banner
أخبار محلية
banner

شركات ومؤسسات إقراضیة تحجم عن تمویل مزارعین بسبب مدیونیتھم

{clean_title}
جهينة نيوز - مع بدء التجھیز للموسم الزراعي الجدید، ما تزال أراض كثیرة لا یتمكن مالكوھا إلى الآن من توفیر السیولة المادیة اللازمة لذلك، فیما ھناك تقدیرات غیر رسمیة لمدیونیة القطاع الزراعي في وادي الأردن، تشیر إلى أنھا بمئات الملایین من الدنانیر.

ویوضح صاحب إحدى الشركات الزراعیة نواش العاید ”إن غالبیة المزارعین مدینین، ولا یوجد في الأفق أیة بوادر انفراج الأمر الذي دفعنا إلى التوقف عن تقدیم الدعم خوفا من إضافة دیون جدیدة إلى الدیون المتراكمة"، مبینا أن معظم المزارعین لم یستطیعوا الوفاء بالتزاماتھم تجاه الشركات الممولة ووقف الدعم نتیجة طبیعیة، خاصة مع استمرار إغلاق الأسواق الرئیسة الأمر الذي یجعل من دعم المزارع مغامرة.

ویقدر العاید مدیونیة المزارعین في وادي الأردن بمئات ملایین الدنانیر، فیما یشیر إلى أن ما یزید على 90 % من الممولین یرفضون تقدیم الدعم لھم. ویقول إنه "لا شك أن ھذه الأرقام ستدفع بالكثیر من المزارعین لھجر أراضیھم والتوقف عن زراعتھا قصرا لعدم قدرتھم على تجھیزھا لزراعتھا في الموسم المقبل".
وأرھقت الخسائر الكبیرة التي تعرض لھا القطاع خلال المواسم السابقة المزارعین بدیون تراكمت علیھم، سواء لمؤسسة الاقراض الزراعي أو للشركات الزراعیة أو المؤسسات الاقراضیة، الأمر الذي دفعھم للاحجام عن تقدیم الدعم المطلوب لتجھیز الأراضي للموسم المقبل.

وتشیر تقدیرات اتحاد مزارعي وادي الأردن إلى أن عدد المزارعین الملاحقین قضائیا بسبب الدیون یزید على 15 ألف مزارع، معظمھم لا یستطیع سداد دیونه ولن یتمكن من الحصول على التمویل اللازم للتجھیز للموسم الحالي.
ویؤكد مزارعون ان معظم الشركات الزراعیة ترفض دعمھم بالسیولة والمستلزمات الزراعیة اللازمة لبدء الموسم الزراعي، فیما لا یمكن اللجوء لمؤسسة الاقراض الزراعي مع وجود قروض سابقة غیر مدفوعة، وھو الأمر ذاته ینطبق على المؤسسات الاقراضیة الاخرى، لافتین إلى أن ھذا الأمر سیحرمھم من تجھیز اراضیھم في الوقت المناسب.

ویوضح المزارع محمد علي ان عملیات تجھیز الأرض یبدأ بازالة مخلفات الموسم الماضي إلى الحراثة والتعقیم تحتاج إلى سیولة خاصة من أجور الأیدي العاملة المكلفة، لافتا إلى أن الغالبیة العظمى من المزارعین سیبقون أراضیھم بورا لحین تحسن الأوضاع المادیة أو العثور على ممولین.
ویقول علي "لقد شاھدنا عددا كبیرا من المزارعین قد ھجروا أراضیھم نتیجة الخسائر المالیة المتلاحقة التي تكبدوھا والتي حملتھم دیونا كبیرة منعتھم من المضي قدما"، مبینا ان استمرار الأوضاع الحالیة سیدفع بآخرین للخروج من المھنة مكرھین.

ویلفت المزارع عبد الكریم الشھاب، إلى أن القطاع الزراعي غایة في الأھمیة بأبعاده المتعلقة بالأمن الاجتماعي والوضع الاقتصادي إذ أن عجز المزارع عن الإنتاج بكمیات كافیة قد یحدث عجزا في توفیر قوت المواطن الأردني، مشیرا إلى ان امتناع الشركات الزراعیة والمؤسسات عن تمویل المزارعین حالیا قد تؤدي إلى تراجع المساحات المزروعة خلال الموسم المقبل بشكل كبیر.
ویبین الشھاب، ان الزراعة في ظل الاوضاع الحالیة باتت غیر مجدیة خاصة مع استمرار مشكلة التسویق ونقص العمالة، وعدم توفر السیولة وارتفاع مستلزمات الإنتاج، مؤكدا ان عددا قلیلا من المزارعین یستطیع الصمود في وجه ھذه التحدیات لان البقیة انھكتھم الدیون لدرجة عجزھم عن تأمین متطلبات الموسم المقبل.
والمتضرر الأكبر، بحسب الشھاب ھم صغار المزارعین، الذین یمثلون الغالبیة العظمى ممن یمتھنون الزراعة إذ أن خروجھم من القطاع بسبب القدرة على زراعة اراضیھم سیزید من نسب الفقر والبطالة وما قد یرافقھا من مشكلات اجتماعیة خطیرة، مشددا على ضرورة تدخل الحكومة لاعادة تنظیم القطاع بشكل شمولي، بدأ من حل مشكلة التسویق إلى فرض النمط الزراعي وجدولة دیون المزارعین وخفض كلف الإنتاج وحل مشكلة العمالة واعطائھم قروضا میسرة لتمكینھم من مواصلة العمل.
من جانبهیبین رئیس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، ان الخسائر والدیون المتراكمة وعجز المزارعین عن سدادھا ادت الى امتناع الشركات الزراعیة عن تقدیم التمویل اللازم لبدء الموسم الجدید، مبینا ان ھذا الأمر سیؤدي إلى تراجع المساحات الزراعیة في الوادي وتراجع الإنتاج كنتیجة حتمیة لذلك.

ویؤكد الخدام، ان عددا كبیرا من المزارعین قاموا ببیع البیوت البلاستیكیة والمضخات وشبكات الري لسداد الدیون التي تراكمت علیھم، ولم یعد بمقدورھم شراء غیرھا، متسائلا، كیف لھؤلاء ان یبدأوا بتجھیز اراضیھم إذا لم یجدوا ممولین؟.

ویطالب الخدام الحكومة بالعمل الجاد على دعم صغار المزارعین ومساعدتھم على الاستمرار في زراعة اراضیھم من خلال منحھم قروضا میسرة والعمل على حل مشاكلھم خاصة فیما یتعلق بمشكلة التسویق وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي وشح العمالة الزراعیة والتي تضاعف بمجملھا من حجم الأعباء الملقاة على كاھلھم.
بدوره یقر مدیر زراعة وادي الأردن بوجود مشكلة تمویل لدى المزارعین، مبینا ان معظم مدیونیة المزارعین تعود لمؤسسات وشركات قطاع خاص ولا یمكن بأي حال التدخل لارغامھم على دعم المزارعین، لافتا إلى ان الوزارة من خلال مؤسسة الاقراض الزراعي تسھم بشكل فاعل في تقدیم الدعم للمزارعین سنویا إذا ما توفرت الشروط اللازمة لذلك. (الغد)
تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير