سباق لنشر القواعد العسكرية في سوريا بين موسكو وواشنطن
سباق لنشر القواعد العسكرية في سوريا بين موسكو وواشنطن
أميركا تؤسّس دولة وجيشًا في سوريا!
عواصم - وكالات - الانباط – مامون العمري
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الى أنّ الولايات المتحدة تعمل على تعزيز إنشاء منطقة كرديّة في سوريا في الوقت ذاته اعتبرت صحيفة "ديفانس نيوز"، أن روسيا والولايات المتحدة الاميركية أطلقتا "سباقا لنشر القواعد العسكرية" في سوريا لأن كلا منهما تعتزم توسيع نفوذها في الشرق الأوسط ومواجهة التهديدات غير المتماثلة.
مستجدات الساحة السورية عسكريا وسياسيا نفرد له مساحة الخميس عبر الانباط التي تقدم خدمة الترجمة والتحليل في هذا المحور واستقراء سيناريورهات القادم في العلاقة بين واشنطن – موسكو ، على الاراضي السورية ، ومواقف المحاور التركية ، والايرانية ،ولا بد من التأكيد على القواعد العسكرية الأجنبية على الأرض السورية تلعب دورا حيويا في تمكين القوى المتصارعة من تصاعد وتيرة الصراع, مما يدفع الطرف الأقوى إلى تفعيل أدوات ووسائل الحرب للحد من نفوذ طرف أو القضاء عليه.
ومما تقدم تُقدم الانباط مسحا للقواعد العسكرية الأجنبية وانعكاسها على الخارطة السورية ، وهذا المسح يمكن ان يكون مرجعية بحثية وخصوصا اننا ننقله بتصرف من ورقة بحثية للباحث "تركي مصطفى ".
بالعودة الى "نيويورك تايمز" التي كشفت عن مخطّط لإنشاء قوة كرديّة بدعم أميركي في شمال سوريا، ما أثار القلق في المنطقة من إحتمال مساعدة الولايات المتحدة الأكراد في إنشاء كيان مستقلّ، يمكن أن يساهم في تقسيم البلاد أكثر.
ووفقًا للمخطّط، فإنّ القوة تتألّف من 30 ألف عنصر، وهي خطوة تعارضها بقوة كلّ من روسيا وتركيا وإيران والحكومة السورية، ما يُمكن أن يشعل حقبة جديدة من الحرب وانخراط الولايات المتحدة بشكل أعمق في سوريا.
وأوضحت الصحيفة أنّ مسؤولين أكراد وأميركيين يدركون معارضة هكذا قوة جديدة، أوضحوا أنّ لا جديد في التحالف، وقالوا إنّ القوة الكردية التي ستنتشر على الحدود ستساعد على الدفاع وحماية المنطقة الشمالية في سوريا التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. وكشف تقرير الصحيفة الأميركية أنّ الولايات المتحدة ملتزمة بدعم هذه القوات لعامَين على الأقل.
وأضافت الصحيفة أنّ القوة الكردية ستكون بمثابة هيكلة جديدة لقوات سوريا الديمقراطية، وذلك نقلاً عن المتحدث باسم "قسد"، مصطفى بالي، والذي أوضح أنّ مقاتليه سيكونون كحرس حدود وسينتشرون على أجزاء من الحدود السورية مع تركيا والعراق، من أجل مواجهة "داعش"، معتبرًا أنّها مهمة أخلاقية.
وتشمل المنطقة التي يسيطر عليها الكيان الكردي أراضٍ كان يسيطر عليها "داعش"، وأصبحت مع "قوات سوريا الديمقراطية".
من جانبهم، قال مسؤولون أميركيون إنّ الولايات المتحدة ستستمرّ بدعم حلفائها في سوريا، إلا أنّ الطريقة والمدّة لهذا الدعم بقيتا غامضتين. وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنّ القوة الجديدة يمكن أن تكون هي الإجابة عن طريقة الدعم الأميركي.
وتابعت الصحيفة أنّ الحكومة السورية وحلفاءها، أي إيران وروسيا، يعارضون أي نوع من تقسيم البلاد، موضحةً أنّ الحكومة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد يريدون إعادة فرض السيطرة على كلّ سوريا، وبالطبع فهذا المخطط سيغضبهم. ومن جهتها، تعتبر تركيا الأكراد "عدوًا خطيرًا"، وهدّدت بالدخول الى منطقة عفرين الكردية في سوريا قريبًا.
ويقدّم محلّلون أميركيون وجهات نظر مختلفة حول هذه القوة الجديدة، وتأثيرها ونفوذها بالنسبة الى خطّة السلام السورية، وكيف توضح السياسة الأميركية الجديدة في سوريا.
وفي هذا السياق، قال أندريه تابلر، المتخصص في دراسات الشرق الأوسط "إنّ القوة الجديدة تبرهن أنّه تمّت هزيمة داعش وشروط إعادة إحيائه أزيلت"، معتبرًا أنّ هذه القوة لا تعني تأسيس كردستان جديدة أو منطقة كردية طويلة الأمد.
من جانبه، رأى جوشوا لانديس، المتخصص بالشؤون السورية في جامعة أوكلاهوما أنّ "الولايات المتحدة تدعم بقوةّ إقامة دولة كردية مستقلة في شمال نهر الفرات، وتكون هذه الدولة مسيطرة على حقول النفط والغاز إضافةً الى الكهرباء". وأضاف: "ستُصبح دولة كردية بحكم الواقع، وتؤمّن لها الولايات المتحدة الدعم والحماية والتمويل".
أمّا عبدالكريم عمر، وهو مسؤول كردي سوري، فقال: "يجب أن تكون سوريا اتحادًا موحدًا، مثل الولايات المتحدة وروسيا".
من جهته، قال المتحدث باسم التحالف الكولونيل ريان ديلون إنّ الولايات المتحدة قد تشرح المخطّط بشكل أوضح من أجل تفادي تحذيرات الأعداء. وأضاف: "لقد أنشأنا قوات أمن داخليّة".
إلى ذلك، تعتبر تركيا أنّ القوة الجديدة بمثابة "جيش إرهابي" ووعدت بتدميره، ما ينذر بجولة جديدة من القتال والعنف في سوريا.
واعتبرت صحيفة "ديفانس نيوز"، أن روسيا والولايات المتحدة الاميركية أطلقتا "سباقا لنشر القواعد العسكرية" في سوريا لأن كلا منهما تعتزم توسيع نفوذها في الشرق الأوسط ومواجهة التهديدات غير المتماثلة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تذكر اسمها، أن الولايات المتحدة لديها قاعدة عسكرية في مدينة الطبقة بالقرب من الرقة. وأن هذا المرفق الذي يشغله الأميركيون حاليا كان في وقت سابق، قاعدة جوية سورية، والآن يقوم المدربون الأمريكيون فيها بتدريب القوات الكردية. وهناك منشأة عسكرية أخرى، وفقا لـ "ديفانس نيوز"، يجري بناؤها في التنف عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، حيث لا يسمح الأميركيون للقوات الروسية والحكومية بالوصول إلى هناك.
ولدى روسيا، بدورها، قاعدتان عسكريتان على الأراضي السورية: القاعدة الجوية في حميميم والقاعدة البحرية في طرطوس. وفي الوقت نفسه، تشير الصحيفة إلى أن القواعد الروسية قد أنشئت في سوريا بموافقة السلطات السورية الرسمية وبطلب منها.
ولاحظ وهبي قطيشا، الجنرال المتقاعد من الجيش اللبناني، أن التنافس بين روسيا والولايات المتحدة على الأراضي السورية، بما في ذلك السباق على إقامة القواعد العسكرية، عائد إلى الموقع الاستراتيجي الهام لهذا البلد.
ووفقا له، فإن هذه الدولة هي بوابة الشرق الأوسط والخليج، لذلك تعتزم روسيا العودة إلى هذه المنطقة كقوة عظمى.
كما أكد قطيشا أن العملية العسكرية في سوريا سمحت لروسيا بزيادة صادراتها من الأسلحة. وعلى وجه الخصوص، فإن الصفقة بين روسيا والمملكة العربية السعودية على تسليم الأخيرة منظومات "أس 400 تريومف"، كان نتيجة مباشرة للانتصارات التي حققها الجيش الروسي في سوريا، وفقا لـ"ديفانس نيوز".
ويستمر الصراع المسلح في سوريا منذ ربيع عام 2011. وقد أطلقت روسيا عملية عسكرية ضد الجماعات الإرهابية في أيلول 2015 بناء على طلب رسمي من السلطات السورية. وفي منتصف كانون الأول من العام الماضي، أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمرا بانسحاب جزئي للقوات الروسية من سوريا.
أما التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة، فهو ينفذ بالمقابل عمليات عسكرية في سورية منذ عام 2014 دون موافقة دمشق.
وتوسع روسيا وجودها العسكري في ميناء طرطوس بعد إعلانها تقليص عدد جنودها في سوريا، بعد أن صادق مجلس الدوما على اتفاقية أبرمتها موسكو مع دمشق تتيح لروسيا نشر قوات لمدة تسعة وأربعين عاما، بحسب ما ذكرت "سكاي نيوز"، في كانون الاول الماضي
واشارت القناة الى أن "الاتفاقية التي أحالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إلى مجلس الدوما تهدف لوضع أرضية قانونية تضبط شروط وجود قواته وسفنه في ميناء طرطوس، الذي يمثل المنفذ الروسي الوحيد على البحر المتوسط".
وتسمح الاتفاقية لروسيا بحق الاحتفاظ بإحدى عشرة سفينة حربية في آن واحد في الميناء بما في ذلك السفن العاملة بالطاقة النووية.
كما تمنح الاتفاقية الجنود الروس وأسرهم الموجودين في سوريا امتيازات لا تمنح سوى لموظفي البعثات الدبلوماسية إضافة للحصانة من الملاحقات القضائية.
وبحسب الاتفاقية، يحق للروس العاملين في ميناء طرطوس عبور الحدود السورية البحرية، دون الخضوع للتفتيش من قبل سلطات الحدود والجمارك السورية.
يضاف إلى ذلك بأنه لا يحق لممثلي السلطات السورية زيارة أماكن انتشار مرافق المركز التابع للبحرية الروسية دون موافقة قائد قوات الروسية فيه.
وتعول روسيا على ميناء طرطوس، إلى جانب مطار حميميم العسكري، كأهم مواقع عسكرية لها في الشرق الأوسط. وهو ما يفسر إلى حدّ كبير دعم موسكو اللامتناهي لنظام بشار الأسد.
وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو،قال إن روسيا بدأت التأسيس لوجود دائم في قاعدتيها الجويتين بسوريا في طرطوس وحميميم.
وقال شويغو: "اعتمد رئيس الأركان الأسبوع الماضي هيكل القاعدتين في طرطوس وحميميم. بدأنا إقامة وجود دائم هناك".
وأعلن الكرملين، في تشرين الأول الماضي، إقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتن اتفاقية مع الحكومة السورية تسمح لروسيا باستخدام قاعدة حميميم الجوية في سوريا لأجل غير مسمى.
وأمر بوتين، مؤخرا، خلال زيارة له إلى حميميم، بسحب الجزء الأكبر من القوات الروسية من سوريا.
وذكر بوتين أمام القوات الروسية في قاعدة حميميم أن "القوات الروسية والسورية دمرت واحدة من أقوى الجماعات الإرهابية العالمية خلال نحو عامين فقط".
القواعد العسكرية الأجنبية وانعكاسها على الخارطة السورية
في خمسينات القرن العشرين بعد الاستقلال عن فرنسا شهدت سورية عدة انقلابات عسكرية نتيجة رفض سياسة الأحلاف ومنع إقامة قواعد عسكرية أجنبية في سورية, ولقيام إسرائيل على أرض فلسطين, ومنذ انقلاب حافظ الأسد واغتصابه السلطة وضع سورية تحت الوصاية الروسية, والتمدد الإيراني عبر اتفاقيات أوقعت سورية في عهد الرئيس الوريث في قبضة إيران, وروسيا إثر تدخلهما المباشر في سورية من خلال بناء قواعد عسكرية في مناطق نفوذ نظام الأسد الطائفي, وتلتها الولايات المتحدة ببناء سلسلة قواعد عسكرية في مناطق نفوذ حزب العمال الكردستاني الانفصالي في شمال شرق سورية، وكذلك أسست قواعد عسكرية لها في منطقة المثلث السوري بالقرب من الحدود العراقية الأردنية لتصبح سورية مركز تغيير خارطة المنطقة وربما العالم.
