في القرن الـ"21" ... "الأغوار الجنوبية" بلا "صرف صحي" ولا كهرباء
في جولة خاصة لـ"جهينة نيوز "
في القرن الـ"21" ... "الأغوار الجنوبية" بلا "صرف صحي" ولا كهرباء
عمان – جهينة نيوز – نعمت الخورة و فرح كُلّاب وطارق أبوعبيد
تصوير – محمد فيصل
استمرارا لسلسلة التغطيات الميدانية التي اجرتها الانباط سابقا في مختلف مناطق المملكة وتحديدا مناطق الاغوار الشمالية والوسطى والجنوبية، تابعت الانباط جولتها في منطقة الاغوار الجنوبية، واستمعت الى بعض المشاكل التي تعاني منها المنطقة على لسان المزارعين والرياضيين والمواطنين، هذه المشاكل التي يعاني منها سكان المنطقة منذ فترة زمنية طويلة، لكن أياً من المسؤولين لم يحن قلبه لأهالي تلك المناطق الذين لا يملكون قوت يومهم الا ما يباع مما يحصدون.
فغور الحديثة او كما يطلق عليه ابناء المنطقة "الصومال الجنوبي "نظرا للمعاناة التي يعيشها ابناء هذه المنطقة من جميع نواحي الحياة الزراعية والاجتماعية .
صيحات اطلقها الاهالي عبر جريدة الأنباط علها تصل الى آذان المسؤولين فالمنطقة تخلو من ادنى مقومات الحياة يغلفها الفقر والبطالة والجوع ولا تصلها اقدام المسؤولين .
الحال الزراعي
الموسم الزراعي في غور الحديثة الشمالية لا يغني ولا يسمن من جوع فقد عبر اهالي غور حديثة عن استيائهم الكبير من الموسم الزراعي لهذا العام حيث اكد عدد من المزارعين في حديث للانباط ان منتجاتهم تعاني من عدم التسويق وانها تعود اليهم لعدم وجود من يشتريها .
واضاف المزارعون انهم يعانون من ارتفاع اسعار الأسمدة والزبل وان تكلفة الرش لأقل برميل 150 دينارا مشيرين الى ان المزارع يصرف الاموال التي يحصل عليها على شراء الاسمدة وادوية الرش ولا يستطيع الصرف على عائلته عله يجني حصاد تعبه .
البطالة والفقر وانعدام الخدمات
وفي ذات السياق قال اهالي غور الحديثة ان المنطقة تعاني من الفقر والبطالة وعدم وجود الكهرباء والماء وان الاهالي يعيشون مأساة حقيقية مشيرين ان نواب المنطقة لم يقوموا بايصال مشاكلهم الى قبة البرلمان كما ان وزير الزراعه قام بزيارة المنطقة الا انه لم يلتق بالمزارعين على ارض الواقع ليستمع الى شكواهم بل اكتفى بلقاء عدد محدود تم انتقاؤهم .
واضاف الأهالي انهم يعانون من الظلم من الناحية الإجتماعية والاقتصادية والزراعية لعدم التفات المسؤولين لهم وان الأسر تعاني من التشتت وان المنطقة تعتبر منطقة مهجورة كان يقطنها عدد كبير من السكان يقدر 600 الف نسمه الا انهم قاموا بمغادرتها لعدم توفر الخدمات فيها كما تفتقر الى مكافحة الحشرات والقوارض وخاصة الذباب اضافة الى عدم ازالة النفايات من قبل البلدية بحجة انها خارج التنظيم مما يؤدي الى تكاثر الامراض .
وقال الاهالي ان المنطقة لا يتوفر فيها سوى مخبز واحد فقط يخدم ما يقارب 10 الاف نسمه اضافة ان المنطقة تفتقر لمكتب تابع لشركة الكهرباء مما يضطر الاهالي للسير مسافة 25 كيلومترا لدفع فاتورة الكهرباء بقيمة 10 دنانير في منطقة غور الصافي كما انها تفتقر ايضا لاي فرع من فروع البنوك .
ولفت الاهالي ان الشوارع غير معبدة اضافة الى ان المياه تصل الى المواطنين "بالدور " كل ثلاثة ايام .
