حل خارجي لازمة لبنان … !!!
جهينة نيوز -زاوية سناء فارس شرعان
غالبا ما تفشل الحلول الداخلية للازمات العربية بسبب تمسك الاطراف بمواقفها واصرارها على هذه المواقف ما يؤدي الى عجز الاطراف المتصارعة من التوصل الى حلول معقولة ومقبوله للازمات التي تعصف بالعديد من الاقطار والاوطان العربية ..
الثورة الشعبية اللبنانية بكل منجزاتها التي اقنعت العالم بعدالة مطالبها فشلت في التوصل الحاصل يتفق عليه الفرقاء في ضوء تخوف كل فريق في موقعه وعدم تنازل العديد من الاحزاب عن مواقفها ولو للمصلحة العامة.
فالنظام السياسي اللبناني منذ الاستقلال يقوم على الاقطاع السياسي او الطبقة اللبنانية السياسية كما يسمونها في لبنان مع حرمان الاغلبية الشعبية من المشاركة في السلطة واقتصارها على ممثلي الطوائف الكبرى التي يقوم عليها الحكم في لبنان … وهذا ما دفع الشعب وقواه السياسية الى التحرك على النطاق الواسع ليس على الساحة المحلية فحسب وانما على الساحتين الاقليمية والدولية لايجاد الحل المناسب للازمة التي تكاد تعصف بلبنان الدولة والمؤسسات.
فمنذ اشهر والازمة اللبنانية تراوح مكانها رغم الاف الاجتماعات والنداءات والاجتماعات بين الجماهير الشعبية تملأ الشوارع والساحات والميادين الرئيسية دون ظهور اي بارقة امل لحل الازمة التي تضغط على الشعب اللبناني حتى تكاد تخنقه دون اي اتفاق بل على العكس من ذلك فان الخلافات تزداد يوما بعد يوم بين مختلف الاطراف اللبنانية او تلك التي تهيمن على القرار اللبناني مثل التيار الوطني الحر الذي يمثل رئيس الجمهورية واعوانه وحزب الله ممثل الشيعة او ممثل ايران في لبنان وكذلك حركة امل …
وعلى الصعيد العربي فرغم ان جامعة الدول العربية مؤسسة قائمة الا انها عاجزة عن القيام باي دور ايجابي او الدفاع عن القضايا العربية .. اذ سافر الرئيس اللبناني لمساعدتهم في التوصل الحاصل الى حل مشكلتهم … الحل الدولي او الحل من الخارجي من الخارج بعد عجز اللبنانيين على حل مشكلتهم داخليا او عربيا من خلال الجامعة العربية …
الحكومة اللبنانية على صلة وثيقة بالعديد من دول العالم وخاصة الدول المؤثرة سياسيا واقتصاديا مثل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول اخرى مثل استراليا وكندا … بل ان علاقة لبنان مع بعض دول اوروبا الغربية مثل فرنسا اقوى تأثير من علاقة لبنان مع العديد من الدول العربية …
من اجل ذلك تمكنت فرنسا من دعم لبنان وعملت مؤتمر عالمي يعقد في باريس في الحادي عشر من الشهر الحالي لحل الازمة اللبنانية التي اتفق الجميع على اعتبارها ازمة اقتصادية تعزى الى الفساد وزيادة المديونية التي تبلغ مائة مليار دولار بالاضافة الى المشكلات الاقتصادية والفساد بجميع اشكاله القانونية والاقتصادية والسياسية.
وللتأكيد على ان الازمة اللبنانية هي ازمة اقتصادية دعت السلطات اللبنانية كل من السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة للمشاركة في لقاء باريس لاستقطاب اموال تساعد على حل الازمة الاقتصادية التي يئن تحت وطأتها اللبنانيون ..
في حقيقة الامر فان الحراك الشعبي اللبناني الذي اثر في كافة الساحات العربية من السودان الى الجزائر الى العراق يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار وخاصة ما يتعلق بطبيعة النظام السياسي في البلاد ومحاسبة الفاسدين والمفسدين واستعادة الاموال المنهوبة والمسروقة من البلاد ومحاسبة المسؤولين عن سرقة اموال لبنان ما اوصل البلاد الى الوضع الحالي بالغ السوء.
الشرط الذي تشترطه فرنسا او الدول الاوروبية لتقديم مساعدات للبنان والنصيحة التي تقدمها للبنان يتمثل بتشكيل حكومة بعد استقالة حكومة الحريري وهنا بيت القصيد حيث يختلف اللبنانيين بين حكومة تكنوقراط وبين حكومته سياسية … !!!