وأهم هذه القواعد
أولا: القواعد العسكرية الروسية
حصلت روسيا على أول القواعد العسكرية في مناطق نفوذ نظام الأسد في كل من طرطوس واللاذقية ومطار حماة العسكري. ومهمتها ذات أبعاد استراتيجية تشمل ابتزاز الولايات المتحدة سياسيا, والحفاظ على نظام الأسد الآيل للسقوط, وتدمير المدن والبلدات السورية, ومراقبة حركة الطائرات وأنواعها وقدراتها وفاعليتها، إضافة للأسلحة غير التقليدية التي تنشرها روسيا في سوريا، وبخاصة الصواريخ البالستية والصواريخ البعيدة المدى.
وأهم القواعد الروسية
قاعدة مطار حميميم الجوية في اللاذقية
يقع مطار "حميميم" في ريف اللاذقية، على بعد حوالي 15 كيلومتر من القرداحة في منطقة ذات أغلبية طائفية علوية، تعادل المساحة الإجمالية للمطار قرابة 1.6 مليون متر مربع، ومساحة ساحاته حوالي 82 ألف متر مربع، وطول مهبطه 2800 متر. تم توسيعه بالعرض والطول كي تهبط عليه طائرات أنطونوف أكبر الطائرات الروسية التي تحمل دبابات ومدافع، كذلك طائرات سوخوي 35 من أهم الطائرات الروسية وتم بناء مبان للضباط والمهندسين والتقنيين، كما تضمن المطار رادارا تقنيا بأحدث الأجهزة ليلاً نهارًا، صيفًا وشتاءً, وقائد القاعدة جنرال روسي, وتم تركيب صواريخ أرض جو روسية للدفاع عن المطار وكل المناطق المحيطة به، كما قامت روسيا بشحن مساكن جاهزة ومحطة مراقبة جوية للنقل إلى المطار .
ولعبت هذه القاعدة دورا أساسيا في قتل الشعب السوري الثائر وتدمير المدن والقرى من خلال العمليات القتالية الجوية الروسية التي تنطلق من هذه القاعدة
.
قاعدة طرطوس البحرية
تقع هذه القاعدة بالقرب من مدينة طرطوس الخاضعة لنظام الأسد الطائفي، مجهزة بثكنات ومباني تخزين ومستودعات عائمة وباخرة صيانة.
وتعتبرها موسكو نقطة إمدادات ومساعدة تقنية ذات أهمية استراتيجية، ويعدها بعض المراقبين الغربيين قاعدة أساسية للتجسس في الشرق الأوسط. وتعد نقطة انتشار روسيا الوحيدة في البحر المتوسط, وتشكل نقطة وثوب استراتيجية إلى ممرات ومضائق بحرية حيوية مثل مضيق البوسفور وقناة السويس، وتتيح القاعدة إمكانية مراقبة تحركات قوات حلف الناتو
.
قاعدة مطار حماة العسكري
تنبهت روسيا لأهمية المدينة كموقع جغرافي متوسط، وقربها من المناطق الخاضعة لسيطرة الأسد في ريفي حماة وحمص، فاتخذت في البداية مركزاً لها في وسط مدينة حماة، في حيِّ الصابونية، وبالتحديد نادي الفروسية سابقاً، الذي كان تابعاً لفرع أمن الدولة ورفعُ العلم الروسي فوق البناء بشكل علنيٍّ، وأطلق عليه اسم مركز الإيواء الروسي
.
ثم بنت قاعدة عسكرية بالقرب من المعهد البيطري في قرية خطاب بريف حماة الشمالي, لتستكمل بناء قاعدتها المستدامة في مطار حماة العسكري مع بناء ثكنة عسكرية كبيرة جنوب مدينة حلفايا في ريف حماة الشمالي.
ثانيا: القواعد الإيرانية في سورية
تقوم إيران منذ انطلاقة الثورة السورية بالقتال إلى جانب قوات الأسد وتوجه دفته وتموّله, وتشارك في الحرب ضد الشعب السوري, بحرسها الثوري, وميليشاتها المتعددة الجنسيات كميليشيا "حزب الله" اللبناني, والميليشيات العراقية والأفغانية, وباتت إيران القوة المهيمنة على الأراضي التي يسيطر عليها نظام الأسد والتي يحكمها فعليا قاسم سليماني، ويتحمل المقاتلون الإيرانيون ومرتزقتهم كل ثقل الحرب. وتحول جيش الأسد إلى دور المرشد المحلي (جاسوس) ضد الشعب السوري, وقسمت إيران سورية إلى خمس مناطق عسكرية؛ إحداها مركزية، والبقية فرعية، حيث تخضع كل منها إلى مركز قيادة مختلف.
