تشي لي : الاردن على اعتاب عصر جديد في التحول الرقمي
رئيس قسم التسويق في "زيروكس" تتحدث للانباط
الأجهزة المتصلة بالشبكة ستتجاوز 50 مليار في2020
سبع دول أطلقت استراتيجيات الحكومة الرقمية
يجب السعي لنقل 80 % من الخدمات الحكومية لقنوات رقمية
بحلول 2025 سيشكل جيل الألفية 75 % من القوى العاملة بالعالم
نعيش في كنف المدن الذكية
عمان – جهينة نيوز – علاء علان
توقعت رئيس قسم التسويق في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لدى شركة زيروكس " بوي تشي لي " استمرار النمو في أعداد الأجهزة المتصلة بالشبكة لدعم التوجهات المتنامية لتقنيات انترنت الأشياء، فبالإضافة إلى أجهزة الكمبيوتر المحمولة، والهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، هناك العديد من أجهزة بيئات العمل الذكية الأخرى التي باتت تتصل حالياً بشبكة الإنترنت.
وقالت تشي لي في حديث خاص مع الانباط ان بعض التوقعات الصناعية تشير إلى أن عدد الأجهزة المتصلة بالشبكة سيتجاوز 50 مليار جهاز بحلول العام 2020.
وفيما يتعلق بالاردن وانترنت الاشياء قالت تشي لي ان منطقة الشرق الأوسط، بما فيها الأردن، تقف حالياً على أعتاب عصر جديد من عمليات التحول الرقمي، وتبني التقنيات الجديدة، ومن المتوقع نمو الأجهزة المتصلة بالشبكة وفقاً لهذه القراءة.
واضافت تشي لي بأن هذا التوجه سيساعد المؤسسات والحكومات في المنطقة على تطوير وتعزيز عوامل النمو لديها.
وقالت تشي لي انه وبالتزامن مع انتشار ونمو تقنيات انترنت الأشياء، فإن الحاجة لوجود حلول أمنية قوية ترتفع بشكل تلقائي،وينبغي على المؤسسات كي تتمكن من ابعاد شبح التهديدات الالكترونية إيلاء أقصى درجات الدقة والحذر عند اختيارها للمعدات المكتبية، مع الأخذ بعين الحسبان نوع وطبيعة حلول وتطبيقات الحماية الأمنية المدرجة ضمن المنتجات التجارية المفضلة لديهم.
ولدى سؤالها عن ما ينقص منطقة الشرق الاوسط للانتقال لعمليات التحول الرقمي للقطاعين الخاص والعام قالت تشي لي انه استناداً إلى نتائج تقرير "الشرق الأوسط الرقمي" الذي نشرته شركة ماكينزي للاستشارات في العام 2016، فإن دفع مسيرة نمو عمليات التحول الرقمي على المستوى المحلي يتطلب استراتيجية رقمية وطنية شاملة لتحقيق الأهداف المنشودة، إلى جانب تحديد جدول الأعمال الرقمي لكافة الأطراف المعنية. كما ينبغي تقسيم الاستراتيجية حسب القطاعات المستقلة، ومواكبتها للرؤية والأهداف الوطنية.
وتابعت تشي لي حديثها بأنه من بين تسعة دول في منطقة الشرق الأوسط، أطلقت سبع دول منها مؤخراً استراتيجيات الحكومة الرقمية أو الحكومة الإلكترونية بهدف التأكيد على عمليات التحول الرقمي للخدمات الحكومية، في مؤشر هام على انطلاقة قوية لهذه الاستراتيجيات.
واشارت الى انه يجب السعي إلى نقل 80 بالمائة من الخدمات الحكومية إلى القنوات الرقمية، على سبيل المثال، وهو إجراء جوهري من شأنه وضع عمليات التحول الرقمي في واجهة وقلب مجموعة واسعة من التطبيقات، فضلاً عن تأمينه لدرجة أكبر من سهولة الاستخدام، وتعزيز مستوى رضا المواطنين، ورفع معدلات الكفاءة على صعيد القطاعين العام والخاص.
