خبراء يدعون الى تفعيل وسائل التواصل لتسويق مشاريع التنمية والتشغيل
عمان -بترا
تسهم صناديق التنمية والتشغيل المنتشرة في محافظات المملكة في الحد من مشكلتي الفقر والبطالة، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة توعية الشباب بأهميتها وتفعيل الانشطة الاتصالية لتسويقها عبر مختلف الوسائل بحسب خبراء ومختصين .
وبينوا لوكالة الانباء الاردنية (بترا) أنه لتفعيل هذه الانشطة لابد من وجود كوادر متخصصة ومدربة ومؤهلة في مجال الاتصال لاستخدام استراتيجيات اتصالية للوصول الى أكبر شريحة من الشباب بمختلف الوسائل، والتعرف على هذه الصناديق والجدوى الاقتصادية من المشاريع التي يتم تنفيذها.
ويدعو الباحث الدكتور فرحان عليمات إلى زيادة اهتمام وسائل الاعلام بما تقوم به صناديق التنمية ، ونشر قصص نجاح للشباب الجامعي الاردني الذين استفادوا من تلك الصناديق.
ويستغرب عدم وجود استراتيجية اتصالية للمؤسسات الإعلامية وصناديق التنمية لتوعية الشباب الجامعي الاردني بأهدافها، ومساعدتهم في عملية التشغيل، لافتا الى محدودية الدور الذي تقوم به وسائل الاتصال في عدد من الصناديق، وعدم استخدام الوسائل الاتصالية الحديثة، لإيصال رسالة تلك الصناديق لأكبر شريحة من الشباب الجامعي تشجيعا لمبدا التشغيل بدلا من التوظيف.
ويشير الى دراسة اعلامية تنموية أعدها بعنوان دور وسائل الاعلام والاتصال، والانشطة الاتصالية للعلاقات العامة في صناديق التنمية الاردنية في توعية الشباب الجامعي بأهداف تلك الصناديق المتمثلة بتخفيف البطالة وحدة الفقر ورفع مستوى التأهيل المهني والتقني، ودراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع التي يقدم عليها الشباب الجامعي.
وتبين الدراسة ان السياسة الاعلامية التنموية لوسائل الاعلام والاتصال وصناديق التنمية موسمية وغير دائمة ومحدودة جدا، وغير مخصصة للشباب الجامعي، وانما تتناول أخبار ونشاطات تلك الصناديق بشكل عام، حيث دعا الدكتور عليمات إلى ايجاد استراتيجية اعلامية اتصالية من شانها ان تنعكس ايجابا على الدور التنموي المناط لوسائل الاعلام.
ويشدد على اهمية إيجاد كوادر مدربة ومؤهلة ومتخصصة في الانشطة الاتصالية، قادرة على استخدام نماذج الانشطة الاتصالية للعلاقات العامة ومنها التركيز على استخدام الاتصال الوجاهي، والعمل على انتاج مواد اعلامية تختص بالتوعية ونشر قصص النجاح، وافلام وثائقية، والعمل على الاستخدام الفاعل لصفحات التواصل الاجتماعي وتفعيلها.
يقول الخبير الاقتصادي أستاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك الدكتور قاسم الحموري أنه نظرا لارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، لابد من ايجاد فرص عمل لهم مبنية على التشغيل للتوظيف بحيث يقيم الشباب مشاريعهم الصغيرة القابلة للنمو والتطور، مبينا اهمية دور التمويل باعتباره الركيزة الاساسية لإقامة المشاريع.
ويشير الى ان الحكومة قامت بتقديم فرص تمويلية من خلال صناديق التنمية المختلفة، ولكن على أرض الواقع ، لم نرَ تحسنا في وضع الشباب–بحسب تعبيره-، وبالتالي لابد من بحث المعوقات والتي من ابرزها البيروقراطية في المعاملات والتي لا تشجع الشباب في التعامل مع هذه الصناديق.
وقال إذا اردنا تحفيز دور الصناديق لابد من ايجاد حالات وقصص نجاح حتى ينتشر بأكبر نطاق ممكن عن هذه الصناديق لفئة الشباب، ما يتطلب تعيين كفاءات عالية في هذه الصناديق خاصة فيمن يتعامل مباشرة مع جمهور الشباب.
وأوضح أنه لابد من التعريف إعلاميا بدور هذه الصناديق، وأفضل مكان لذلك بين طلبة الجامعات الرسمية والخاصة وتبسيط الاجراءات بحيث يتم تشجيع الشباب للتقدم لهذه الصناديق، كما يمكن تفعيل الجانب الاعلامي من خلال مقابلات تلفزيونية وصحفية مع بعض الشباب ممن نجحوا وحصلوا على تمويل من هذه الجهات.