وأهم القواعد الإيرانية في سورية
القاعدة الإيرانية العسكرية في مطار دمشق الدولي
تعتبر المقر الرئيسي للحرس الثوري الإيراني داخل مطار دمشق الدولي, يطلق عليه اسم "البيت الزجاجي"، حيث يحظر على قوات الأسد الدخول إليه. وبسيطرتها على المطار الدولي تمكنت من السيطرة على الإمدادات التي تصلها من إيران. وهدفها احتلال العاصمة دمشق ومحيطها, والتغيير الديمغرافي للمنطقة بعد تهجير سكانها وإحلال الشيعة من مختلف الجنسيات مكانهم، وإمداد مختلف المناطق السورية بالمقاتلين الشيعة.
القاعدة العسكرية الإيرانية في حلب
أنشأ الحرس الثوري الإيراني نواة هذه القاعدة من مرتزقة الميليشيات الشيعية على السفح الشرقي لجبل عزان جنوب مدينة حلب حوالي 12 كم, وطورت إيران هذه القاعدة في بداية العام 2015 م لتكون أكبر القواعد العسكرية الإيرانية في الشمال السوري, وتضم ميليشيات "حزب الله" اللبناني و"حركة النجباء" العراقية, ولواء فاطميين الأفغاني, ولواء القدس الفلسطيني، وهم تحت إمرة قادة الحرس الثوري الإيراني. وهدفها السيطرة على محافظة حلب, وتمكنت بعد التدخل الجوي الروسي من التمدد العسكري جنوب حلب وشمالها, ومن ثم احتلال الجزء المحرر من المدينة وتهجير أهلها بعد تدميرها بالطيران الروسي.
القاعدة الإيرانية في القنيطرة
تعد أخطر قاعدة في سورية,أحدثها الحرس الثوري الإيراني بعد معركة مثلث الموت في المناطق الشطرية للجولان السوري المحتل عبر توطين عائلات شيعية من العراق وإيران وأفغانستان بهدف إنشاء مستعمرات شيعية في منطقة "غرين وتلول فاطمة ومدينة البعث وخان أرنبة", واستقدم مئات المقاتلين الشيعة لحمايتها, لتكون امتدادا للحزام الشيعي من جنوب لبنان ولغاية ما يمكن لها السيطرة على مناطق حدودية لابتزاز إسرائيل وتحسين شروط مفاوضاتها في حال وقعت تحت ضغط القوى الدولية, ولعب نظام الأسد دورا كبيرا في تقديم تسهيلات استكمال بناء القاعدة في تهجير السوريين من مناطقهم وإحلال الشيعة مكانهم, ومنحهم الجنسية السورية, وكذلك وثائق تمليك موثقة في السجلات العقارية التابعة لنظام الأسد.
الثكنات العسكرية الإيرانية في البادية السورية
زجت إيران بحشود كبيرة من ميليشياتها في البادية السورية, للسيطرة على الطريق الدولي دمشق - بغداد بغية الوصول إلى معبر التنف الحدودي فاصطدمت بالقاعدة الأميركية التي أوقفت التمدد الإيراني في تلك المنطقة مما اضطر إيران إلى بناء ثكنات عسكرية في مناطق "ظاظا والسبع بيار وجليغم والشحمي" تحوي مئات المقاتلين من (حركة الأبدال العراقية, والقوة الجعفرية, وميليشيا سيد الشهداء, وميليشيا محمد الباقر, وحزب الله اللبناني, وكتائب أبي الفضل العباس الشيعية العراقية, ولواء فاطميون الأفغاني). إضافة لمجاميع الحرس الثوري الإيراني.
وهناك عدة قواعد فرعية عسكرية إيرانية في المحافظات السورية كحمص وحماة ومناطق العلويين والقلمون
.
ثالثا: القواعد الأمريكية في سورية
أنشأت واشنطن قواعدها العسكرية في المنطقة التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية, وفي منطقة البادية السورية على الحدود مع العراق، وهي:
القواعد العسكرية في مناطق النفوذ الكردي في الشمال السوري
اختارت الولايات المتحدة الأكراد شريكا لها في سورية لمحاربة تنظيم "الدولة", وقدمت لهم دعما عسكريا ولوجستيا وغطاء جويا في كل معاركها, وظهر للعلن بناء سبع قواعد عسكرية للولايات المتحدة في هذه المناطق
قاعدة رميلان الأميركية العسكرية
تقع أقصى الشمال الشرقي من سورية بالقرب من الحدود العراقية، تم إنشاؤها في تشرين الأول عام 2015 م، ونقلت واشنطن كتيبة من قواتها الخاصة إلى هذه القاعدة لتقديم الدعم اللوجستي للعمليات العسكرية التي تجري هناك، فضلاً عن استخدامها في هبوط المروحيات وطائرات الشحن لنقل المعدات والذخيرة للأكراد.
القاعدة الجوية الأميركية في عين العرب "كوباني
"
تأتي القاعدة الثانية التي انتهت واشنطن من إنشائها في جنوب مدينة عين العرب "كوباني" السورية، لتشغل حيزا جغرافيا بمساحة 35 هكتاراً بالقرب من قرية خراب عشق، التابعة لمدينة عين العرب.
- القاعدة العسكرية الأمريكية في قرية "المبروكة" غرب مدينة القامشلي، ينتشر فيها المئات من القوات الخاصة الأمريكية.
-القاعدة العسكرية الأميركية في مدينة "عين عيسى" شمال سورية وهي من كبرى القواعد الأميركية.
-القاعدة العسكرية الأميركية في مطار "روياريا" بمحيط مدينة عين العرب في ريف حلب الشمالي الشرقي، والتي يتواجد فيها أكثر من 500 جندي أمريكي.
-القاعدة العسكرية الأميركية في تل بيدر: تقع شمال محافظة الحسكة, وهي بلدة حدودية، فيها مدرج لهبوط المروحيات العسكرية.
- القاعدة العسكرية الأميركية في مدينة "تل أبيض" على الحدود السورية التركية، حيث ينتشر في هذه القاعدة حوالي 200 جندي أمريكي.
القواعد العسكرية الأميركية في البادية السورية
أنشأتها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ومعها بريطانيا عند نقطة التقاء الحدود السورية مع كل من العراق والأردن، ومن مهامها تدريب وتسليح قوات تابعة لها، تنحصر مهامها في محاربة تنظيم "الدولة" في جنوب شرقي سوريا. تقع تحديدا في محيط "معبر التنف" الحدودي مع الأردن والعراق، في صحراء الحماد جنوب شرقي محافظة حمص السورية، على بعد 240 كلم من مدينة تدمر، وغير بعيد من الحدود مع الأردن.
ومعبر التنف كان آخر معبر على الحدود العراقية يخضع لسيطرة نظام الأسد قبل أن يسيطر عليه تنظيم "الدولة" في 22 أيار 2015، ثم استولى عليه يوم 5 آذار 2016 مقاتلون بحماية التحالف الدولي دخلوا سوريا من الأردن حيث تم تدريبهم.
ووظيفة هذه القاعدة تدريب وتسليح فصائل مغاوير الثورة "جيش سوريا الجديد سابقا"، وتقديم الدعم اللوجستي والعسكري لعناصرها، لتمكينهم من قتال تنظيم "الدولة" وإنهاء وجوده في الصحراء السورية.
القاعدة العسكرية الأميركية في الزكف
أنشأها التحالف الدولي بعد التطورات العسكرية التي شهدتها البادية السورية مؤخرا, تقع القاعدة في منطقة الزكف المحاذية للحدود مع العراق جنوب غرب البوكمال السورية مسافة 120 كم, بالقرب من قرية حميمة السورية يتواجد فيها جيش مغاوير الثورة وقوات التحالف الدولي ومهمتها إقفال الحدود بوجه الإيرانيين والتمدد شمالا باتجاه مدينة البوكمال.
القواعد العسكرية في أجندات قوى الصراع
يعود تناسل القواعد العسكرية الأجنبية إلى ما تمثِّله سورية من أهمية لدى أطراف الصراع، ويمكن مناقشة هذه الأهمية بالنسبة لكل طرف، وذلك من خلال المحاور التالية:
- أجندات الولايات المتحدة
تعمل واشنطن على تحويل قواعدها العسكرية إلى مراكز عسكرية دائمة لتحقيق غايتها في التنافس أو التحالف مع الروس من جهة ولخدمة مشروع الانفصال الكردي من جهة ثانية, وكرسالة لتركيا مفادها أن واشنطن تملك بديلا لقاعدة "إنجرليك"، ويتوقع أن تؤسس هذه القواعد لحضور عسكري أميركي على المستوى الاستراتيجي، حيث ستكون بعض قواعدها مهبطا للطائرات من نوع "F16 و F10" التي تهبط حاليا في قاعدة أنجرليك.
ووظيفة هذه القواعد تدريب وتسليح الفصائل المسلحة الموالية لها، وتقديم الدعم اللوجستي والعسكري لعناصرها، لتمكينهم من قتال تنظيم "الدولة" وإنهاء وجوده في سورية, ومع التطورات السياسية الناشبة في البادية السورية, تعاظمت لغة التصعيد الأميركي ضد إيران من خلال تصريحات الرئيس دونالد ترامب وإظهاره عداء علنيا للسياسة الإيرانية التي تحاول السيطرة على المعابر مع العراق وتحذيرها عبر القصف الجوي المتكرر من المساس بمصالحها الحيوية.
وهذه القواعد العسكرية الأميركية، شكل جديد من الاحتلال لأراض سورية لا تقل خطورة عن الوجود الروسي والإيراني في سورية
.
- أجندات روسيا
قبل إعلان روسيا التدخل العسكري المباشر في سورية, وبناء قواعدها, عرضت على الولايات المتحدة تنازلات في سورية مقابل تقاسم في أوكرانيا مع رفع العقوبات المفروضة على روسيا والتفاهم على ملفات عسكرية موضع خلاف في أوربا, ولم تحصل روسيا على هذه الصفقة وشرعت ببناء قواعدها, وبدأت عملية قتل السوريين وتدمير مدنهم وبلداتهم, وحاولت روسيا المساومة من خلال تلاعبها بالهدن وشروط التفاوض, ثم انتقلت إلى ذروة التصعيد من خلال نشر صواريخ استراتيجية في قواعدها العسكرية في سورية, وصعدت من قصفها لتغيير واقع الملف السوري عسكريا وسياسيا, فجاءت إدارة ترامب لتخلط الأوراق الروسية التي رتبتها في آستانة.
- أجندات إيران
لا تزال طهران مستمرة في نهجها وسياستها بهدف تحقيق مشروعها العدواني في المنطقة العربية بعدما زرعت أذرعا طائفية محلية تتبع لها عقائديا عبر سورنة ميليشياتها المتعددة الجنسيات بالتواطؤ مع حليفها الأسد وبدعم روسي وصمت أميركي فبنت عدة قواعد عسكرية, من أخطرها قاعدة القنيطرة، لتحويل الحدود المشاطرة للجولان السوري المحتل إلى شريط شيعي يبدأ برأس الناقورة جنوب لبنان وينتهي بقدر ما يمكن لها التمدد على هذا الشريط بغية خلق واقع ضاغط على إسرائيل في حال تعرضها لضغط سياسي من القوى الدولية, وقامت مؤخرا ببناء ثكنات عسكرية في البادية السورية على الطريق الدولي بغداد- دمشق وبتحرك بطيء باتجاه معبر التنف، لاستكمال رسم القوس الفارسي, ضمانا لاستمرار شريان تدفق الإمدادات لميليشياتها اللبنانية والعراقية والأفغانية الخاضعة عسكريًا وعقائديًا لها, وللتوغل باتجاه محافظة دير الزور من بوابة البوكمال لقطع الطريق أمام فصائل الجيش الحر المدعومة من التحالف الدولي بالسيطرة على معبر القائم العراقي - البوكمال السوري، بالتعاون بين الميليشيات الشيعية العاملة في الأراضي السورية, وميليشيا "الحشد الشيعي" من الجانب العراقي, لتصدم بالقواعد الأميركية في تلك المنطقة تزامنا مع لغة واشنطن التصعيدية بتحذير إيران من المساس بمصالحها الحيوية.
