"الأيادي البيضاء"
جهينة نيوز -خوله كامل الكردي
إن الدور الإنساني والأخلاقي، لا يمكن أن يكون سوى عنوان لكل خطوة ومبادرة خطتها الأردن في سبيل إضفاء الأمن في البلاد العربية ورسم الابتسامة على وجوه المحرومين منها، فبدءا من صفقة القرن والتوجه الأردني الشعبي والرسمي لرفض أي تسوية غير عادلة، قد تنزع الحقوق التاريخية والشرعية للشعب الفلسطيني في أرضه، وإصراره على التمسك بمبادئ الشرعية الدولية وحق تقرير المصير له، والقوة التي تبديها الأردن في احقيتها بالوصاية التاريخية والدينية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتأييد ومساندة الفلسطينين في صمودهم الأسطوري أمام المؤامرات والدسائس التي تحيكها أطراف دولية عديدة، ومحاولاتها لنزع تلك الوصاية الهاشمية الأصيلة، والدفع باتجاه الضغط على الجانب الفلسطيني لقبول صفقة تهضم حقه في أرضه، وترجع قضيته إلى مربع الصفر.
والقضية اليمنية وسعي الأردن الحثيث والمتواصل، لدعم الاستقرار في اليمن ورعاية المصالحة الوطنية اليمنية، ودفع الأطراف المتصارعة بكافة اتجاهاتها للجلوس على طاولة الحوار، في أردن العروبة والشهامة، إلى جانب الجهود الإغاثية والإنسانية التي تقوم بها الدولة الأردنية، للمشاركة بمبادرة جسر الرحمة والتي أطلقتها منسقة الأمم المتحدة وممثل الصحة العالمية في اليمن، لمساعدة الأشقاء اليمنيين ومعالجة مرضاهم ومصابيهم في المستشفيات الأردنية، والتي تتميز بالكفاءة والجدارة بكوادر طبية وتمريضية وعلى درجة عالية من التأهيل والتدريب، إلى جانب دعوات الأردن المستمرة في تحييد المدنيين اليمنيين وتجنيبهم الصراع الدائر في بلدهم.
ولا نغفل دور الجهود الاردنية الدبلوماسية التي برزت إبان الأزمة الأخيرة، بين الولايات المتحدة وإيران بحادثة اغتيال سليماني من قبل أمريكا ورد إيران بإطلاق اثنى عشر صاروخاً باليستيا على القاعدة الأمريكية عين الاسد واربيل، ومطالبات الأردن بتجنيب العراق أي نزاع قد يحدث بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، والتشديد على ضرورة ألا تكون العراق ساحة لتصفية الحسابات الدولية.
ولم تقف جهود الأردن واياديها البيضاء عند ذلك، بل تعدت إلى إيواء اللاجئين والنازحين من سوريا واليمن، وتقديم المساعدات والاغاثات الإنسانية التي يحتاجونها.
ختاماً: ستبقى الأردن واحة أمن وأمان لكل مستغيث ومحتاج، ولن تحييد عن مواقفها الإنسانية النابعة من عروبتها الأصيلة ودينها الحنيف، والمعبرة عن مبادئها السامية في مد يد العون لطالبيها، ولا تدخر جهدا في الوقوف بجانب المظلومين أينما وجدوا وفي أي وقت، فحيا الله الأردن بلاد العز والنخوة وشعبها الأبي الكريم.