دولة كرستان سوريا ... !!!
جهينة نيوز -فارس شرعان
بعبارات خجولة وهادئة دون ضجيح اعلامي وبعيدا عن طبول الحرب التي تدق في كل مكان في الشرق الاوسط جاء الاعلان عن قيام التحالف الدولي بتشكيل ميليشيا باشراف قوات سوريا الديمقراطية كقوات امنية حدودية حول سوريا قوامها ٣٠ الف مقاتل ... وسترابط هذه القوات على حدود تركيا والعراق وعلى طول نهر الفرات ...
العبارات الهادئة والخجولة التي اعلنها التحالف الدولي لم تخف ما ورائها من معان وغايات ... فظاهر الأمر ان الهدف يتمثل بتشكيل قوات امنية كردية على الحدود مع كل من تركيا والعراق وعلى طول نهر الفرات بهدف حماية المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في الجزيرة السورية التي تشكل ٣٠ في المائة من مساحة سوريا ...
اما ما تخفيه هذه الكلمات فهو اعمق من ذلك بكثير وابعد اثرا ... بل ان ما يعنيه بيان التحالف اشبه بالزلزال السياسي والعسكري في آن واحد ... انه بداية تقسيم سوريا الى عدة دويلات واعلان دولة كردية في الجزيرة السورية قد تسمى كردستان سوريا او سوريا الديمقراطية انسجاما مع التشكيل الذي دعمته الادارة الامريكية في شمال شرق سوريا وعهدت اليه تحرير محافظات الحسكة والرقة ودير الزور او الاراضي الواقعة الى الشرق من نهر الفرات من هذه المحافظات.
فالمخططات الامريكية بانشاء كيان او دولة كردية في سوريا لم تكن خافية على احد وانما كانت تنتظر الوقت المناسب لاخراجها الى حيز التنفيذ رغم التهديدات التركية بعدم السماح لاي كيان كردي او دولة كردية في سوريا بأي حال من الأحوال وتجاهلت واشنطن التحذيرات التركية ورفضت مشاركة تركيا في تحرير الاجزاء الشرقية الشمالية من سوريا الذي عهدت به الى الاكراد ... فالدولة الكردية في سوريا وكذلك في العراق حلم امريكي قديم ترفعه واشنطن تحت شعار حماية الاقليات ... واذا كان حلم اقامة دولة في العراق يراود اكراد العراق منذ سنين فان هذا الحلم لم يظهر في سوريا في يوم من الايام فنسبة الاكراد السوريين الى عدد السكان قليل جدا ولا يضاهي مع النسبة في العراق علاوة على عدم وجود تجمعات سكانية ذات كثافة كردية في سوريا واندماج الاكراد العرب في الثقافة والتاريخ والجغرافيا ...
واذا اعتقد البعض بان واشنطن تخلت عن مشروعها القديم بانشاء دولة للاكراد في العراق فهم مخطئون بلا شك ... فقد ارجأت واشنطن مشروع الدولة الكردية في العراق لتفاجئ العالم باقامة دولة او كيان كردي في سوريا يقوم على مثلث الجزيرة بين العراق وتركيا وعلى طول نهر الفرات يحمل في ثناياه مقومات وجودت فهو يضم اراض خصبة زراعية تجري فيها انهار الفرات والخابور والبليخ ويقام فيه العديد من سوريا بالاضافة الى احتوائه على العديد من آبار الغاز والبترول التي كان يستغلها داعش في تمويل عملياته العسكرية علاوة على وقوع الجزيرة في سوريا على الطريق البري الرابط بين ايران ولبنان عبر العراق وسوريا ...
باستثناء تركيا التي كانت دائما عينها على الدعم الامريكي للاكراد فلم تتهم العديد من الدول ابعاد الخطط الامريكية التي كانت فيها بمثابة تشكيل ميليشيا مسلحة في شمال شرق سوريا علاوة على روسيا التي رأى وزير خارجيتها في الخطط الامريكية بانها مزعزعة للاستقرار في سوريا واقصاء الاسد من السلطة وقد تؤدي البى تقسيم سوريا.
تركيا وحدها ثارت ثائرتها للخطط الامريكية التي ترى فيها دافعا للجماعات الكردية التي تعتبرها تركيا وامريكا والمجتمع الدولي منظمات ارهابية والتي تعلن عليها تركيا الحرب عدة سنوات.
التهديدات التركية بعدم السماح باقامة دولة او كيان كردي في سوريا ستحول من تهديدات الى عمليات عسكرية وخاصة في منطقتي عفرين ومنبج التابعتين لوحدات الدفاع عن الشعب الكردي ما يهدد بنشوب نزاع امريكي تركي مسلح اذا ما وافقت واشنطن عن الاكراد وكيانهم المصطنع.
المطلوب من الدول التي تحتل سوريا او الاجزاء الخاضعة للنظام وخاصة روسيا وايران الدفاع عن وحدة الاراضي السورية ووحدة شعبها والحيلولة دون تقسيم سوريا والعراق كما كان مخططا في السابق وان لا تقف مكتوفة الايدي امام المخططات الامريكية وتكتفي باعلان الحرب على فصائل المقاومة السورية الرامية الى اسقاط النظام واقامة آخر على انقاضه بحيث يكون اكثر عدلا وديمقراطية وتعددية تكريسا لحقوق الانسان وتجبن امام امريكا وحلفائها وتلتزم الصمت ...!!!