثل نمطاً استمرّ فيه المتهم لعشرات الأعوام: يقنع واينستين نساء شابّات بأن يكنّ وحدهن معه في غرفة فندق أو أي موقعٍ آخر قبل أن يعتدي عليهن جنسياً، وغالباً ما يرتكب هذا وهو يحاول إيهامهنّ بأنَّ هذا هو طريقهن للنجومية.
كان القاضي المكلَّف بالقضية قد أخبر أعضاء محتملين من هيئة المحلَّفين خلال عملية اختيار المحلَّفين أنَّ المحاكمة ليست "استفتاء عن حركة #metoo” وأنَّ عليهم النظر فقط في المزاعم المذكورة في التهم الموجَّهة لواينستين ولا غيرها.
لكنَّ المدّعين قالوا إنَّ القانون يسمح للقاضي بورك بأن "يأخذ في اعتباره جميع الجوانب المحيطة بحياة المتهم وصفاته” بالإضافة "إلى نطاقٍ واسع من المعلومات” وهو يدرس الحكم المحتمل.
ما بين 5 و25 سنة سجناً
كتب المدعون في وثيقتهم المقدمة للمحكمة إنَّه يجب على القاضي أن يوقِع على واينستين عقوبة تعكس "خطورة الجرائم التي ارتكبها”، وتعاقبه على "انعدام شعوره بالندم للأذى الذي سبَّبه للآخرين”، اعتماداً على "حياةٍ عاشها في إساءاتٍ لغيره، سواءً جنسية أو غير ذلك”.
في التهمة الموجَّهة له بموجب قانون الجريمة الجنسية، يواجه واينستين عقوبة السجن بحد أدنى 5 سنواتٍ، وبحد أقصى 25 سنة، فيما تبلغ العقوبة القصوى لتهمة الاغتصاب من الدرجة الثالثة السجن لأربعة أعوام.
عادةً ما يحكم القضاء بعقوباتٍ تُقضى بالتوازي، ما يعني أنَّ المتهم يقضي وقت العقوبتين معاً في الوقت ذاته.
في جلسة النُطق بالحكم على واينستين، سيُمنَح متّهموه فرصة مواجهته في قاعة المحكمة مجدداً، وأيضاً سيُمنَح المنتج السابق فرصةً أخرى للتحدُّث. رفض واينستين الإدلاء بشهادته في محاكمته، لكنَّه لن يجد ما يدعو للقلق في جلسة الحكم من أن يستجوبه الادعاء، ما كان سيحدث في جلسات استجواب الشهود.
بمجرَّد أن يُنطَق بالحكم على واينستين، سيُنقَل من نظام السجن بمدينة نيويورك إلى نظام السجن بالولاية. وهناك سيخضع المتهم المدان لتقييمٍ دقيق، ويتضمَّن هذا مراجعة شاملة لحالته الصحية، يتحدَّد على إثرها أيّ منشأةٍ تلائم احتياجاته الصحية والأمنية.