ويقول نائب عميد كلية الاعلام في جامعة اليرموك الدكتور خلف الطاهات أن الحكومات فعلت مجموعة من الافكار الريادية للوصول الى قطاعات مختلفة في المجتمع للاستثمار بهذه القطاعات سواء نسائية او شبابية وغيرها من فئات المجتمع للاستثمار بأفكارها الابداعية واستثمارها الى مشاريع ناجحة بعيدا عن طوابير الانتظار لوظيفة حكومية.
وبين ان هذه المشاريع لا تحتاج الى شهادة أو مؤهل علمي او شروط تعجيزية بقدر ما تحتاج الى افكار الانتاج والعمل، ومن هنا جاء انشاء عدة صناديق مميزة وقادرة على ترجمة الخطط في الوصول الى مثل هذه الفئات والقطاعات في المجتمع مثل قطاع المرأة وقطاع التشغيل، وهي ترعى ابداعات فئة الشباب، وتخدم مستقبل الاسرة وأصحاب العمل .
ويؤكد انه وبالرجوع الى حجم المستفيدين والمبالغ التي رصدت لهذه المشاريع من قبل هذه الصناديق أن الحكومة نجحت بالاستثمار في الابداع بدليل انه بين الحين والاخر تعرض قصص النجاح عبر مختلف الوسائل .
وأشار الدكتور الطاهات الى ان هذا النجاح الموجود على أرض الواقع يمكن أن يتضاعف ليكون عاملا محفزا للشباب والقطاعات الاخرى، لكن لم يكن بسبب قصور الالة الاعلامية لهذه الصناديق والتي لم تتمكن لغاية هذه اللحظة من تبني استراتيجية اعلامية تمكنها من الترويج للمشاريع وانجازات وبرامج هذه الصناديق وبالتالي الوصول الى أكثر الفئات استهدافا.
وأوضح اهمية دعم الافكار الاكثر ابداعا، والترويج الهادف للمشاريع والمبادرات،الامر الذي يفتح المجال أمام منافسة أكبر من الجمهور للاستفادة من تمويل هذه الصناديق عبر تقديم أفكار تستحق تمويلا أكثر من غيرها.
ودعا القائمين على هذه الصناديق إلى المبادرة في التواصل والاتصال مع الجامعات والمدارس وعقد ورش تعريفية مع عمادات شؤون الطلبة في الجامعات للترويج لأهم قصص النجاح عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتنسيق مع المؤسسات الاعلامية لتزويدهم بأرقام وعناوين ومواضيع تشكل حالة استثنائية وتمتلك قيمة خبرية حقيقية لمفهوم النجاح والتميز.
ويؤكد أن مساهمة الكوادر الاعلامية المؤهلة في الاستراتيجيات التنموية يسهم في تحقيق النجاح للصناديق والمشاريع .
ويقول خبير التسويق واستاذ التسويق في الجامعة الاردنية الدكتور رامي الدويري ان هناك اختلافا في وسائل التسويق والترويج لأي مؤسسة ربحية او غير ربحية، وبالرغم من ان الوسائل هي نفسها لكن طرق استخدامها مختلفة، داعيا إلى وجود دراسات استراتيجية للسوق والفئة المستهدفة قبل ان يكون هناك مخطط تسويقي، بحيث يتم دراسة الفئة المستهدفة واهتماماتها واحتياجاتها.
ويبين أن آلية التفكير لدى الشباب تختلف عن آلية تفكير اي شخص آخر او اي جيل آخر ليتم وضعهم بعين الاعتبار في تصميم المخطط التسويقي والاستراتيجيات التسويقية،إذ ان وصول الرسائل الاستراتيجية من خلال صناديق التنمية يحتاج إلى صياغتها بطرق تتناسب مع هذه الفئات.
ويعتبر أن وسائل الاعلام الاتصالية الحديثة الوسيلة الافضل لصياغة الرسائل بطريقة ذكية وابتكارية لجذب اهتمام الفئة المستهدفة ولفت انتباههم، ولابد من ارسال رسائل للفكرة الموجهة من الصناديق التنموية لتوعيتهم على اهمية الخدمات المقدمة.
ويوضح ان سرد قصص النجاح يجب ان يكون بطريقة مختلفة ومتميزة بعيدة عن المثاليات بتبيان العوائق والصعوبات والتركيز على القصة بدلا من الحديث عن الشخص الناجح لضمان وصول الرساله بطريقة صحيحة، مبينا ضرورة تكثيف الرسائل الاتصالية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ذلك انه وفقا لآخر الاحصائيات فإن الشباب يمضون أربع ساعات على شبكات التواصل الاجتماعي بدون مشاهدة التلفاز أو الاستماع للراديو او قراءة الصحف، وبالتالي تعد هذه الشبكات الوسيلة الامثل والانسب للوصول لهذه الفئة.