القواعد العسكرية الأجنبية وانعكاسها على الخارطة السورية
رحب نظام الأسد منذ العام الثاني للثورة بتدفق الميليشيات الشيعية الإيرانية للتدخل في سورية ومساندتها له في قتل الشعب السوري الثائر, ولم يتمكن مع إيران ممثلة بحرسها الثوري وميليشياتها من تحقيق ما يريد, فجلب الروس، ورغم اعتماده على الدعم الإيراني بشكل كلي, وبعد التدخل الروسي, انقسم على نفسه بين معتمد على إيران وآخر على موسكو, كما أن التوجه التقسيمي لدى الجانب العائلي الطائفي المهيمن على النظام تجسد بتكاثر القواعد الأجنبية على الأرض السورية, ولم يعترض على القواعد الأميركية والبريطانية إلا بتوجيهات إيرانية روسية, تنطوي على أن أقصى طموح له الفوز بسورية المفيدة تحت الوصاية الثنائية الروسية والإيرانية, لذلك عمل من خلال حروبه المستمرة على تحصين طموحه بمناطق مدمرة وأرض محروقة لإضعاف مصادر خطر الثوار عليه. كما أن إيران لم تسهم في تقوية جيش الأسد, إنما أسست ميليشيات طائفية قوامها من حاضنة نظام الأسد مما فرخ كثيرا من الميليشيات التابعة لإيران في منطقة الساحل السوري, وتحول جيش الأسد إلى ميليشيا أقل قوة من ميليشيات إيران. وبالنتيجة بعدما فقد الأسد شعبيته دخل وقواته في شراكة المحتلين, ليصبح وجوده احتلالا داخليا يفرض على القوى الثورية السورية محاربته حتى التخلص من نظام حكمه الذي حول سورية إلى دولة مهلهلة تتنافس عليها القوى الدولية والإقليمية.
القواعد العسكرية وتداعياتها الإقليمية والدولية
إن تصاعد التطورات العسكرية والسياسية السورية جعل المتدخلين في شأنها (روسيا, الولايات المتحدة, إيران, إسرائيل, تركيا) أطرافا متصارعة تتسابق في بناء قواعد عسكرية, وتتحين الظروف وصولا إلى محاصصات تضمن مصالحها, ولن يتمكن أي طرف من الفوز بسورية واحدة, لذلك يعملون على تقاسم النفوذ, فإيران التي يهمها بقاء الأسد العميل, عملت بداية على التشهير دوليا بالثورة من خلال تهمة الإرهاب لتبرير القتل الطائفي وإدخال سورية في حرب أهلية, والبحث عن تسويات سياسية مع الغرب, ومع إسرائيل
.
وقبل إعلان روسيا التدخل العسكري المباشر في سورية, وبناء قواعدها, عرضت على الولايات المتحدة تنازلات في سورية مقابل تقاسم في أوكرانيا مع رفع العقوبات المفروضة على روسيا والتفاهم على ملفات عسكرية موضع خلاف في أوربا, ولم تحصل روسيا على هذه الصفقة وشرعت ببناء قواعدها, وحاولت المساومة من خلال تلاعبها بالهدن وشروط التفاوض, ونشر صواريخ استراتيجية في قواعدها العسكرية في سورية.
في الجانب الآخر أبدت الولايات المتحدة اهتماما واضحا بالملف السوري ولم تشغلها الحرب ضد تنظيم "الدولة" عن تأسيس قواعد عسكرية جديدة لها في البادية السورية إضافة إلى قواعدها في الشمال الشرقي لتأمين الدعم العسكري واللوجستي لقواتها العاملة في تلك المنطقة, وكرسالة صارخة للأتراك بإيجاد قاعدة بديلة عن أنجرليك .
وضمنت "إسرائيل" حصتها دون تدخل عسكري, فأقصى طموحها أن تعترف الدول المتصارعة في سورية أن الجولان السوري لم يعد محتلا. وأما الوجود الإيراني على الحدود مع الجولان السوري المحتل, يمنع تنامي أي قوة سنية تهدد إسرائيل مستقبلا, وبذلك تحولت ثورة الشعب السوري من المطالبة بالحرية إلى معركة استقلال مفتوحة لا تنتهي إلا بزوال الاحتلالات المركبة.