واشنطن بوست: لا يجب التخلي عن الأردن في مهب رياح المنطقة المتغيرة
جهينة نيوز
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن وجود ثلاثة أسباب تقف وراء "الخلاف" السعودي الأردني الذي لوحظ في الآونة الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أردني رفيع المستوى قوله، إن أسباب الخلاف تكمن في "رفض الأردن إرسال قوات برية للمشاركة بالغزو السعودي لليمن قبل ثلاث سنوات"، واعتراضها على الحصار الذي فرضته المملكة والإمارات على قطر، خاصة أن هناك أكثر من 50 ألف أردني يعملون في الدوحة.
والسبب الثالث وراء الخلاف الأردني السعودي، وفق المسؤول، هو أن الأردن رفض المشاركة في الحملة على جماعة الإخوان المسلمين، حيث تعتبر عمّان أن احتواء الجماعة سراً أكثر فعالية من تلك الإجراءات التي اتخذتها السعودية والإمارات ضدها.
وبحسب الكاتب في الصحيفة الأمريكية، ديفيد أغنتايوس، فقد كان للأردن دور كبير في تحالفه مع الولايات المتحدة ضد الجماعات الإرهابية، وأن المخابرات الأردنية كانت مركزاً متقدماً للعمليات ضد تلك التنظيمات، ومن ثم فإنه لا يجب التخلي عنه في مهب رياح المنطقة المتغيرة.
وتابع أغنتايوس أن الأردن- الحليف الأهم لأمريكا في المنطقة- يقف اليوم أمام تحد جديد ومدهش يتمثل بالعلاقة مع السعودية، فالرئيس دونالد ترامب وبتشجيع من "إسرائيل"، يواصل التحالف مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي بات اليوم حليفاً مفضلاً لواشنطن، وهو ما دفع بعض الأردنيين إلى الشعور بأن واشنطن بدأت تتناساهم.
بن سلمان بدأ يتحرك لاحتلال الفضاء السياسي الذي كان يحتله الأردن، حيث يحاول إعادة تسويق بلاده لتكون صوتاً للإسلام المعتدل، وهي المهمة التي ظلت المملكة الأردنية الهاشمية تلعبها طيلة عقود خلت.
كما أنه يحاول أن يكون عامل تغيير في العالم العربي، وهو أيضاً الدور الذي كان الأردن يمارسه، وأخيراً فإن بن سلمان، وبدعم من ترامب، يطرح نفسه على أنه الخيار المناسب للصفقة النهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو ما أثار المخاوف الأردنية، وفق الكاتب.
ما يقلق الأردن هو أن دبلوماسية ترامب "التخريبية" التي تمثلت في قراره بشأن القدس واعتبارها عاصمة لـ"إسرائيل"، ستخلق مشاكل داخلية فيها، خاصة أن هذا القرار أثار عاصفة انتقاد كبيرة.
ويرى الكاتب أن الأردن "صديق عربي خاص لأمريكا"، وأن أجيالاً من ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تعاونوا مع نظرائهم الأردنيين، حيث نجحت المخابرات الأردنية في أن تكون قاعدة متقدمة في محاربة الجماعات الإرهابية، وأسهمت في تجنيد العديد من العملاء في الأماكن التي لا يمكن لجواسيس أمريكا الوصول إليها.
الأردن يعيش هذه الأيام أزمة اقتصادية خانقة في منطقة عربية مشتعلة، حيث يعاني اقتصاده من الضغط بسبب وجود نحو 1.3 مليون لاجئ سوري، بالإضافة إلى لاجئين من دول عربية أخرى، يقابل كل ذلك توتر في علاقته مع الإمارات والسعودية، الدولتين اللتين كانتا تقدمان مساعدات مالية للأردن.
وتنقل الصحيفة الأمريكية عن مسؤول أردني رفيع قوله إن الوضع غير مسبوق؛ "الأحداث تتسارع والغموض هو سيد الموقف".
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن الدعم الأمريكي كان عاملاً مهماً للأردن ويفترض أن يستمر، فمن المتوقع أن يوقع الأردن والولايات المتحدة مذكرة تفاهم جديدة في الثالث عشر من هذا الشهر تتضمن تقديم مساعدات مالية جديدة لمدة خمس سنوات بحيث تصل قيمة المساعدات الأمريكية سنوياً للمملكة الأردنية إلى نحو 1.5 مليار دولار. (ترجمة الخليج اون لاين)