banner
مقالات مختارة
banner

وزارة التربية والتعليم حين تفعل الصواب !!

{clean_title}
جهينة نيوز - د ذوقان عبيدات
 

لم أكن يومًا إلّا صديقًا للوزارة، فأنا نتاجها، ونتاجها وحدها، ولم أكتب يومًا عنها، إلّا حرصًا عليها سواء كان نقدًا كما حصل في المناهج، أو دعمًا كما حصل في حصص النشاط، وفي الحالتين اعتقدت أنني داعم للطلبة والمعلمين والعملية التربوية.
واليوم، وبعد نهاية التجربة الرائدة لوزارة التربية في تنفيذ أول امتحان توجيهي هادئ، أجد نفسي مع الوزارة، أشاركها هذا النجاح، ورغم مرور أيام قاسية من سوء الفهم، تمكنت الوزارة من توضيح حالها - بعد فشلٍ إعلامي واضح – تمكنت الوزارة من إعلان سياساتها أمام الجميع. وقف الوزير ومدير عام الامتحانات أمام جمهور غاضب – لعدم وعيه بالإجراءات – وتمكنا من تمهيد الطريق أمام الامتحان.
ولست بصدد الحديث عن إجراءات الامتحان وسياساته وفنياته، ولكني أرى نتاجات هذه السياسات؛ بردًا وسلامًا على مجتمعنا وطلبتنا!
وفي هذا الصدد أود الإشارة إلى ما يأتي:
- النجاح في ضبط أسئلة الامتحان، وإلزام واضعي الأسئلة باختيار أسئلتهم برشد وعقلانية، وعدم التفنّن في اختيار أسئلة تصطاد الطلبة وتعمل لهم كمائن.
- النجاح في ضبط الإعلام العام وكسبه داعمًا للوزارة وامتحانها، فلم يثر هذا الإعلام أي إشاعات، ولم يضخّم أي أخطاء ولم يتصيد أي هفوات.
- النجاح في تهدئة المجتمع، وضبط انفعالات الأمهات والآباء حيث كنّا نلاحظهم في انتظار بناتهن وأبنائهن بفرح وشوق بعيدًا عن الخوف المرضي المعهود.
- النجاح في تهيئة أجواء امتحان أو بيئة امتحان سليمة، بعيدة عن سطوة الدرك وسطوة المعلمين، أو بعض رؤساء القاعات المتجهمين. فكانت بيئة آمنة، قلّت فيها الصراعات والتهديدات وتفتيش المشبوهين أو المشتبه بهم.
- النجاح في التودد إلى الأهل والمجتمع والإعلام ليكون صديقًا داعمًا حتى لو واجهنا عثرات بسيطة!
نعم تمكنت الوزارة بأجهزتها ذات العلاقة من تقديم صورة مشرقة تتناسب مع تاريخ الوزارة ونجاحاتها، حيث تمكنت في السنوات الثلاثة الماضية من تقديم – امتحان صديق للطلبة وللمجتمع- فغابت التهديدات التي كنّا نسمعها من مسؤولين تربويين مثل: في الامتحان يكرم المرء أو يهان!! وها هي اليوم تقدم الامتحان خبرة عادية بشعار: في الامتحان يكرم المرء ولن يهان!!!

إذًا كان أداء الوزارة متفوقًا، لكن ماذا عن إنجازها؟ هل سيكون كذلك؟
والمقصود بالإنجاز، تقديم نتائج عادلة، بعيدًا عن المساواة. فلا مساواة بين طالب تعلم في مدرسة ناجحة، وطالب آخر عانى من ضعف المعلمين والظروف!!
قد لا يكون الوقت قد حان لمثل هذه العدالة التي يتمناها كل مواطن، ولكن نرجو أن لا تكون المساواة على حساب العدالة!!
ليس قانونًا أن يرسب (50%) من الطلبة، وليس حجة أن تقول الوزارة قررنا امتحانًا تكميليًا بعد فترة قصيرة، ففي الامتحانات العامة يفترض أن يكون الجميع قد نجحوا، ولو أن بعضهم لم يجتز متطلبات الامتحان، نعم لا رسوب! بل عدم اجتياز! وهذا ليس تخريبًا لسمعة امتحاننا ولا يشكّل جريمة شرف بحقه، يحمل كل طالب وثيقة أنه تقدم واجتاز أو تقدم ولم يجتز!
والمطلوب من الوزارة نجاحات أكثر من طرق حساب المعدل وطرق الإعداد للامتحان، وطرق تصحيحه، وطرق إعلان النتائج.
قامت الوزارة بدورها بعلامة - تؤهلها إلى دخول كلية الطب غير الموازي - وهناك الكثير ممّا يمكن تطويره، لعلها تستعيد أفواج الهاربين من التوجيهي الأردني إلى التوجيهي الأجنبي الذي يقدمه الطلبة في جو تربوي غير ممتع ومريح، وتستعيد أفواج الهاربين إلى تركيا والسودان بعيداً عن ظلم مسؤولين قصروا في أداء واجباتهم.
قامت الوزارة بواجبها، فهل ستقوم الجامعات بواجبها؟ سيما وأن الدكتور المعاني وزيرا للتعليمين
متى نرى عدالة في القبول، لنسكت أصوات المطالبين بالمساواة الظالمة جداً !!!
هذه النجاحات للوزارة لا تحجب قضايا أساسية:
- فهي لم تفعل شيئاً لتطوير التدريس، والانتقال من التلقين إلى الحوار والبحث والاستقصاء، والتجريب.
- وهي لم تفعل شيئاً في مجال تدريب المعلمين على إدارة حصص النشاط بل نصحت بإرسال الطلبة إلى أماكن غير مراقبة أو مضمونة خلال إجازتهم الصيفية.
- وهي تسرعت جداً في البت بمناهج جديدة مع مطلع العام القادم.
- وابتعدت كثيراً عن قضايا تدريب المعلمين، فما زالت السياسات في وادٍ، والمناهج في وادٍ، والتدريب في وادٍ.
- وهي لم تؤمن بعد بالتعاون الجاد مع نقابة المعلمين لتأمين مصالح المعلمين، ودعمها في ممارسة دورها في تطوير التعليم.
- وهي بكل الأحوال، لم تنجح في توصيل إعلامها ورسائلها إلى الجمهور.
أقول هناك الكثير مما يمكن فعله، وما يسهل فعله لتطوير التعليم، وإن نجاح الوزارة في مجال إدارة التوجيهي يعكس ما…

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير