متى تكون التنمية عرجاء ... !!!
جهينة نيوز -نايل هاشم المجالي
كلنا يعلم ان المسؤوليات التي تقوم بها المرأة الاردنية تشكل تعبيراً حقيقياً عن الشراكة في التنمية ، والاستعداد للمضي قدماً بها ازاء اي خطط تنموية تعتزم الدولة القيام بها ، فهي تتحمل العديد من المسؤوليات الاسرية والمجتمعية بشكل يومي وتلقائي بغض النظر عن حجم هذه المسؤوليات ونوعها ، فلا تنمية يمكن ان تقوم على عنصر واحد من عناصر المجتمع دون الآخر والا كانت تنمية عرجاء .
فالتنمية الحقيقية هي التي تقوم على تعاون المرأة والرجل من أجل الانتقال من حالة الى حالة افضل ، بدءاً من الاسرة والتوجيه والارشاد والحث على التعلم والعمل ، ونبذ المحظورات والافات المجتمعية ، وتعزيز القيم المجتمعية الاخلاقية والدينية السمحه ، مما يظهر اهمية دورها مع الرجل ومكانتها المجتمعية ودورها الاقتصادي في المنزل والمجتمع وانجازاتها على كافة المستويات ، والتنمية لا تطول الا المجتمعات الواعية والمتفتحة التي تؤمن بقيمة كل عناصر او مكونات المجتمع .
وعلى كافة الجهات المعنية حكومية وقطاع خاص ان تثق بقدراتها وتعطيها الاهتمام خاصة في المناطق النائية من تعليم وصحة وتدريب وتأهيل ودعم للمشاريع المنتجة على اختلاف انواعها كاعتراف بوجودها وحقها بالعمل والانتاج ، وهذا حق من حقوقها واتاحة الفرصة امامها لمجالات عمل كثيرة .
فالمرأة هناك لا تبحث عن منصب بل عن عمل يسد قوت يومها اذا اعتبرنا ان الوطن اصبح في مصاف الدول المتحضرة والمتقدمة ، وان المرأة فيه اثبتت جدارتها وقدرتها على تحمل المسؤولية ، بعد ان لاحظنا ان كافة الخطط والاستراتيجيات والندوات والمؤتمرات المنعقدة من اجل تنمية المحافظات والمجتمعات قد خلت من خطط شمولية وفعالة تستهدف المرأة الريفية وآلية دعمها لاثبات الوجود به ، ومن خطط تقوم على تعليمها وتدريبها وتأهيلها وتوعيتها في مجتمعها ، وايجاد مشاريع صغيرة مدعومة لتتمكن من تنفيذها مع ما يتلاءم وقدرتها ومع ما يناسب بيئتها وطبيعة المكان الذي تعيش فيه وآلية تسويقها محلياً وخارجياً .
فالتركيز كله على المرأة في المدن الرئيسية فقط فهل من ينصف المرأة في المناطق النائية ولاقل حظاً ، وكيف نحقق لها الأمان والاطمئنان والاستقرار ، ولا ننسى ولا ننكر ان كثيراً من قضايا العنف ضد المرأة في المناطق النائية في ازدياد ويأخذ اشكالاً متعددة لفظية ونفسية وتهميش ، دون ان تقوم الجهات المعنية بوضع آليات توعوية اتجاه ذلك وهي بحاجة لخطط وطنية متعددة القطاعات وانشاء مراكز متخصصة لدراسة وضع المرأة بالمناطق النائية الاقل حظاً ، ليتم تمكينها مجتمعياً وتوفير الوعي الكافي بحقوقها .
فكثير من النساء هناك لا يعرفن حقوقهن وواجباتهن ، فعلى الجميع انصاف المرأة واعطاؤها الاهتمام الكافي الذي يشعرها ان الوطن للجميع والتنمية حق للجميع والحقوق والواجبات ايضاً للجميع ، ولا ان ننقص من حقها لانها تعيش بعيداً عن المدن الرئيسية او في مناطق اقل حظاً .
فهي بحاجة الى الرعاية والاهتمام والتكافل في هذا الوطن وهذا من اسمى قيم العلاقات البشرية التي تميزه ، وان تكون تلك القيمة الانسانية من اهم سمات المجتمع الاردني ، حيث جبل عليها منذ نشأته ونمت معه وسارت برفقته منذ الايام المعسرة الى الايام البيض .
Nayelmajali11@hotmail.com