banner
أخبار محلية
banner

تمني الغنى في بلدان العوز ليس الخيار الأفضل

{clean_title}
جهينة نيوز -

 فقراء الدول الغنية أكثر حظا من أغنياء الدول الفقيرة

  – عمان – زمن العقيلي

 

"غني في بلد فقير" كانت هذه هي اجابة اغلب من تم سؤالهم فيما اذا كان لديهم الخيار بين العيش كشخص غني في بلد فقير او فقير في بلد غني. ولأن طبيعة البشرية تميل دوما نحو الوضع الذي يضمن لهم حياة اكثر استقرارا سواء كانت من الناحية المادية او المعنوية، لهذا جاءت خياراتهم دون تفكير نحو الخيار الاول.

فقد بدت ناديا منصور متحمسة لاختيارها أن تكون غنية وأن كانت تعيش في بلاد فقيرة ، حيث بينت سبب اختيارها بأنه من المنطق ان ترجح تمنياتها ذلك الجانب الذي تكون فيه الشخص الغني لانه وان كان ضمن بيئة فقيرة فهو بمأمن من العوز المادي لكونه غنيا بطبيعة الحال .

ولم يختلف رأي عمر توفيق عمن قبله ، فهو الاخر كان قد اختار ان يكون غنيا في دولة فقيرة ، باعتباره الخيار الأفضل، فعزا السبب بقوله: من أراد غير ذلك سيكون غير منطقي على اعتبار ان تعيش فقيرا ببلد غني لايعتبر ميزة بل ربما هي نقمة بوجهة نظره.

في حين كان سبب اختيار الغني في بلد فقير بحسب رأي مصطفى احمد هو الاختيار الآمن والأصح وإن كان يجد ان العيش غنيا ببلد هي الاخرى غنية هو الافضل لكن لن يكون الفقر أبدا من ضمن خياراته .

اما من الناحية الاقتصادية فكان للخبير الاقتصادي حسام عايش رأيا مخالفا ، حيث اشار بقوله انه يفضل ان يكون فقيرا بدولة غنية ومتقدمة مثل دول اوروبا و امريكا وحتى اليابان على ان يكون غنيا بدولة فقيرة وعلل ذلك قائلا: على صعيد رأيي الشخصي فأنا افضل ان اكون فقيرا في بلد غني بالتأكيد ، وخاصة ان الغنى في البلاد الفقيرة يعرضه في اغلب الاحوال الى مخاطرعديدة واحيانا كثيرة للمساءلة والشك في مصادر ثروته ، كما انه معرض لاستغلال السلطة ومعرض ان يكون ضمن قائمة الفاسدين وهو الاتهام الاكبر.

لذلك فإن الغني في المجتمع الفقير يبدو وضعه استعراضيا كما انه يبدو اكثر ميلا لتجاوز الانظمة والقوانين واكثر خروجا عن التقاليد والعادات. كما انه بطبيعة الحال اكثر ميلاً الى الفئة الحاكمة والابتعاد عن الفئة المحكومة.

اما ثروة الغني فيجد عايش بأنه سيكون متهما دوما بأنها لم تأتي من كفاح، او جهد شخصي، وانما من خلال المشاركة بالسلطة والفساد والتلاعب بالاقتصاد، والاستثمارات تكون في مجمل الاحوال لم يتم الحصول عليها بالمنافسة العادلة .

في حين يرى الاقتصادي حسام ان تكون فقيرا في دولة غنية ومتقدمة اقتصاديا واجتماعيا فهذا يعني ان تكون مؤمنا للحد الادنى من العيش الكريم ولست في صراع دائم مع المستقبل، ففي الدول المتقدمة يكون الناس اقرب للطبقة المتوسطة في معناها الاستراتيجي والاجتماعي والسياسي. مثلا في دولة مثل ألمانيا التفاوت فيما بينها متقارب ويكون بتفاصيل الرفاهية والتي يتاح للطرفين الحصول عليها ولكن بنسب مختلفة ، ولهذا فإن كنت فقيرا نوعا ما فهنا سيكون على الاقل مضمونا حقك بالعيش المحترم ومؤمنا صحيا كذلك امكانية الحصول على وظيفة تكون متاحة .

بالاضافة الى حقك في التعبير عن نفسك والانضمام الى هيئات ومؤسسات واحزاب دون ان تكون خجلا من وضعك الاجتماعي.

اما في بلادنا فالفقير مغلق الافق امامه تماما، وهو يعيش على ادنى من الحد الادنى للعيش ، والغني غالبا ما يكون مستهترا ويتعامل على أنه فوق القانون والانظمة ويستطيع بماله شراء ما يشاء.

وبعد حديث الطرفين فإنه من الناحية الاقتصاية البحتة فمثل هذه المقارنة تمثل نقطة على تأكيد الفوارق في الدخل بين البلدان ونسب اشكال التفاوت الاقتصادية واهمية الفوارق في الدخل بين البلدين اي الفقيرة والغنية. وان فجوات الدخل بين الدول الغنية والأجزاء الأكثر فقرا من العالم تزداد حينا بعد حين.

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير