بعد الفوز على الدنمارك منتخبنا الوطني عند الخسارة مذموم وعند الانتصار محروم !!
بعد الفوز على الدنمارك
منتخبنا الوطني عند الخسارة مذموم وعند الانتصار محروم !!
الانباط - عوني فريج
نتفق في البداية ان منتخبنا الوطني الاول لكرة القدم بدأ منذ ايام قليلة مرحلة الاعداد الطويلة لنهائيات بطولة كأس اسيا التي ستقام في الامارات بعد نحو عام كامل ...وندرك ايضا بأن المسيرة الطويلة تلك تصدى لها المدرب الوطني المعروف الكابتن جمال ابو عابد الذي تسلم ورثة الادارة الفنية من المدرب السابق الاماراتي عبد الله المسفر الذي لم ينجح باضافة اي جديد على مسيرة ومستوى المنتخب لا بل انه ساهم مثل غيره من جيش المدربين الذين تصدوا للمهمة بزيادة اوجاع وجراح كرتنا واعادتها خطوات كبيرة نحو الوراء بعد ان سجلت قبل سنين مضت نجاحات مميزة وحققت قفزات مهمة في عهد الكابتن الراحل محمود الجوهري ومن بعده الكابتن عدنان حمد قبل ان يبدأ مؤشر الاداء ومعه النتائج والترتيب بالانخفاض ومن ثم التراجع ...ولهذا نفترض ان منتخب بهذه المواصفات وتلك النتائج يحتاج الى الكثير من خطوات الاعداد التي يرافقها المعسكرات التدريبية واللقاءات الودية مع مختلف مدارس الكرة القوية في العالم من دون ان نخشى معها الخسائر او العروض المتواضعة ما دمنا نسعى لتحقيق فوائد الاحتكاك ومعه الخبرة ....!
هجوم غير مبرر
نتوقف قليلا عند الاراء العديدة التي رافقت قرار رئيس اتحاد الكرة الامير علي بن الحسين بمنح الثقة بالمدرب الوطني ابو عابد وتسليمه الادارة الفنية للمنتخب اسما وعملا بعد ان بقيت هذه التسمية حكرا على المدربين الاجانب بينما بقي المدرب الوطني ظلا على الارض وهامش صغير يتحرك وفق اهواء صاحب القرار الفني الاول دون ان يمارس ولو القليل من صلاحيات مركزه في الادارة الفنية ..ولهذا كان قرار تعيين ابو عابد يلامس اشواق وامال كل المدربين المحليين حتى الذين لا يرون في ابا عابد الخيار الانسب لكنهم رحبوا بالقرار لانه يؤسس لمرحلة مهمة قادمة يكون فيها المدرب الوطني الخيار الاول لمنتخباتنا الوطنية او فرق الاندية وخصوصا اذا ما نجح ابو عابد بتحقيق النتائج القوية وقيادة النشامى نحو مراكز المقدمة ان كان في ترتيب الفيفا او في نهائيات اسيا القادمة ...!!
لكن المشكلة ان ابو عابد وجد نفسه في اتون هجوم كاسح غير مبرر من قبل العديد من عشاق مواقع التواصل الاجتماعي ونحن ندرك بان معظم الشعب الاردني تحولوا الى نقاد ومدربين وفنيين واعلاميين يطلقون الانتقادات ويمارسمون مهمة جلد الذات وكأنهم يستكربون على مدربنا بان يكون ولاول مرة صاحب القرار الفني الاول ...تابعنا تلك الاراء بعد لقاء ليبيا في عمان الذي انتهى بالتعادل بهدف لهدف عندما تحدث عشاق الكرة عن تواضع المنتخب الليبي ..ثم تواصل الحديث والانتقاد بعد الخسارة امام فنلندا حيث طالب البعض باقصاء ابو عابد وهو الذي لم يمضي على تسلمه المهمة سوى اشهر قليلة !!!!
التشكيك حتى بالفوز !!
نفهم ان يكون هناك انتقاد عند الخسارة باعتبارنا شعب يعشق الانتصارات التي غابت عنا مرارا ..لكننا لم نستوعب كيف يتم الهجوم على المنتخب والتشكيك بقدراته عند الفوز الاخير على منتخب الدنمارك وكأن الفوز لا يليق بنا رغم ان الاداء وبكل حيادية وتجرد كان الافضل والاكثر قبولا وتجاوز في نواحيه الفنية ما قدمه النشامى في لقائي ليبيا وفنلندا حيث شاهدنا في البداية استقرارا في تشكيلة الفريق واداءا فيه مسحة من الثقة والانسجام والجمال والرغبة في الانتصار يختلف تماما عما قبله ...قد يقول قائل بأن الدنمارك لم تلعب بفريقها الاول المتأهل الى نهائيات كأس العالم وخاضت اللقاء بالمنتخب الرديف ..ونقول بان المنتخب الذي واجهنه يمثل الدنمارك وينتمي للمدرسة الاوروبية ومهما كانت تسميته فأن الاداء كشف عن منتخب لا يقل مستوى عن فرق اوروبا القوية وهل كان عليه ان يفوز حتى نقول باننا لعبنا مع الدنمارك الاول ...غريب امرنا لم ارى من ضمن ما رايت من انتقادات اي ملاحظة تتعلق بخوض منتخبنا للقاءين الاخيرين في غياب بعض الاعمدة الرئيسية في خطوطه الثلاثة ..لم نسمع بان احدا قدم العذر للجهاز الفني على تلك الغيابات وكيف استطاع علاجها دون ان يتاثر كثيرا بهذا الغياب ..لم نسمع مديحا سوى من القلة القليلة ممن يدركوا ان ابو عابد يحتاج لوقت طويل قبل ان نحكم على نجاحه من عدمه ثم ان من انتقدوا ركزوا كثيرا على هوية المنتخب المنافس ولم يذكروا ايجابية وحيدة لمنتخبنا على الرغم من ان الاداء كان جميلا والروح العالية في اوجها ...ومثلما منحنا مجموعة المدربين الاجانب الفرص العديدة وصبرنا على فشلهم ..فمن باب اولى ان نترك الجهاز الفني يعمل وندعم خطواته وننتقد دون تجريح ..لان الحكم على التقدم والانسجام والنتائج ومعهما الانجازات سابق لاوانه بعد !!!