حكومة اللون الواحد … !!!
جهينة نيوز -زاوية سناء فارس شرعان
انها حكومة حزب الله في لبنان بالتعاون مع حزب امل برئاسة نبيه بري والتيار الوطني الحر الذي يمثل رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يحتكر التمثيل المسيحي في لبنان بحيث يفرق عدد ممثليه من النواب والوزراء عدد ممثلي النواب والوزراء المسيحيين معا … وقد ورث عون من هذا التيار صهره زوج ابنته الكبرى جبران باسيل الذي اضحى رئيس التيار الوطني الحر ويختارون بدلا منه ممن يشاء الوزارة ويستأثر بملف الطاقة منذ اكثر من عشر سنوات ويكاد ان يكون وزير الخارجية الدائم للبنان ولا يكتفي بهذا القدر من الصلاحيات بل تمتد صلاحياته الى اختيار الوزراء من مختلف الاطياف والتيارات..
وقد كانت لحزب الله والتيار الوطني الحر وحركة امل ما اريد لهم من مناصب وحقائب وزارية فكان لجبران باسيل ما اراد من مناصب وزارية واحتفاظه بملف الكهرباء والطاقة الذي يعتبر احد الملفات التي تؤِثر على الاقتصاد الوطني وتسهم في زيادة المديونية التي تجاوزت حتى الان مائة مليار دولار ومن المتوقع ان تزداد المديونية بسبب ما شهده لبنان من احداث في الاونة الاخيرة ما زاد اعباء الدين الحكومي وزاد الاوضاع الاقتصادية والمعيشية سوءا بالاضافة الى ما تشهده المصارف والبنوك من الاعيب وفساد ما ضاعف المشكلة المعيشية والاقتصادية.
ويأتي تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب في ضوء الاحتجاجات التي قام بها الحراك الشعبي اللبناني مطالبا بتحقيق الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية المطلوبة التي اصبحت على كل لسان وذلك منذ اكثر من ثلاثة اشهر رغم ان حزب الله هو المهيمن على الامور في لبنان من خلال تسليحه ونوابه وقوته العسكرية التي تفوق اي قوة اخرى في لبنان بما في ذلك الجيش رغم ما اعلنته العديد من دول العالم على ذلك وخاصة الدول الخارجية لا سيما في الدول الاوروبية وامريكا اللاتينية كما في فنزويلا حث اتخذت اجراءآت عديدة ضد حزب الله.
الحراك اللبناني تفوق على غيره من الحراك الشعبي الذي من خلال تنظيمه وتأثيره على مختلف الساحات العربية والعالمية التي شهدت مثل هذه الاحتجاجات واصبحت الثورة الشعبية اللبنانية ايقونة الثورات الشعبية العربية بل تفوقت على الثورة الفرنسية التي يشار اليها بالبنان باعتبارها قائدة وراية الثورات الشعبية العالمية الا ان الطبقة السياسية كما يسمونها في لبنان لم تأبه لهذا الحراك الشعبي الذي اضحى تقليدا يتبع في كل مكان … وبرغم ان مطالب الحراك كان همه الاول والاخير اقصاء الطبقة السياسية نهائيا عن الحكم الا ان اقطاب هذه الطبقة كان يحرصون على الابقاء على تحقيق هذا الهدف او هذه الغاية.
ورغم ان الاعلان عن رئيس الحكومة المكلف قوبل بالرفض المطلق من قبل المشاركين بالحراك الا ان قوى الاقطاع السياسي اصرت على تشكيل هذه الحكومة وبقائها وعدم تخليص لبنان منها رغم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المواطنون ورغم التحذير من اتمام هذه الحكومة من قبل مؤسسات التمويل الدولية لا سيما وان لبنان لا بد له من مساعدات وقروض لتمكينه من معالجة اوضاعه الاقتصادية ومع ذلك اصرت الطبقة السياسية على تنفيذ مخطط حكومة حسان ذياب ..
من الواضح ان لبنان بتشكيل حكومته الجديدة برئاسة حسان ذياب قد اختار لنفسه طريقا صعبا للغاية حيث سيمنع المجتمع الدولي من تقديم اي مساعدة اقتصادية او سياسية او اجتماعية او عسكرية من اي من دول العالم … فحكومة حزب الله لا يمكن ان يقدم لها اي مساعدة او مديونية … !!!