واشار الأهالي ان ابناءهم يعانون من المخاطر عند ذهابهم الى المدرسة لعدم توفر المواصلات اضافة الى انهم يصعدون على احد الجسور التي انهارت اجزاء منه في اكتوبر الماضي مما يعرضهم للخطر دون تحريك ساكن من قبل وزارة الاشغال لترميمه .
المرأة تفتقر للعمل
ومن جهة اخرى لفت الأهالي ان المرأة في غور حديثة تفتقد لفرص العمل على الرغم من غالبية سكان المنطقة نساء متعلمات كونه لا يوجد تعيينات وان الأولوية في ذلك للمحافظات المجاورة وان المرأة اضطرت على اثر ذلك بالأنخراط بالعمل الزراعي حيث تحصل على يومية 5 دنانير لعشر ساعات يوميا .
وطالبت النساءعبر الأنباط مساعدتهن في ايجاد فرص عمل لهن خارج نطاق الزراعه وحسب المؤهلات العلمية لهن مناشدين ايضا بإعادة فتح مصنع البندورة في المنطقة .
المراكز الصحية
واشار الاهالي ان المنطقة لا يتوفر بها سوى مركز صحي واحد فقط يخدم المنطقة مشيرين الى وجود طبيب واحد فقط يبدأ دوامه يوميا في الساعه العاشرة صباحا كونه ياتي من عمان ما يبقى الاهالي في انتظاره لفترات طويله .
وطالب الاهالي بتوفير مستشفى صغير لخدمة ابناء المنطقة التي لا يتوفر لدى عدد كبير منهم مركبات خاصة حتى يستطيعون الوصول الى المستشفى المتواجد في منطقة غور الصافي .
حال المزارعين في غور الصافي والمزرعة
لا تختلف معاناة اهالي غور الصافي وغور المزرعه عن اهالي غور الحديثة فالمعاناة فيما يتعلق بالزراعة واحدة فالموسم الزراعي فيها بحسب مزارعين كارثي وسيئ للغاية من جميع النواحي منها وخاصة فيما يتعلق بتسويق المنتجات وتصديرها
واضافوا انه لم يبق للمزارع سوى ابواب السجون لتستقطبهم مناشدين الحكومة بايجاد حلول سريعه لانقاذهم مشيرين أن الاهالي في المنطقة جل اعتمادهم على الزراعه فقط وانهم اصبحوا يستجدون الماره للشراء من منتجاتهم التي اصبحوا يضعونها على قارعة الطريق وباسعار بخسة خاصة البندورة . .
غور الصافي تعاني من البطالة والفقر
اكد اهالي غور الصافي انهم يعانون من البطالة والفقر فالعمل في غير المجال الزراعي معدوم وان العديد منهم حاصل على شهادات جامعية الا انه لم يجد فرصة للعمل في مجاله .
واضاف الأهالي انهم يعانون من عدم توفر الصرف الصحي كما ان التــأمين الصحي في المنطقة لا يغطي جميع افراد العائلة.
انعدام الدعم الرياضي
من جانبه قال ابراهيم الدغيمات رئيس النادي الرياضي في منطقة غور المزرعة ان عدد من النجوم الرياضيين الاردنيين الذين حصلوا على ميداليات عربية واسيوية من هذه المنطقة، لكنهم يواجهون عددا من المشاكل حيث ان درجات الحرارة في فصل الصيف تصل الى ما يقارب الـ50 درجة مؤية وهو ما من شأنه خفض مستوى اللياقة البدنية للرياضيين في المنطقة، وهو ما يستدعي وجود صالة رياضية مجهزة حتى تحمي اللاعبين والرياضيين من اشعة الشمس القوية صيفا، ومن الامطار شتاء .
وقال الدغميات انهم في المنطقة بحاجة الى دورات تأهيل للمدربين رياضيا، ولا يوجد سوى مدرب اكاديمي واحد وهو حاليا في سفر لتمثيل الاردن في احدى البطولات الخارجية ولا يوجد بديل له نهائيا، اضافة الى الحاجة الى مضمار العاب قوى للتدريب، حيث ان عملية التدريب حاليا تتم في الشوارع الترابية بين المزارع وكانت سببا بوفاة احد اللاعبين المحليين قبل فترة قصية، ولو جهزت المنطقة بمضمار خاص للالعاب ومؤهل من الناحية الطبية لما حصل ذلك.
