هل تتلاعب "غوغل" في نتائج البحث؟
دبي - البوابة العربية للأخبار التقنية
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مهندسي ومتعاقدي غوغل يعملون وراء الكواليس على تغيير الخوارزميات التي تغيّر نتائج البحث، بطرق كانت الشركة قد نفتها علانية في الماضي.
وبعد اختبار خوارزمية غوغل وإجراء أكثر من 100 مقابلة، أوضحت الصحيفة، في تحقيق نُشر أمس الجمعة، أن غوغل قد تدخلت في خوارزميتها لتخفيض مرتبة المواقع المزعجة والحفاظ على قوائم سوداء خاصة، وكذلك لإجراء تغييرات على الخوارزمية التي تفضل ترتيب البحث لأحد كبار المعلنين (إي باي) eBay، وذلك بخلاف الموقف المعلن للشركة.
ويدعم تحقيق الصحيفة مزاعم المحافظين بشأن تحيز ومراقبة غوغل، وذلك استنادًا إلى كيفية تحديد المحتوى الذي يظهر في محرك البحث الخاص بها وعلى موقع الفيديو التابع لها يوتيوب. وبالفعل؛ يحقق منظمو مكافحة الاحتكار في عمل غوغل لتحديد ما إذا كانت قد استحوذت على السوق لنفسها لخنق المنافسة، أو إيذاء المستهلكين. وذكرت قناة (سي إن بي سي) CNBC الأميركية الخميس أن المدعين العامين الخمسين الذين يحققون مع غوغل يعتزمون توسيع تحقيقهم في بحث غوغل، وأنشطة أندرويد.
غوغل تنفي
وفي بيان لـ CNBC، قال متحدث باسم غوغل: إن تحقيق الصحيفة غير دقيق، ويعتمد على الحكايات التي لم تعد تنطبق على سياساتها الحالية المتعلقة بالبحث.
ووفقًا للتحقيق، فإن شركة غوغل شهدت صراعًا داخليًا بشأن خوارزمية البحث إلى أعلى المستويات في الشركة. فقد اختلف المؤسسان المشاركان (سيرجي برين)، و(لاري بيج) بشأن كيفية التعامل مع المحتوى غير المرغوب فيه والمحتوى المفعم بالكراهية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث فضل برين اتباع نهج عدم التفاؤل وحث بيج على تدخل أكثر استباقية.
كما ذكر التحقيق أيضًا أن برين – ابن المهاجرين اليهود من الاتحاد السوفيتي – سمح للمواقع المعادية لليهود بالظهور ضمن نتائج البحث عند البحث عن مصطلح "يهودي"، إلى جانب إخلاء مسؤولية بأن النتائج "تُوَّلد بصورة موضوعية تمامًا ومستقلة عن معتقدات وتفضيلات أولئك الذين يعملون في غوغل".
ووفقًا للصحيفة، فقد دفع بيج نحو نهج أكثر صرامة تجاه المواقع المزعجة، وفقد أخبر مسؤولًا تنفيذيًا في قسم البحث حينئذ "قم بما عليك القيام به فقط"، متهمًا برين بأنه "يدمر" الشركة. وبالفعل، فقد غيرت غوغل في وقت لاحق خوارزمياتها لمحاربة المواقع المزعجة، وسمحت بمزيد من التدخل اليدوي، وفق ما قالته مصادر مطلعة للصحيفة.
قوائم سوداء
إلى ذلك، ذكرت وول ستريت جورنال أيضًا أن شركة غوغل احتفظت بقوائم سوداء للمواقع المزعجة لمنعها من الظهور في ميزة الإكمال التلقائي، وهو ما يتناقض فيما يبدو مع شهادة أحد المسؤولين التنفيذيين بالكونغرس في عام 2018. وعند سؤاله عما إذا كانت غوغل قد أدرجت في القائمة السوداء "شركة، أو مجموعة، أو فرد، أو منصة… لأسباب سياسية"، قال نائب رئيس سياسة غوغل العامة (كاران بهاتيا): "لا، سيدتي، لا نستخدم قوائم سوداء/قوائم بيضاء للتأثير على نتائج البحث".
وصرح المتحدث باسم غوغل لـ CNBC بأن الشركة لا تفكر في الأيديولوجية السياسية عند ضبط الخوارزميات أو المنتجات أو السياسات. ولكن التحقيق أشار إلى أن غوغل أجرت أيضًا تغييرًا واحدًا على الأقل على الخوارزمية استفادت شركة (إي باي) في الإعلانات.