وقالت انه لنتمكن من نشر هذه الاستراتيجية الوطنية الرقمية على نطاق واسع، ينبغي علينا دعمها لتتخطى حدود استراتيجية الحكومة الرقمية، لتشمل الاقتصاد والمجتمع ككل، بما في ذلك قطاع الرعاية الصحية الإلكترونية، والبنية التحتية الرقمية، وقطاع التعليم الرقمي، والقطاعات المعنية الأخرى.
وفي حديثها عن الاردن ترى تشي لي ان استراتيجية الأردن الرقمية تركز حالياً على المبادرات الحكومية، التي بدورها تسلط الضوء على التطبيقات المتعلقة بالخدمات الإلكترونية، وتحديد وتطوير البنية التحتية التقنية المناسبة، وتحديد وتطوير هيكلية البيئة التشريعية والتنظيمية الملائمة، وإعادة هيكلة العمليات بفعالية من أجل تحقيق الكفاءة العالية، وتطبيق عمليات التحول والتنمية على صعيد قطاع التعليم والتدريب وتبادل المعرفة والخبرات، والعمل وفق مناهج إدارة التغيير مع إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية،ومع ذلك، فإن هذه المبادرات تبقى معزولة من وجهة نظر هذا القطاع، وبالإمكان تسريع وتيرة انتشارها من خلال تبني منهجيات شمولية تغطي الدولة بأسرها.
وقالت تشي لي انه من أفضل الأمثلة على ذلك مبادرات الحكومة الرقمية التي أطلقتها الإمارات العربية المتحدة، مثل مبادرة دبي الذكية ومبادرة أبوظبي الذكية، حيث تهدف مبادرة دبي الذكية إلى تسهيل أسس التعاون بين القطاع الخاص والشركاء الحكوميين، فقد تم تصميمها وطرحها من أجل تمكين وتوفير أفضل التجارب التي تمتاز بالكفاءة والانسيابية والأمن للمقيمين والزوار.
وبينت تشي لي ان مبادرة دبي الذكية تسعى إلى طرح مبادرات استراتيجية وإرساء شراكات تنموية للمساهمة في دفع عجلة نمو اقتصادها الذكي، ونمط الحياة الذكية، وآليات الحكم الذكية، والبيئة الذكية، والأشخاص الاذكياء، والتنقل الذكي.
واشارت الى ان برامج الحكومة الإلكترونية في أبو ظبي، ومبادرات التحول الرقمي المطروحة من قبلها، تعكف على مناقشة خطط ومشاريع التحول الرقمي الرئيسية، التي تنطوي على دعم الجهود الرامية إلى "إنشاء حكومة ذكية تقوم على توفير الخدمات الهامة والفعالة للمستخدمين، بدءاً من الأفراد وصولاً إلى القطاعين الخاص والعام".
وحول رؤية تشي لي لسوق منطقة الشرق الاوسط قالت انها ترى بأن شريحة الشباب في منطقة الشرق الأوسط توفر إمكانات وقدرات هائلة على مستوى الموارد البشرية، لكن من الأهمية بمكان توجه الهيئات الاقليمية نحو رعاية هذه المواهب الرقمية، التي تعتبر عملة نادرة في العالم أجمع، وبشكل خاص على مستوى منطقة الشرق الأوسط، كما أن تسارع وتيرة نمو الاقتصاد الرقمي يعزز من معدلات الطلب على القوى العاملة الفنية من ذوي المهارات العالية، واستناداً لنتائج دراسة اقتصادية أجريت مؤخراً في أوكسفورد حول كافة القدرات والإمكانات التقنية، نجد بأن مهارات الأعمال الرقمية هي الأكثر أهمية على الإطلاق.
ولفتت تشي لي في حديثها الى انه بهدف تصميم وطرح مناهج رقمية شاملة على امتداد منطقة الشرق الأوسط، ينبغي على الدول تبادل المعرفة والخبرات حول أفضل الممارسات وأصول التعلّم الرقمي دون أية قيود أو شروط.
وفي حديثها عن المناهج الرقمية والمواهب العربية قدمت تشي لي مثالا عن منصة "ادراك"وهي منصة إلكترونية عربية للمساقات الجماعية مفتوحة المصادر، تم تأسيسها بمبادرة من مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية، حيث استفادت منصة إدراك من المواهب العربية الاقليمية من أجل إنشاء أول منصة إلكترونية عربية للمساقات الجماعية مفتوحة المصدر باستخدام التقنيات التي تم تطويرها من قبل اتحاد هارفارد-معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وتابعت تشي لي قولها ان هناك مبادرة دروب، التي قامت بإطلاق العديد من برامج التعليم بهدف تعزيز معدلات التوظيف والسعودة في المملكة العربية السعودية، وفي الآونة الأخيرة، أرست مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم، التي تأسست برأس مال بقيمة 1.14 مليار دولار، اتفاقية شراكة مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أثمرت عن طرح منهاج تعليمي على مستوى "شهادات الماجستير المصغرة" عبر الإنترنت، وبالإضافة إلى ذلك، تحتضن المنطقة الكثير من المؤسسات التعليمية التقنية الصاعدة، التي تتطلع لأن تكون جزءاً من النظام التعليمي الرقمي الغني في منطقة الشرق الأوسط.
وحول أهم العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند الانتقال من مرحلة الورقية الى اللاورقية قالت تشي لي بدأت غالبية المؤسسات بالفعل إما بإطلاق مبادرات تتضمن عمليات التحول الرقمي، أو أنها تعتزم القيام بذلك خلال السنة أو السنتين القادمتين.
واضافت تشي لي ان معظم عمليات الاستحواذ أو مجالات التنمية التي قامت بها شركات التوريد خلال السنوات الخمس الماضية على حلول البرمجيات، والآن أصبح الوقت مثالياً للاستفادة من هذه القدرات الجديدة.
وتابعت بأن بيئة العمل الرقمية تنطوي على تطبيق آليات أتمتة سير العمل، وعمليات التحليل، والذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلات، والمفتاح الفعلي لتحقيق المهام المكتبية دون الحاجة للأعمال الورقية يتمثل في التركيز على كيفية تحويل مهام العمل اليومي إلى مهام يمكن تنفيذها بشكل رقمي، فعلى صعيد كبرى المؤسسات، مثل الهيئات الحكومية، يعتبر الورق الوسيلة التقليدية لنقل المعلومات من مكان لآخر. لذا، كي نتمكن من تشكيل استراتيجية محكمة ومتكاملة لعمليات التحول الرقمي، علينا بالدرجة الأولى معرفة مراحل وعمليات سير العمل القائمة.
وقالت انه من العوامل الهامة الأخرى سهولة الاستخدام، التي من شأنها ضمان معرفة وإدارة العمليات المؤتمتة الجديدة بشكل جيد من قبل الموظفين الذين يستخدمونها.
وشددت تشي لي على موضوع الامن بقولها أن الأمن يعتبر من العوامل الرئيسية، فهو يضمن حماية جميع جوانب ومراحل عمليات التحول الرقمي بشكل جيد، دون ترك أية ثغرة أو فرصة تتيح للهجمات الخبيثة الانقضاض على الشركة، بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تلعب عملية التدقيق في المستقبل دوراً رئيسياً في عمليات التحول، فبالتزامن مع تنامي وتيرة أعمالنا وتمهيد التقنيات للطريق أمامنا للعمل بطرق مختلفة، ينبغي على الأنظمة والعمليات التي نقوم بتنصيبها العمل على ذات الوتيرة، فعمليات التحول الرقمي هي حالة متنامية من التطور، لا تنحصر على إتمام نقلة نوعية من محطة واحدة فقط.
وفيما يتعلق بمستقبل قطاع تكنولوجيا والاتصالات في الشرق الاوسط قالت تشي لي انه بحلول العام 2025، سيشكل جيل الألفية 75 بالمئة من القوى العاملة في العالم، وفقاً لنتائج "دراسات الحوكمة" الصادرة عن تقرير معهد بروكينغز الشهير للأبحاث، كما يشكل جيل الألفية أيضاً الحصة الأكبر من شريحة المستهلكين للمنتجات والخدمات في يومنا هذا، إلى جانب اتخاذهم القرارات التنفيذية، وهم في طريقهم كذلك للبدء بإدارة جيل ما بعد الألفية.
ورغم أن أنماط عمل جيل ما بعد الألفية مشابهة لدرجة كبيرة لأنماط عمل جيل الألفية، إلا أن العدد الهائل والمتمثل بـ 72.8 مليون شخص، الذين يشكلون مواليد الفترة الزمنية ما بين منتصف تسعينات القرن الماضي وأوائل القرن الحادي والعشرين، هم أكثر قدرة على المنافسة، والمتوقع تحقيقهم لمستوى أعلى من الكفاءة والإنتاجية في بيئة العمل المدارة من قبل جيل الألفية، هذه العوامل، والعديد من العوامل الأخرى، ستعمل على صياغة توجهات الأعمال خلال العام 2018، ما سيجعل القوى العاملة المعاصرة أكثر اعتماداً على التكنولوجيا.
وترى تشي لي أن بيئة العمل الحديثة ستصبح أكثر مرونة وانسيابية، ومن الأرجح تقبل المؤسسات الاقليمية لفكرة بيئة العمل المتدفقة، ما سيتيح لموظفيها إمكانية العمل عن بعد، وفي نفس الوقت الاستعانة بالابتكارات التقنية المتطورة التي تدعم هذه المنهجية.
وقالت انه من جهةٍ أخرى، ستستقطب تطبيقات الشركات المتنقلة الكثيرين خلال العام 2018، ونحن نتحدث هنا عن التطبيقات المتنقلة التي من شأنها تعزيز التكامل بهدف الحصول على نتائج الأعمال بوتيرة أكبر وأسرع، كما أن العملاء يتوقعون الحصول على المزيد من الخدمات المخصصة حسب الطلب والحلول الشخصية، ولن يتمكن جيل الألفية تخيل لذة الحياة من دون التطبيقات، التي بدأت بالفعل بتغطية جميع جوانب الحياة من حولنا، بدءاً من تطبيقات توصيل الطلبات والمأكولات والتسوق وتأمين الخدمات الحكومية، وصولاً إلى تطبيقات أتمتة آلية سير العمل الداخلي التي من شأنها مساعدة المؤسسات على تبسيط أعمالها بطريقة أكثر كفاءة.
واشارت تشي لي الى اننا نعيش في كنف المدن الذكية، ونقوم بمعالجة المعلومات بطرق أكثر ذكاءً عاماً بعد عام، والفرد الأكثر أهمية من ضمن جيل الألفية هو القادر على تنظيم كميات هائلة من البيانات، وتحويلها إلى معلومات سهلة الاستخدام ومنظمة، وهذا هو السبب الرئيسي وراء استخدامنا لعمليات تحليل البيانات الكبيرة، التي ستواصل طريقها في إحداث تغيير إيجابي على امتداد منطقة الشرق الأوسط.
وقالت أن الجهود المبذولة من أجل تحقيق عمليات التحول الرقمي على مستوى القطاعين الخاص والعام في منطقة الشرق الأوسط ستصبح أكثر تنافسية خلال العام 2018. وعلى الرغم من أن هذا التوجه لم يكن سوى وليد الأمس، إلا أننا نتوقع له إحداث المزيد من التغييرات على امتداد مختلف الصناعات، بما فيها قطاع التعليم والرعاية الصحية والمصارف والنقل، وهو ما يشير إلى أن أعمال ومهام الشركات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب الشركات الصاعدة، التي تدعم هذه القطاعات ستصبح أكثر رقمية، فضلاً عن أنها ستتمتع بنفوذ متنامي على مستوى المنطقة.