وبالحديث عن رياضة كرة القدم فيوجد ملعب كبير في منطقة غور الصافي وهو يخدم المملكة كاملة، خصوصا في فصل الشتاء عندما تكون الامطار غزيرة في مناطق الشمال والوسط، حينها تكون الحالة الجوية مقبولة في الاغوار الجنوبية لممارسة الرياضات المختلفة منها كرة القدم، حيث حصل سابقا تأجيل عدد من المباريات بسبب الامطار والثلوج، وهذا غير وارد في المنطقة كونها منخفضة كثيرا عن سطح البحر.
وفيما يتعلق بدعم الرياضيين قال الدغيمات ان هناك مشاكل كثيرة للرياضيين المحليين منها قلة الدعم المادي للاعبين، اضافة الى ان هذه المنطقة من اكثرالمناطق فقرا في الاردن، والرياضيون يواجهون صعوبة كبيرة في تأمين ملابس الرياضة واماكن التدريب، اضافة الى سوء التغذية الموجود في المنطقة، ولكن بالرغم من هذه الظروف التي يعيشها الرياضي في الاغوار فإن انتماءه الكبير يجعله يحصل على عدد من الميداليات والمراكز المتقدمة في مختلف البطولات الخارجية التي يشارك فيها حاملا اسم الاردن، حيث اقيم مؤخرا ماراثون في لبنان شارك فيه قرابة الـ99 دولة من ضمنهم 50 الف مشارك ومشاركة، تمكن العداءون الاردنيون من الحصول على المركز الأول في ذلك الماراثون، ولكن للأسف لا يوجد تقدير من المسؤولين لهذه الانجازات.
شح الخدمات العامة
وعن الخدمات العامة في المنطقة قال الدغيمات ان لديهم مشكلة كبيرة في الصرف الصحي، وهو ما يسبب عددا كبيرا من الامراض، خصوصوا في فصل الصيف التي تكون سببا في تجمع الحشرات والأوبئة، وهو مطلب اساسي لغور المزرعة خصوصا والاغوار الجنوبية عموما، بالاضافة الى ان الشارع الرئيس في الاغوار يقسم المنطقة الى جزأين شرقي وغربي وان المدارس والمراكز الصحية موجودة في المنطقة الغربية، ومع التطور الحضري وبناء الاسكانات والمنازل في المنطقة الشرقية وذهاب الطلاب من المنطقة الشرقية الى الغربية عن طريق قطع الشارع الرئيسي ادى الى حوادث كثيرة سببت وفاة عدد من المواطنين والطلاب، لذلك على الحكومة العمل على انشاء جسور مشاة معلقة بالسرعة الممكنة وتوزيعها على طول الشارع الرئيسي، لتلافي تلك الحوادث المميتة.
وطالب ايضا الجهات المعنية بضرورة العمل على ايجاد حل لمشكلة النقل داخل الاغوار الجنوبية عموما، فلا يوجد مواصلات نقل داخلي نهائيا سوى بعض الباصات الصغيرة (كيا أو هيونداي) ولكنها تكون عرضة للمخالفات وتحويل سائقها الى المحافظ، اضافة الى وجود مركز صحي تحت مسمى انه شامل لكنه لا يحوي ايا من مقومات المركز الصحي نهائيا.
وفي ذات السياق التقت الأنباط بالمزارع سمير الحباشنة الذي أشار انه من اكبر مشاكل اصحاب المزارع في الاغوار هي التسويق، قائلا: ان الحكومة لا تقوم بواجبها تجاه المزارعين في الاغوار وتتجاهل مشاكلهم، وغياب تام لوازتي المياه والزراعة.
واضاف الحباشنة ان من مشاكلهم في الزراعة مشكلة المياه، حيث ان منطقتهم تعاني من شح شديد للمياه، وان الوزارة تمنحهم فقط وحدة مياه واحدة لكل 5 دونمات، وهي غير كافية اطلاقا، اضافة الى تكلفة العمالة الوافدة التي تصل في بعض الاحيان الى 350 دينارا واكثر للعامل الوافد.
واشارالحباشنة ان تكلفة صندوق البندورة على المزارع يقارب الـ25 قرشا، وسعر بيعها في الاغوار 35 قرشا للصندوق، وان هامش الربح للصندوق هو فقط 10 قروش فقط لا غير، وهو واقع ملموس في السوق المركزي، مطالبا الحكومة باعادة وزارة التموين التي من شأنها حماية المستهلك وحماية المزارع ايضا.//